الأحد، 22 نوفمبر 2015

د. لؤي زعول نصوص نفسية، سعيد ابن الحزم ( الظاهري او الاندلسي)

جامعة الخليل
           د. لؤي زعول                                         نصوص نفسية عند علماء المسلمين
   (دكتوراه بعلم النفس الاجتماعي والعملي)
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سعيد ابن الحزم الظاهري (384 ه – 456 ه):
-         هو ابو محمد علي بن احمد بن سعيد بن حزم الملقب بالظاهري او الاندلسي.
-          اصله بن فارس ولد بقرطبة من بلاد الاندلس سنة 384ه (994م)
-         كان ابوه احمد بن سعيد وزيرا للمنصور محمد بن عبد الله بن ابي عامر.
-         عمل وزيرا لعبد الرحمن المستظهر بالله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله.
-         كان حافظا عالما بعلوم الحديث والفقه
-         لاقى ابن حزم الكثير من المتاعب والمحن من جراء اشغاله بالسياسة وبسبب الفتن بالاندلس
-         ترك السياسة واقبل على قراءة العلوم والمنطق وعلوم الشريعة.
-         قال عنه ابن خلكان: كان حافظاً عالما بعلوم الحديث وفقهه، كما كان متفنناً في علوم جمة.
-         كان من اتباع المذهب الظاهري، يقبل نصوص القرآن الكريم والاحاديث الشريفة الموثوفة على ظاهر معناها دون تأويل، الا اذا اقتضت الضرورة  بعكس المعتزلة او الاشعرية.
-         كان كثير النقد للعلماء المتقدمين، لذلك غضب عليه فقهاء وقته وحذروا السلاطين من فتنته.
-         توفي في الاندلس سنة 456ه (1064م)

مؤلفاته :
لقد ترك العديد من المؤلفات في المنطق واصول الفقه والحديث والنحل والملل والتاريخ والنسب والادب، وعدد مؤلفاته 400 مجلد منها 3 في علم النفس وهي:
·        الاخلاف والسير في مداولة النفوس
·        الفصل في الملل والاهواء والنحل
·        طوق الحمامة في الالفة والالاف


