بسم الله
الرحمن الرحيم
جـامـعـة
الخـلـيـل/ كلية التربية
نصوص نفسية عند
علماء المسلمين
د.
لؤي زعول الفصل الدراسي الاول 28/8/2015
ملاحظة!: مادة خاصة لطلبة مساق نصوص نفسية عند علماء
المسلمين (تلخيص مبسط لفلسفة التربية الإسلامية
وتساؤلاتها، وهي ليست بديل للمرجع/ الكتاب)، سيتم شرحها وفق الخطة
الدراسية للمساق مع ذكر أمثلة مجتمعية أخرى عن مفاهيم النفس والتربية الإسلامية، التي
يتطلب تسجيلها من قبل الطلبة. سيتم استخدام بعض الوسائط التعليمية خلال الفصل
الدراسي، بهدف تحقيق أعلى قدر ممكن من إدراك الهدف العام للمساق، كما سيتم ترتيب
ملخصات أخرى لأهم العلماء المسلمين حسب المرجع).
الكتاب المقرر: نجاتي، محمد عثمان. الدراسات النفسية عند علماء المسلمين، بيروت: دار الشروق، 1993.
مع تمنياتي لكم
بالنجاح و التقدم
باحترام: محاضر المساق
د. لــؤي زعــول
(دكتوراه بعلم النفس الاجتماعي والعملي)
ملخص محاضرات رقم
(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة:
ان للعلماء المسلمين إسهامات كثيرة هامة
في الدراسات النفسية، إلا
نها لم تحظ من قبل بالاهتمام في تاريخ علم النفس لمعرفة دورها الهام في تقدم وتطور
علم النفس عبر العصور، فالمؤرخون الغربيون لعلم النفس يبدؤون عادةً بالدراسات
النفسية اليونانية خاصة دراسات افلاطون وأرسطو، ثم ينتقلون بعد ذلك مباشرة الى
المفكرين الأوروبيين في العصور الوسطى الذين كان لهم اهتمام ولو بالشكل البسيط في
اراء المفكرين والعلماء المسلمين بالنصوص النفسية التي ترجم الكثير منها الى اللغة
ألاتينية، وبالتالي كان لتلك الاراء الاسلامية تأثيرا في أراء المفكرين الأوروبيين
خاصة اثناء العصور الوسطى وصولا الى عصر النهضة الأوروبية الحديثة، مع عدم وضوحها
بالشكل المطلوب في العلم الغربي.
كما وتجدر الاشارة أيضا إلى إغفال إسهامات
العلماء المسلمين عند علماء النفس العرب المعاصرين الذين يدرسون في الجامعات
العربية في مقررات تاريخ علم النفس.
ولقد تصدر مهمة تدريس الدراسات النفسية عند
المفكرين المسلمين بالعصر الحديث عددا من المفكرين الاسلامين العرب في مطلع
الثمانينات 1984 من بينهم د. محمد نجاتي في جامعة محمد بن سعود الإسلامية (السعودية)
الذي قام بإلقاء عدد من المحاضرات المختلفة عن الدراسات النفسية عند الفارابي،
وابن سينا، واخوان الصفا، والغزالي، وابن رشد، وابن تيمية وابن قيم، والكندي وابى
بكر الرازي وغيرهم الكثير، وخلال هذا المساق سيتم شرح اراء العلماء السابقين في
الموضوعات النفسية التي لا تزال حتى الان من موضوعات علم النفس.
كما سيتم الحديث بالمساق الحالي عن
الربط بين اراء علماء النفس الحديث ومقارنتها مع النصوص النفسية عند علماء
المسلمين التي نستعرض فيها بعض الخبرات ومقارنتها مع علماء الغرب ومن تلك الأمثلة
نذكر علاج العشق عند ابن سينا والأحلام عند
الفارابي،،، الخ.
استطاع ابن سينا ان يصل الى معرفة طبيعة عملية
الارتباط الشرطي، قبل ان يكتشفها ايفان بافلوف الفسيولوجي الروسي في العصر الحديث،
نتيجة للبحوث التجريبية التي قام بها، كما توصل الى تفسير علمي للنسيان بإرجاعه
الى تداخل المعلومات، الذي لم يصل إليه علماء النفس المحدثون إلا في بداية القرن
العشرين، وقد سبق علماء الفسيولوجيا وعلماء النفس المحدثين في قياس الانفعال على
أساس قياس التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في مصاحبة الانفعال.