تعريف النفس :
-         عرفها" بانها المدركة للامور، المدبرة للجسد، الفاعلة، العاقلة، المميزة، االحية، المخاطبة، المكلفة. وهي جسم علوي فلكي خفيف للغاية، اخف من الهواء، متحركة باختيارها، تتألم وتفرح تحزن وتغضب وترضى وتعلم وتجهل ونحب وتكره وتذكر وتنسى لها جسم وطول وعرض وعمق.
-         وقد اعتبر ابن حزم ان للنفس وجود قيل حلولها في الجسد، وانها حين حلت فية اصبح مؤذيا لها، كأنها وقعت في طين مخمر فأنساها انشغالها بالجسد كل ما سلف لها. وهي باقية بعد الموت، اي لا يذهب حسها وعملها بعد الموت.
النفس والروح والعقل :
-         ان للنفس والروح عند ابن حزم اسمان مرادفان لشي واحد، ومعناهما واحد.
-         يعرف الجسد هو مخلوق من تراب ثم نطفة ثم علقة ثم من مضغة ثم عضما ثم لحما ثم أمشاجا على عكس الروح و النفس.
-         يقول ان النفس والعقل هما لفظان من لغة العرب لهم معنيين مختلفين، فالعقل عند ابن الحزم هو عرض محمول في النفس والعقول تختلف من شخص لاخر.
-         وقد هاجم ابن الحزم الفلاسفة الذين قالو بالعقل الفعال والعقول السماوية ويقول: ان العقل فعل النفس وهو عرض محمول فيها، وقوة من قواها، ومن غلط المخلطين انهم اعتبروا ان للعقل جوهر وفلك خاص به دون النفس والروح.
-         عرف العقل بانه تمييز الفضائل من الرذائل واستعمال الفضائل واجتناب الرذائل، والتزام ما يحسن به المغبة في دار البقاء وعالم الجزاء، وحسن السياسة فيما يلزم المرء في دار الدنيا.
الاحلام والرؤى :
قال ابن الحزم ان لها انواع:
·         ومنها ما يكون من قبل الشيطان وهو ما كان من الاضغاث والتخليط الذي لا ينضبط.
·         منها ما يكون من حديث النفس وهو ما يشتغل به المرء في اليقظة.
·         منها ما يكون في غلبة الطبع كرؤيا من غلب علية الدم للأنوار والزهر والسرور.
·         ومنها ما يرىه الله عز وجل نفس الحالم اذا صفت من أكدار الجسد وفساد الافكار.  
وقد اعتبر ان الرؤيا الصالحة التي يراها الناس او ترى لهم انها جزء من ستة وعشرون جزءا من النبوة. مشيرا الى ان رؤيا الانبياء كلها صادقة، لانها وحي من عند الله عز وجل، اما رؤيا الاخرين قد تكذب او تصدق، وتكون له انذار اوعظا، وقد تشابه ابن حزم في حديثه عن الرؤى والاحلام مع ما قاله العلماء السابقون مثل الفارابي وابن سينا.
الحب :
عرف ابن حزم في كتابة " طوق الحمامة " ماهيته وحلله تحليل نفسي دقيق وبين أنواعه ومراتبة وعلاماته والوسائل المختلفة التي يعبر بها المحب عن حبه، وقد اعتبره البعض اول كتاب يتناول الحب في تاريخ الفكر الانساني، وقد اثار صدور هذا الكتاب عن الحب من قبل احد علماء المسلمين المعروف عنهم بالتقوى كثير من الدهشة ويعتبر البعض انه سبب من اسباب غضبهم عليه في حينه، الا ان الكتاب لاقى اهتمام كبير من قبل المفكرين الاوروبيين في تلك الفترة 
تعريف الحب :
-         لقد عرف ابن الحزم ماهية الحب على انها اتصال او اتفاق بين النفوس، فالنفوس التي اتصلت واتفقت مالت بعضها الى بعض كالمغنطيس و الحديد.
-         يقول ابن حزم ايضا عن الحب في موضع اخر انه استحسان روحاني وامتزاج نفساني ناشئ عن اتصال النفوس وتعارفها في عالمها السابق قبل حلولها بالجسد.
-         ويدلل ابن حزم على صحة راية في الحب فيقول من الدليل على هذا انك لا تجد اثنين يتحابان الا وبينهما مشاكلة واتفاق الصفات الطبيعية
-         وقد فرق بين الحب والشهوة فالمحبة تنشا عن اتصال النفوس وتعارفها وتجانسها اما الشهوة فهو حب الصورة الحسنة فقط .  
انواع المحبة :
-         يذكر ان اغلب انواع الحبة هشة قصيرة الحياة، تنشا لتحقيق منفعة ثم تزول، الا العشق فهو اكثر انواع الحب بقاء ودواما.
-         ويعتبر ان المحبة ضروب وأفضلها محبة المتحابين في الله عز وجل، اما الاجتهاد في العمل، واما لفضل علم يمنحه الانسان، ايضا محبة القرابة ومحبة الالفة ومحبة المعرفة ومحبة بلوغ اللذة ومحبة العشق ومحبة الطمع. التي يعتبرها ابن الحزم اجناس منقضية مع انقضاء عللها وزائدة بزيادتها وناقصة بنقصانها متأكدة بدنوها فاترة ببعدها الا محبة العشق فهي التي لا فناء لها الا الموت.
مراتب المحبة :
كما ذكر ابن حزم ان للمحبة عدة درجات او مراتب منها:
1-  الاستحسان: وهو ان ينظر المحب الى من يحب بصورة ايجابية واضحة، حسن الاخلاقه
2-  الاعجاب: وهي رغبة الناظر في المنظور اليه.
3-  الالفه: وهي الوحشة اليه اذا غاب
4-  الكلف: وهي غلبة شغل البال به، ويسمى العشق
5-  الشغف: ان يمتنع عن النوم والطعام والشراب لأجله.
علامات الحب:
قد حلل ابن حزم حالات المحبين ولاحظ ما يظهر عليهم من علامات الحب وصنفها الى:
1-  ادمان النظر: فالمحب دائم النظر الى من يحب ويلاحقه بنظراته.
2-  الاقبال بالحديث: فالمحب دائما يميل الى الحديث لمن يحبه، والانصات الى أي حديث صادر منه وتصديق ما يقوله.
3-  الاسراع بالسير الى المكان الذي بتواجد به والتطرق باستمرار الية، والاستهانة بكل خطب جليل داع لمفارقته.
4-  يحدث ذهول واضطراب وروعة عند الرؤية المفاجئة لمن يحب وما يحدث له من اضطراب عند رؤيته حد يشبهه او عند سماع اسمة.
5-  حدوث الاختلاف والتضاد بين المحبين ولكن سرعان ما يتراضيان ويعودان الى حالتهما السابقة
6-   حب الوحدة والانس بالانفراد الذي يؤدي الى نحول الجسم و السهر.
الحب من اول نظرة :
بذكر ابن الحزم ان الحب يمكن ان يحدث في بعض الحالات من اول نظرة لكنه يزول بسرعة، اما الحب الذ ينشا على المعرفة أي المحادثة فانه الحب الذي يدوم، وعتب ران الحب من اول نظرة ليس الا شهوه، وان الحب اتصال بين النفوس في أصل عالمها العلوي.
وسائل التعبير عن الحب:
اول ما يلجأ اليه المحبون لكشف ما يشعرون به من حب الى المحبوب كاشارة اولية يكون عبر الشعر او مثل طرح لغز او تسليط كلام، وعند وقع القبول يبدأ الاتصال البصري كوسيلة للتواصل ومفتاح للقلب،فهي طريق للنفس، كما يمكن التعبير عن الحب ايضا عبر الرسائل المكتوبة او ارسال الرسل او الاشهار بحبه وهو امر مكروه عند ابن الحزم.
النظرية المعرفية:
يذهب ابن حزم الى ان الانسان يخرج الى الدنيا لا يعرف شيئا، ويذكر قول الله عز وجل: ( والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئاً)، وتكون حركته بعد ولادته كلها طبيعية مثل اخذ الثديين اثناء الرضاعة، ومع البلوغ تبدأ النفس الناطقة بتمييز الامور من حولها، وبدأ التفكير واستعمال الحواس في الاستدلال،  ومعرفة الفروق بين محسوساتها كعلمها ان الرائحة الطيبة مقبولة من طبعها على عكس الرديئة الغير مقبولة.
وقد عرف ابن الحزم ان الفهم الاول لما يدركه الانسان من البديهات مثل ان الكل اكبر من الجزء، يسمى الادراك السادس (البديهيات/ اوائل العقول)، ايضا من اوائل العقول التي لا يختلف بها عقل.
ان المعرفة والعلم عند ابن حزم مسميات لشي واحد، حيث عرف العلم بانه: "اعتقاد الشئ على ما هو عليه، وتيقنه به، وارتفاع الشكوك عنه"
سبل الحصول على المعرفة اليقينية عند ابن الحزم:
·        شهادة الحواس وبديهيات العقل
·        برهان راجع من قرب او من بعد الى شهادة الحواس
·        القران والحديث 
·        اتفاق اثنين او اكثر على خبر واحد راجع الى ما أدركوه بالحواس.
اصلاح الاخلاق ومداواة النفوس:
اهتم ابن حزم بملاحظة سلوك الانسان بشكل دقيق، كما اهتم بتحليل تصرفاتهم لمعرفة اسبابها، وكان هدفه اصلاح الفساد ومداواة النفوس الذي عبر عنه في كتابة " الاخلاق واليسر في مداواة النفوس" بهدف اصلاح ما فسد من اخلاق بين الناس ومداواة علل نفوسهم.
علاج الهم :
لقد اهتم ابن حزم اهتماماً كبيراً بموضوع (الهم) الذي يتفق الناس جميعهم على اختلاف مذاهبهم على طرده والتخلص منه، ويستخدم ابن الحزم مصطلح الهم بمعنى واسع جدا يشمل حالات كثيرة من الضيق والكدر ومن اشكاله المختلفه:                                                                                      
-         طلب المال ليطرد به هم الفقر فمعنى الهم هنا هو حالة الضيق والضنك.
-         وطلب اللذات من طلبها ليطرد بها عن نفسه هم فوتها، فالهم هنا بمعنى الشعور بالحزن والحسرة لما فات الانسان من ملذات.
-         وطلب العلم لطرد الجهل بمعنى هم الشعور بالعجز وقلة الحيلة بسبب الجهل العلم
وعتبر ابن حزم ايضا ان الطمع سبب كل هم حتى بالاموال والاحوال. وعرف ابن حزم ايضا انه الهم هو حالة من الضيق والالم النفسي تنشا عن حالت كثيرة منها الحزن والحسرة والغيظ والتعاسة والوحدة والعزلة والمذلة والمهانة وقلة الحيلة وانشغال البال، كما وقال ابن حزم انه بحث على سبل للتخلص من الهم ولم يجده الا في التوجه الى الله تعالى بالعمل للأخرة فهو وحدة الذي يؤدي الى طرد الهم وان الدنيا مضمحلة زائلة.
علاج العجب :
ذكر ابن الحزم العديد من الاساليب والنصائح لعلاج العجب وذكر تجربته الشخصية، انها استطاع التخلص من العجب بواسطة احتقاره لنفسة واستعماله التواضع. وقد ذكر ان معالجة العجب بضده بالبحث عن العيوب الخاصة به وهذا الامر استدعى حالة نفسية مضادة للعجب بالنفس، وهو من جهة اخرى التزام باحتقار نفسه، واستعمال التواضع وهو سلوك مضاد لسلوك العجب بالنفس، وقد استخدم الغزالي نفس الاسلوب في علاج الاخلاق السيئة وفي علاج العجب.
وقد اتبع ابن حزم في علاج العجب اسلوب العلاج النفساني السلوكي المعرفي الذي سبق من اتبعه من قبل كل من الكندي ومسكويه والغزالي الذي ركز في علاج الخلق السىء بضده وقد ذكر ابن حزم عدة وسائل لعلاج العجب نذكر منها:
·        من اصيب بالعجب فعليه البحث عن عيوب النفس
·        اذا اعجبت بعقلك وبأفكارك ففكر في كل فكرة سوء مرت بخاطرك
·        اذا اعجبت بعلمك فاعلم ان العلم موهبة من الله تعالى
·        اذا اعجبت بشجاعتك فتفكر فيمن هو اشجع منك
·        اذا اعجبت بمالك فانظر الى كل ساقط خسيس هو اغنى منك
·        اذا اعجبت بحسنك فاعلم انه في زواله في التقدم في السن
·        اذا اعجبت بمدح أصدقائك ففكر بذم اعدائك لك
·        اذا اعجبت بنسبك فهو شيء اصلا لا ينفعك لا في الدنيا ولا الاخرة
·        واذا اعجبت بقوتك ففكر بالبغل والحمار اقوى منك