شرح طريقة ابن سينا في علاج احد
منتفعيه من مرض العشق:
(عالج ابن سينا مريض بالعشق من خلال ذكر أحياء وأسماء
وبلدان تعني شيء للمنتفع، ذلك من اجل قياس سرعة نبض القلب لمعرفة مقدار الانفعال
الذي تثيره هذه الأسماء لتحديد اسم المعشوقة وإخراج ما بداخل المنتفع من اسرار
التي تنعكس عليه كمنتفع بالايجاب العلاجي).
بهذه الطريقة نستطيع القول ان ابن سينا
كان المخترع وصاحب الفكرة الأولى في اختراع ما يعرف بجهاز كشف الكذب(جهاز استجابة
الجلد الجلفانية) وهو جهاز يقيس الاضطراب الانفعالي على أساس ما يثيره في الجسم من
تغيرات فسيولوجية.
كما وصل ابن سينا والفارابي في دراستهما
للأحلام إلى كثير من الحقائق التي سبقوا بها العلماء المحدثين وبخاصة دور الأحلام
في إشباع الدوافع والرغبات التي تحدث عنها سيجموند فرويد.
في حين تحدث ابن الحزم عن المبادئ
العقلية الأولية المعروفة بالبديهيات إلى الحس، وهو بذلك قد سبق بحوالي سبعة قرون
ونصف الفيلسوف الألماني كنطKant الذي يعتبره مؤلفو الفلسفة الغربية انه هو الذي
ارجع المعقولات البديهية الى الحس.
كما كان لابن رشد الفيلسوف الأندلسي تأثير
كبيراً في التفكير الأوربي، حيث انه عظم من شأن العقل والرهان العقلي في النظر
بالموجودات للوصول الى الحقيقة.
ويعد علماء المسلمين هم الرواد في
العلاج السلوكي المعرفي الحديث والعلاج النفساني، فقد كان ابن تيمية احد المعالجين،
مثل علاج السلوك المذموم او الخلق السيء الذي اتبعه المعالجون النفسانيون
السلوكيون المحدثون في علاج بعض الاضطرابات السلوكية مثل الخوف والقلق.
يمكن القول ان هنالك من يسعى ألان الى إيجاد
مدرسة تربوية إسلامية في علم النفس، تعتمد على أهم ما جاء من أراء ونظريات ونصوص
نفسية عند علماء المسلمين، في سياق اعتماد وجهة النظر العربية والإسلامية التي لا
تزال قليلة ان جاز التعبير في مساقات الجامعات العربية رغم المحاولات التي يجتهد
بها عدد من المفكرين والعلماء العرب والأكاديميين بالفترة الأخيرة.
ولهذا
يتطلب منا الحديث عن أهمية بناء فلسفة تربوية إسلامية، يمكن عبرها توجيه
استراتيجيات وسياسات التعليم في وطننا العربي للمشاركة في تحديث المواطن من خلال الإجابة
على بعض التساؤلات ومنها:
1- ما مدى حاجة وطننا العربي الى فلسفة تربوية
اسلامية؟ وما التحديات التي تواجه الوطن العربي؟
2- ما هي الخصائص المميزة لهذه الفلسفة
التربوية؟
3- ما موقف الفلسفة التربوية من طبيعة
الوجود الذي نعيش فيه وما مغزى ذلك تربويا؟
4- ما موقف الفلسفة التربوية من طبيعة
المعرفة وأدواتها؟ وما التطبيقات التربوية المستفادة؟
5- ما هو موقف الفلسفة التربوية من طبيعة
القيم الإنسانية؟ وما تضميناتها التربوية؟
6- ما هي المبادئ التربوية المنبثقة من هذه
الفلسفة التربوية؟
أولا:
ما مدى حاجة وطننا العربي الى فلسفة تربوية اسلامية؟
ومما
لا شك فيه ان المجتمع العربي بحاجة ضرورية لفلسفة تربوية اسلامية، حيث يواجه
العديد من التغيرات ويمر في مراحل حاسمة تواجه التحديات التي تعترض طريقه، ولا
يبالغ الباحثين في قولهم ان النجاح بتخطي تلك الصعاب مرهون بعدة عوامل من بينها
الارتكاز على فلسفة تربوية أسلامية تنبع من مبادئ الشريعة الإسلامية التي تعكس
الواقع الاجتماعي الذي نعيش فيه.