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملخص من المرجع المقرر للمساق:
 نجاتي، محمد عثمان، الدراسات النفسية عند علماء المسلمين، ط1، بيروت: دار الشروق 1993.





د. لؤي زعول / الاضطرابات السلوكية / Behavioral Disorders among the Children - dr. luay zaool




 مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية) مجلد 22 (3 ) 2008

الاضطرابات السلوكية لدى أطفال أسر المعتقلين الفلسطينيين في محافظة بيت لحم من وجھة نظر الأمھات

 Behavioral Disorders among the Children of Palestinian Detainees in the Bethlehem Governorate from the Point of View of the Mothers

سھير الصباح و لؤي زعول
Suhair Al-Sabbah & Luay Zaool

قسم التربية وعلم النفس/  كلية الآداب/  جامعة القدس)أبو ديس(


تاريخ تسليم: (29/9/2007) تاريخ القبول: (10/4/2004)

________________________________________________________________________

Abstract
This study aimed to knowing the most important Features of
Behavioral Disorders which are spread among the Children of the
Palestinian detainees in The Bethlehem Governorate from the point of
view of the mothers. It also aimed to determining the disorders among
the children according to age, place of residence, sex, educational level
of the mothers and the income level of the family. The sample of this
study consisted of (201) mothers in the families of the detainees in the
Governorate of Bethlehem. They were chosen by the stratified random
sample method.The data were statistically treated by calculating the
arithmetic medians and standard deviations, the (T-test), one way Anova,
Tukey Test, and Person Correlation Coefficient to make sure of the
validity of the instrument of the study& reliability. The results indicated
that the level of behavioral disorder of the children of the Palestinian
detainees in Bethlehem Governorate from the point of view of the
mothers was average and the medium was (3.35). It was also indicated
that the most important features of the behavioral disorders were
represented in the phobia disorders, However, aggressive behavior was
less than that. This study also revealed statically significant differences,
in behavioral disorders according to the age of the children (9.1 -12 )
years ,it was indicated that there are no differences according to the sex,
place of residence, the level of the income of the family, and the level of
the mother's education.