أهم
التحديات التي تواجه المجتمع العربي نذكر:
1- الانفجار
السكاني:
وهي تزايد المساحة الحضرية على مساحة الريف من حيث التزايد في عدد السكان
والنازحين باتجاه الحضر من الأرياف، مثال ( في أمريكا ارتفعت نسبة السكان الحضر
حوالي 28% من عام 1880 الى 70% عام 1960، اما في مصر فقد ارتفعت من 19% عام 1882
الى 41% عام 1963، وهذا التحول بالطبع والتزايد يرهق مؤسسات الحضر خاصة في مجتمعنا
العربي الغير مستعد في خططه الإستراتيجية لاستيعاب متكرر خاصة في الفترات السابقة
من مراحل النمو. (أي ان التزايد السكاني يؤدي الى ارهاق في مختلف المجالات من
صحة وتعليم وغيرها، وعليه يتطلب من مختلف الجهات الرسمية وبالتعاون مع مؤسسات
المجتمع المدني ان تعمل على تطوير خطة وطنية شاملة تواكب التقدم الحضاري والزيادة
المستمرة للسكان والهجرة من الريف الى المدن التي تساهم بشكل اضافي في تزاحم المدن وضعف الخدمات العامة).
2- التخلف
الثقافي:
يتضح في المجتمع العربية الفجوة بين منطقة الريف والحضر في موضوع الثقافة، فالحضر
يستمر بالتقدم والانفتاح، لكن الريف لا زال يسير بشكل بطيء تحكمه كثير من العادات
والتقاليد التي تحد من تطوره بالغالب.
3- البيروقراطية
الجامدة:
لا زال المجتمع العربي يعاني من النمو الاداري والتقليدي في كثير من القطاعات
الحكومية والمجتمعية ويتأثر بالإدارة الاستعمارية التي هيمنة على مختلف الدول
العربية، وبالتالي يحد من تقدمها نتيجة للروتين والتقليد ببرامج العمل القديمة، التي
تساهم في تأخر العديد من المجالات الصناعية والاقتصادية والتعليمية،،، الخ.
4- الصهيونية
العالمية واسرائيل: هو تحدي أخر للمجتمع العربي عامة
والفلسطيني خاصة، حيث ان الصراع لا يقتصر على النزاع السياسي فقط بل يمتد الى صراع
حضري ثقافي، وهنا يأتي الدور الحقيقي للتعليم ليواجه تلك التحديات ويعمد الى بناء
فلسفة تربوية أسلامية واضحة متكاملة الأهداف تحدد المتغيرات الثقافية والتعليمية،
التي من المفترض ان تنسجم مع تقدم العالم المحيط بمختلف الاتجاهات.
ثانيا:
الخصائص للفلسفة التربوية الإسلامية؟ (ما هي الخصائص المميزة للفلسفة التربوية؟)
1- عمق التفكير:
يتميز فكر فيلسوف التربية الإسلامية بالعمق ولا يكتفي بالظواهر، بل يعتريه القلق
امام اسرار الوجود، ويحلل المعرفة الإنسانية من حيث طبيعتها عبر تحديد العلاقة بين
الذات العارفة والشيء المعروف، ويكشف عن وسائلها وأدواتها (الحس، العقل، القلب و الإلهام)
التي يصل من خلالها الى الحلول التي تميزه عن المربي التربوي العادي الذي يكتفي
بالظواهر الجزئية للحادثة حوله.
2- التامل النفسي:
ان التربوي الاسلامي يمتاز بالتأمل في أعماق الأشياء ويتبصر بها قبل الحكم عليها،
حيث تبين الأدلة الشرعية ما ورد عن التأمل النفسي في آيات القران الكريم، والتي
يغوص الفرد داخل ذاته ليعود الى الحياة بشكل اكثر عمقاً ووعياً ومنها: بسم الله
الرحمن الرحيم ( ان النفس لامارة بالسوء، الا من رحم ربي) يوسف 53 ( وأما من
خاف مقام ربه ونهى عن الهوى فان الجنة هي المأوى) النازعات 40 صدق الله العظيم.
3- العمومية والشمول:
يتميز بالنظرة الشمولية الموسعة للأمور ولا يركز على تحليل الظواهر الجزئية ويسعى
دائما الى المبادئ العامة وفي ذلك يقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم
(أفلا ينظرون الى الإبل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت، والى
الجبال كيف نصبت، والى الأرض كيف سطحت) صدق الله العظيم صورة الغاشية 17-20
4- الاتساق والتكامل:
ويقصد بها اتساق فيلسوف التربية الإسلامية مع فكره اتجاه مختلف مشكلات الحياة، فإذا
كان واقعياً يعالجها في ضوء واقعي واذا كانت مثاليا فانه يعالجها في ضوء الفكر.
5- الشك المنهجي:
أي هو الشك الذي يتخذه الفيلسوف التربوي الإسلامي للوصول الى الحقيقة التي يستطيع
ان يرسي من خلالها الى قواعد الإيمان، وظهر ذلك في قول الله عز وجل (وكذلك نرى
ابراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين، فلما جن عليه الليل رأى كوكبا
قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين، فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي فلما
أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا
ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون) صدق الله العظيم
الانعام 75-78
6- التسامح والحرية:
تظهر أصالة التفلسف التربوي الإسلامي في أداة التسامح الفكري والحرية العقلية حيث الإقناع
والاقتناع وحيث السؤال والجواب، ويظهر التسامح في قولا الله تعالى (لا اكراه في
الدين) وقوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي أحسن)
صدق الله العظيم.
ثالثا:
الاعتبارات الرئيسية التي تحدد بناء الفلسفة التربوية الإسلامية:
1- انها تعبر عن نظرة اجتماعية سائدة:
أي
ان المواطن السليم يعيش في إطار ثقافي معين يؤثر ويتأثر به، وهنا يأتي تحليل هذا
النظام على شخصية المواطن وتطورها في مختلف الاتجاهات، ودوره في دعم هذا النظام
الذي يجسد الفلسفة التربوية الإسلامية.
2- انها انبثاق من الواقع الاجتماعي
وتطلعاته:
أي
انها تسعى الى تحليل الواقع الاجتماعي وتصوراته الفكرية من قيم سلبية وأخرى
ايجابية نستدل عليها من قبل التربية الإسلامية ومقوماتها.
3- انها مجال لوحدة الخبرة الاجتماعية:
هنا
تتفق المعرفة مع العمل والإدراك الحسي مع الإدراك العقلي والإنسان مع البيئة
فالتفاعل بين كل الإطراف هو جوهر الحياة والتنافس بين الجماعات لا يتحقق إلا في
ضوء هذا التفاعل والخبرة الاجتماعية.
4- انها تستهدف ما يمكن تسميته بالصحة
الثقافية العقلية:
لا
شك فيه ان الشريعة الإسلامية هي دين وعلم ونور، بمعنى انها لا تعبر عن نظرية مجردة من الغايات والوسائل او
الاقتصار على أحداها دون الأخرى، إنما تربط بين الغايات والوسائل لتكون أداة فعالة
تساعد على مواكبة هذا العصر ومتطلباته العلمية، فأول آية نزل بها الوحي حملت أمر
للرسول بالقراءة في دلالة لأهمية العلم والمعرفة، ويقول تعالى عز وجل (هل يستوي
الذين يعلمون والذين لا يعلمون) صدق الله العظيم
(ما
موقف الفلسفة التربوية من طبيعة الوجود الذي نعيش فيه وما مغزى ذلك تربويا؟)
1- ان التربية الإسلامية تعترف بكل من
الفكر والمادة كحقيقتين رئيسيتين في تكوين هذا
الوجود الذي نعيش فيه فهو ليس مجرد ماديات كما تزعم التربية المادية وليس فكرة
واحدة كم تزعم المثالية، أي ان التربية الإسلامية لا تفصل بينهما، بل توحد كل من
المادة والفكرة في اطار متكامل وفي علاقة متبادلة تفاعلية متوازنة.
2- تعترف التربية الإسلامية بان
الإنسان عبارة عن حيوان مفكر وهذا ما يميزه عن غيره،
وقد كرمه الله عز وجل بذلك بقوله ( ولقد كرمنا بني آدم).
3- كما ان التربية الإسلامية ترى ان المادة
في غياب الفكر صماء بكماء، (اي انها تكمل الفكر
الانساني في مختلف الاتجاهات مع قابلية المادة الى التغير والتطور عند وجود الفكر.
4- وان المادة هي مختبر الفكر ومعيار صدقه وكذبه
ويتضح ذلك في ذكر الله تعالى: (والشمس وضحاها، والقمر اذا تلاها، والنهار اذا
جلاها، والليل اذا يغشاها، والسماء وما بناه، والأرض وما طحاها ونفس وما سواها)
صدق الله العظيم 17ص
الدلالات
التربوية بين الفكر والمادة بالفلسفة الاسلامية هي:
1- انها توازي بين الفكر والمادة ولا تفضل
احد على اخر، أي ان يكون المعلم عاملاً بعلمه.
2- ضروري تثقيف المهنة وتمهين الثقافة،
كما فعل عمر ابن الخطاب بإرساله كتابا الى الولاة يقول فيه: (علموا أولادكم
السباحة والفروسية وارووا لهم ما سار من المثل وما حسن من الشعر) أي الثقافة
العامة.
3- من الضروري إعادة النظر في
مناهج العلوم الإنسانية في مؤسسات التعليم العربي فما
زالت هذه العلوم متخلفة قياساً بالعلوم الطبيعة الاخرى في دول العالم المتقدم.
4- ضرورة تحقيق التغير الشامل في العمل
التربوي من خلال تطوير التعليم ليكون اكثر
فاعلية في مواجهة تحديات العصر.
5- التعليم
حق للجميع
كبار وصغار ذكور وإناث في مختلف إنحاء الوطن العربي.
6-
ضرورة مراعاة الفروق
الفردية بين الإفراد وهذا مبدأ من أهم المبادئ في
التربية الإسلامية اقتداء بقول رسول صل الله عليه
وسلم(نحن معاشر الأنبياء أمرنا ان ننزل الناس منازلهم ونكلمهم على قدر عقولهم).
7- ضرورة
الأخذ بالأساليب التكنولوجية المعاصرة، فبناء
الشخصية العربية على أسس سليمة يستلزم تزويدها بتقنيات عصرية متطورة.
8- ضرورة
تكوين رأي عام تربوي إسلامي، يبدأ بتكوين رؤى تربوية إسلامية تهدف
الى الرقي بالمجتمع وتساهم بوضع الحلول لمختلف المشاكل المجتمعية ضمن أسس علمية.
رابعاً: تحديد موقف الفلسفة التربوية
الاسلامية من طبيعة المعرفة الانسانية وأدواتها؟
تؤمن التربية
الاسلامية بأن الطبيعة المعرفية تتألف من نشاطين متكاملين: أحداهما: يتمثل
في الآثار الحسية الخارجية الوافدة الى العقل، والثانية: تكمن في طريقة
تعامل العقل مع تلك المدخلات وطريقة تحويلها الى مفاهيم وقوانين عامة.
وهنا يمكننا
تبني المعنى الوظيفي للمعرفة الإنسانية في المجال التعليمي على نمطين:
1- المعرفة والخبرة:
حسب التربية الإسلامية لا يمكن اعتبار العقل وحده مصدر المعرفة، كما لا يوجد توافق
على اعتبار الحواس فقط هي ينبوع المعرفة، بل يعتبر كلاهما مصدر للأفكار
والأحداث والمعاني، ولا يجوز الفصل بين الإنسان وبيئته الاجتماعية.
2- المعرفة والتغير: ان
التغير يعني بالشكل الايجابي التقدم والتطور من خلال الوسائل والمناهج الفكرية
التي توجه التغير نحو الأفضل في كل مجتمع وفق نظرة شمولية تكاملية بالمعرفة الإنسانية
في الإطار التربوي الإسلامي، كما ان الطبيعة المادية ليست بسيطة بل مركبة وغير
متجانسة ومتعددة الجوانب فيها الخير والشر والجمال والقبح والحق والباطل وان دور
الفرد هو التميز بين هذه المفاهيم والاستفادة منها في ترقية الواقع الاجتماعي.
خامسا:
موقف فلسفة التربية الإسلامية اتجاه القيم الانسانية وتضميناتها التربوية؟
مما
لا شك فيه ان فلسفة التربية الإسلامية تعتبر ذات وظيفة أخلاقية، وفي ضوء هذه
الطبيعة فأنها تؤكد على عدد من الاعتبارات وهي:
1- تعتبر القيم موازين ومقاييس يقيم
بمقتضاها سلوك المواطن والتنبؤ به مستقبلا.
2- تعتبر القيم موجهات لسلوك المواطن
العربي نحو الأفضل.
3- ان القيم لا تتم آلياً بل يسبقها
إزالة للتناقضات الفكرية والقيمية.
في
حين تكمن المسلمات الرئيسية في التربية اتجاه القيم بالتالي:
1- ان التغير اصبح حقيقة الوجود نفسه:
وهذا ما تؤكده فلسفة التربية الإسلامية في حق المواطن العربي بالتغير نحو الأفضل
في ظل التطور العام، وعليه بات من الضروري مواكبة كل جديد وفق القيم الروحية
في الشريعة الإسلامية.
2- انه لا تعارض بين القيم والعلم:
لا يوجد تعارض بين القانون الخلقي والقانون العلمي، إنما هنالك تطابق
متكامل بينهما لتوجيه طاقات المواطن نحو الحق والخير أي (ان القيم من هذا المنظور
هي رؤى اجتماعية للحاضر والمستقبل)
3- ان القيم الخلقية تستمد قوتها من
واقعيتها: أي انها تؤكد قدرة الفرد على
اختيار وانتقاء الأفضل، كما ويمكنه من بناء علاقاته على نحو يتلاءم مع طبيعته
وحاجاته ومطالبه، فلا تعارض بين القيم الخلقية والواقع الاجتماعي الذي نعيش فيه.
أهمية
القيم في مؤسسات التعليم: 22 ص
1- ان تنمية القيم الإسلامية الأصلية يستلزم من
المؤسسات التربوية ترجمة هذه القيم الى دلالات سلوكية تتأصل في حياة الناشئة.
2- ان العمل التربوي في جوهره عمل
أخلاقي ما دام مقصده تنمية الفرد نحو الافضل.
3- تنمية القيم الإسلامية عبر
المؤسسات التعليمة والثقافية التي تحدد مظاهر السلوك وأنواع
النشاطات المتضمنة في مختلف مواقف الحياة اليومية.
4- ان ما يواجهه المجتمع العربي من تحديات
ومشكلات مختلفة تلزم مؤسساتنا التربوية الاخذ بزمام الموقف عبر المشاركة
الفعالة في تنمية ودعم القيم الإسلامية الاصيلة.
5-
ان
يدرك خبراء التربية والتعليم في وطننا ان النفس الإنسانية في الإسلام نفس
خيرة ومتطورة على فعل الخير بجميع صوره واشكاله.
المقصود
بمفهوم النفس الخيرة:
أنها مفطورة على فعل الخير بجميع إشكاله وصوره
من: (حب الناس، وتعاون ، وصدق وسلام وأمانه ووفاء ورحمة وشفقة وعدل وتواضع
واخوة... الخ). إي أن صنع الخير صادر عن طبيعة النفس، اما الشر فليس صادر عنها ولا
عن طبيعتها وفطرتها، انما تكون محمولة عليه، لذلك تكون كارهة له ضيقة به، وهذا
القول بخيرية النفس الانسانية ينسجم مع القول الرسول(ص)"
وكل مولود يولد على فطرة، وأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه" وان فطرة الإسلام
دين المحبة والخير والسلام وليس دين الشر والعدوان.
اراء
في النفس الانسانية: هنالك اربع اراء يمكن ذكرها:
1-ان النفس الانسانية خيرة أي انه مفطور
على فعل الخير اما الشر لا يكون صادرا عن طبيعة دائما، وانما يكون مضطراً اليه
كارهاً له ولذلك لا تطول مدته ويتخلص منه بشتى الوسائل.
2-ان النفس الإنسانية لديها استعداد للخير
او الشر وان الخير لا يحاول الخلاص منه بل يكون
سعيداً به حيث تتحقق السعادة الإنسانية عندما يكون الشخص على علاقة طيبة بغيره،
على عكس الشر.
3-هناك من وصفها بالميل الى الشر كما
فعل ميكيافللي في كتاب الأمير الذي اعتبر الناس معتدون بطبعهم وان لم يسهم الحاكم
بالقوة والعنف انقلبوا عليه وغدروا به.
4-هناك من اعتبر ان النفس
الانسانية لا هي خيرة ولا هي شريرة، وانما هي قابلة
لان تكون على هذه الحال او تلك، يستندون في رأيهم الى قوله تعالى: (ونفس وما
سواها، فألهما فجورها وتقواها، وقد افلح من زكاها، وقد خاب من دساها) صدق
الله العظيم الشمس 7-10
سادسا:
المبادئ التربوية المنبثقة عن الفلسفة التربوية الإسلامية؟
1- مبدأ
تكافؤ الفرص التعليمة:
وهي ان تتساوى
الفرص بين كل افراد المجتمع دون تميز، بحيث يستطيع
الكل المشاركة في تحديث مجتمعه حسب ما تسمح به قدراته، ولهذا المبدأ بعض المقترحات
التي تساعد على تحقيقه:
أ-
اعادة النظر في
ميزانية التعليم بالوطن العربي.
ب- تحقيق مزيد
من العدالة بين مدارس الحضر والريف من حيث الخدمات التعليمية.
ت- تحقيق مزيد
من فرص التوازي بين التعليم النظري والتعليم العملي.
2-
التخطيط العلمي
السليم:
تنظيم
حالة من التخطيط الشامل والمتكامل الذي يراعي احتياجات المجتمع من الخدمات
التعليمية والتربوية.
3-
التقدم
الاجتماعي الشامل:
تسعى
فلسفة التربية الإسلامية الى الأخذ بمبدأ التقدم الاجتماعي الشامل عبر مختلف
المؤسسات الرسمية بالدولة من: (صحة وتعليم واقتصاد،،، الخ)، في سياق برامج تهدف
الى الرقي بالمواطن عبر خدماتها وبرامجها التطويرية وفق التربية الإسلامية.
4-
تحديث المجتمع
و تعصيره:
وهي
القدرة على مواجهة مختلف المشكلات المجتمعية العامة التي قد تعيق تقدم
المجتمع: مثال الامية والتخلف الثقافي في الوطن العربي بحاجة الى برامج عبر وزارة
التعليم التي تعتمد التوسع في خططها التعليمية والثقافية في سياق الرقي بالمجتمع
او افتتاح مراكز صحية تغطي احتياج المواطنين في مختلف المواقع السكانية.
5- مبدأ
التعليم الوظيفي:
أ- اعادة النظر في
التعليم العام النظري واالتعليم الفني التطبيقي، كما
هو الحال في المجتمعات المتقدمة والسعي الى التضييق بينهما.
ب-ان تتم التربية
عن طريق التعليم المباشر الذي له مكانة كبيرة في الاسلام ( نظري عملي) الامر
الذي يتطلب من المؤسسات المعنية في الدولة الاهتمام بالجانب التطبيقي في جميع
المناهج الدراسية ذلك حسب الاختصاص وفق ما يتناسب مع تطور المجتمع العام.
6- مبدأ التعليم المستمر:
1- لم يعد التعليم بمفهومه العصري مخزناً
للمعلومات انما اصبح اداة للتغير والتطوير.
2- ان التعليم لا بد من ارتباطه بمجالات
الحياة المختلفة والمتحركة مع ضرورة دراستها دراسة تحليلية ترتبط بمفاهيم
وبذور العمل التربوي.
3- تعتبر فلسفة التربية الإسلامية ان التعليم مستمر مدى
الحياة، وهنا يمكن ان يكتشف الفرد ما يناسبه ويتفق مع ميوله وبذلك يبتعد عن
الفشل ويتقدم نحو النجاح.
4- ان التعليم مطالب بان يكون اكثر
مرونة في نظامه الحالي ليتمكن الفرد من الانتقال من مجال لاخر دون تعقيد حسب
اتجاهاته الأمر الذي يساهم في نجاحهم وتقدمهم بالمستقبل.
يمكننا
بعد هذا الاستعراض الأول عن فلسفة التربية الإسلامية ان ننتقل وإياكم للحديث عن أهم
العلماء المسلمين الذين كان لهم الأثر الكبير في البحث عن النصوص النفسية في سياق
اتساع المعرفة والاطلاع على أهم ما جاء عند علماء المسلمين، من بينهم:
(الكندي، الفارابي، ابن سينا، الغزالي،
ابن رشد، ابن تيميه، ابن خلدون، ابو بكر الرازي، مسكويه، اخوان الصفا، ابن حزم،
ابن باجه، ابن طفيل، فخر الدين الرازي، ابن قيم،،، الخ)
البحث او التقرير عن علماء المسلمين يقدم
حسب النوع التالي:
Simplified Arabic ) نوع
الخط / 14 حجم الخط/ العنوان / Bالنص
عادي)
_____________________________________________________________
ملخص من المرجع المقرر للمساق:
نجاتي، محمد عثمان، الدراسات النفسية عند علماء المسلمين، ط1، بيروت: دار الشروق 1993.
نجاتي، محمد عثمان، الدراسات النفسية عند علماء المسلمين، ط1، بيروت: دار الشروق 1993.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق