الفصول 1-6 مدخل الى علم التربية جامعة الخليل
د. لؤي زعول/ دكتوراه بعلم النفس الاجتماعي والعملي.
التربية: منظور عام - تطور مفهوم التربية:
للتربية دور مهم في حياة المجتمعات والشعوب، فهي عماد التطور والازدهار، واساس الاستمرار، كما انها ضرورة اجتماعية، ترتبط على نحو وثيق بالمجتمع وتهدف الى الاهتمام به. من المعلوم أن التربية قد ظهرت منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض، وانتمائه إلى جماعات كالأسرة. حيث تميز الإنسان بعقله عن باقي الكائنات، وبدأ باستغلاله من خلال ملاحظة الظواهر الطبيعية من حوله، والتي أصبحت مدرسة بالنسبة له، أي ان البيئة المحيطة كانت مدرسة الانسان الاول، فالتربية عبارة عن تفاعل بين الفرد والبيئة على اعتبار أن الإنسان يتعلم منها جميع ما ينفعه.
ومع تطور الإنسان البدائي وانضمامه إلى جماعات منظمة واتساعها، أصبح الانسان غير قادراً لوحده على الحفاظ على هذه المعارف والعلوم، مما ادى الى التفكير في ايجاد اماكن لتلقين المعارف، وهذه الاماكن هي ما يعرف اليوم بالمدارس او التربية النظامية أو المقصودة، لانها تحتوي على أهداف مقصودة يؤمل تحقيقها في نهاية العملية التعليمية لكل مرحلة. كما أن المدارس قديماً كانت تركز على حشو الأدمغة بالمعلومات دون التركيز على الجوانب النفسية او الاجتماعية، مما جعلها غير وظيفية ومنعزلة عن المجمع.
لقد تغير مفهوم التربية تبعاً لتغيرات المجتمع الاجتماعية والثقافية، واتساع النظرة إلى ميدان التربية وتطورها، مما أدى إلى حدوث تحولات وتطورات في هذا المفهوم، نذكر منها ما يلي:-
1. انتقل مفهوم التربية وميدانها من الجهود المبعثرة إلى الجهود المنظمة.
2. انتقل مفهوم التربية من مرحلة تعليم ابناء الصفوة الى جميع الافراد بالمجتمع باشراف الدولة.
3. انتقلت التربية من عملية تعليمية ضيقة إلى عملية ثقافية حضارية شاملة.
4. انتقلت التربية من عملية مرحلية إلى عملية مستمرة.
5. انتقلت التربية من عملية سائبة إلى عملية تحتاج إلى إعداد وترتيب مسبق.
6. انتقل مفهوم التربية من كونه مفهوماً عادياً تقليدياً إلى مفهوم التربية الحديثة والتكنولوجية.
7. انتقلت التربية من عملية تقليدية تلقينية إلى عملية حديثة تعتمد على:
أ. تشجيع الطالب على البحث عن المعلومات.
ب. استخدام البرمجيات الحاسوبية التعليمية.
ت. التفاعل الجاد بين الطالب والمعلم.
مفهوم التربية:
هو مصطلح حديث لم يظهر في المعاجم إلى عام 1549، وهو من الناحية الاشتقاقية مأخوذة من اللغة اللاتينية، الخاصة في تهذيب سلوك البشر دونما تفريق، لم يكن يقصد بالتربية سوى تكوين الجسد والنفس، وهي بهذا المفهوم كانت تركز على العناية التي تقدم لتعليم الأطفال، سواء فيما يتصل برياضة النفس أو رياضة الجسد.
أما المعنى الاصطلاحي للتربية فهو التنشئة والتنمية وربا الوليد بمعنى نشأ، وربى الولد أي رعاه وغذاه وكبّره ونمى قواه الجسدية والعقلية والخلقية.
تعريف التربية:
هناك تعريفات مختلفة للتربية ويرجع هذا الاختلاف إلى سببين رئيسيين وهما أولاً: اختلاف الأشخاص القائمين على التعريف واختلاف فلسفتهم في الحياة، وثانياً: أن الفلاسفة والمفكرين والمهتمين بأمور التربية ينظرون إليها على أنها قضية جدلية.
وفيما يلي عدد من التعريفات للتربية:
- تعريف افلاطون (427-347 ق.م): أن التربية هي أن تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن له.
- تعريف اسماعيل القباني (1898-1963): التربية هي مساعدة الفرد على تحقيق ذاته حتى يبلغ أقصى كمالاته المادية والروحية في إطار المجتمع الذي يعيش فيه.
- تعريف هربرت سبنسر (1820-1903): التربية هي إعداد المرء لأن يحيا حياة كاملة.
- تعريف جون ديوي (1845-1905): التربية هي الحياة وهي عملية تكيف بين الفرد وبيئته.
تعريفات حديثة:
التعريف الأول:
"إن التربية هي عملية التكيف أو التفاعل بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها" ويركز هذا التعريف على عملية التكيف وتعني هذه العملية تكيف وتفاعل الفرد مع البيئة الطبيعية، والبيئة الاجتماعية ومظاهرها والبيئة التكنولوجية ومتطلباتها، وهي عملية طويلة الأمد ولا نهاية لها إلا بانتهاء الحياة.
التعريف الثاني:
"أنها عملية تضم الأفعال والتأثيرات المختلفة التي تستهدف نمو الفرد في جميع جوانب شخصيته، وتسير به نحو كمال وظائفه، عن طريق التكيف مع ما يحيط به، ومن حيث تحتاجه هذه الوظائف من أنماط سلوك وقدرات" ويركز هذا التعريف على عملية تنمية شخصية الفرد الكلية الشاملة، وعلى عملية التكيف مع البيئة المحيطة، واختلافات أنماط سلوكيات الأفراد وقدراتهم وميولهم واستعداداتهم في التعلم.
التعريف الثالث:
"إن التربية هي العمل المنسق المقصود الهادف إلى نقل المعرفة وخلق القابليات، وتكوين الإنسان والسعي به في طريق الكمال من جميع النواحي وعلى مدى الحياة"، وفي ضوء هذا التعريف فإن التربية لم تعد مقصورة على مرحلة من مراحل الإنسان، بل أصبحت تلازمه من المهد إلى اللحد، وهذا التعريف يتفق مع ما نادت به الشريعة والتربية الإسلامية.
خصائص التربية وهي:
1. أنها عملية إنسانية: فالتربية تخص الإنسان وهي حكر عليه دون غيره من المخلوقات.
2. أنها عملية تكاملية شاملة: فالتربية عملية تسعى أن يصل الإنسان إلى كامل نموه الجسمي والعقلي والنفسي والانفعالي والخلقي والاجتماعي.
3. أنها عملية ذات قطبين: القطب الأول هو المربي، والقطب الثاني هو المتربي، ويؤثر كل منهما على الآخر.
4. أنها عملية فردية اجتماعية: فالتربية لا تقتصر مهمتها على الفرد فحسب، بل تتعداه إلى المجتمع ككل.
5. أنها عملية هادفة: فالتربية عملية توجيه الجيل الناشئ من قبل الجيل الراشد، لتصل به إلى درجة الكمال والمواطنة الصالحة.
6. أنها عملية متغيرة ومتطورة: فالتربية دائمة التغيير والتطوير وتختلف باختلاف الزمان والمكان من مجتمع إلى آخر.
7. أنها عملية تشاركية: فالتربية لا تقتصر على المدرسة وحدها، وإنما يتلقى الفرد من تربيته من البيت، الاصدقاء والمؤسسات الاجتماعية الأخرى.
ضرورة التربية:
التربية ضرورية للفرد والمجتمع على حد سواء، فلا يستطيع فرد أو مجتمع أن يستغنيان عن التربية لأنها الأساس في تكوينها، وفيما يلي نذكر أهمية التربية لكل من الفرد والمجتمع:
أولاً:- ضرورة التربية للفرد، تتمثل فيما يلي:
1. نقل العلم والثقافة من جيل إلى آخر: فالعلم والثقافة لا ينتقلان بالوراثة بل بالتعلم.
2. الانسان مخلوق ضعيف كثير الاتكال: فالإنسان يتصف بالضعف والاتكالية منذ ولادته، وحتى يشتد عوده، ليصبح قادراً على مواجهة مشكلات الحياة فتتلقاه البيئة لكي تساعده.
3. البيئة البشرية كثيرة التعقيد والتغير: من المعلوم أن حياتنا الحاضرة مليئة بالتعقيدات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها، ومن المعلوم أيضاً أنه كلما ارتقى المجتمع البشري ازدادت البيئة والحياة تعقيداً.
إن من واجب التربية الحديثة إعداد الاطفال لعالم اليوم والغد معاً، فتعمل على إحداث المرونة في تفكيرهم واتجاهاتهم ليكونوا قادرين على تكييف أنفسهم تبعاً للمتغيرات والمستجدات في البيئة المحيطة بهم، وتشجعهم على حل مشكلاتهم بأنفسهم.
ثانياً:- ضرورة التربية للمجتمع تتمثل الضرورة فيما يلي:
1. حفظ التراث الثقافي: يتمثل تراث المجتمع بالعلوم والمعارف والعادات والتقاليد وغيرها.
2. تعزيز التراث الثقافي: يحتاج المجتمع الحديث للتربية لتعزيز التراث وتنظيمه.
3. مكافحة الأمية: المجتمع الحديث هو الذي تنخفض فيه نسبة الأمية إلى درجة كبيرة، ويتمثل دور التربية في خفض نسبة الأمية والتخلص منها نهائياً ورفع مستوى المعيشة.
4. تحسين الحالة الصحية: أي حالة السلامة والكفاية البدنية والعقلية والاجتماعية والنفسية الكاملة وليس مجرد الخلو من المرض والعجز".
5. تحسين المستوى الاقتصادي: يلعب الاقتصاد دوراً مهماً في تطور المجتمع وازدهاره وتعمل التربية على تنمية الوعي الفردي والاجتماعي بأهمية زيادة الانتاج.
6. تنمية الروح الوطنية وتوطيدها: إن أحد أهداف التربية الحديثة هو تنمية الروح الوطنية لدى الفرد وتكوين المواطن الصالح المحب لوطنه المدافع عنه.
7. الارتقاء بالمستوى الخلقي: تعد الأخلاق القويمة إحدى دعائم المجتمع الحديث، وإحدى دعائم نهضته وتطوره ورقيه، فبدون الأخلاق تعم الفوضى والرذيلة.
8. الإفادة من أوقات الفراغ: من المعلوم أن الوقت هو من أثمن الموارد في المجتمع الحديث، ويضاهي في قيمته الموارد الأخرى مثل الموارد البشرية والمادية.
9. تكوين الطاقة البشرية اللازمة للمجتمع: يعد الإنسان عماد المجتمع الحديث وأحد أدوات تقدمه وتطوره، فبدون الإنسان المتعلم والمؤهل لا يمكن للمجتمع أن يتطور أو يتقدم.
أهمية التربية:
للتربية دور مهم في حياة المجتمعات والأمم والشعوب فهي عماد تطورها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وهي وسيلتها الأساسية في البقاء والاستمرارية وفي قدرتها على مواجهة التحديات التي تواجهها وتبرز أهمية التربية في الجوانب التالية:-
1. أنها اصبحت استراتيجية وطنية وقومية كبرى لشعوب العالم. إذ تمثل التربية جزءاً رئيساً من جوانب الاستراتيجيات العالمية.
2. أنها عامل مهم في التنمية الاقتصادية. فكما ذكرنا سابقاً أن للتربية دور مهم في تكوين الأفراد للعمل في المجال الاقتصادي وغيره، والذين يقومون بدورهم بدفع عجلة الانتاج.
3. أنها عامل مهم في التنمية الاجتماعية. حيث تلعب التربية دوراً بارزاً في التنمية الاجتماعية للفرد خاصة والمجتمع عامة.
4. أنها عامل مهم لإرساء الديمقراطية الصحيحة، تعني الديمقراطية ممارسة الفرد لحقوقه المدنية والسياسية بدون قيود وللتربية دور مهم في تحرير الفكر والعقل من براثم الجهل والعبودية.
5. أنها عامل مهم للتماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية والقومية. للتربية دور كبير في توحيد القوى والاتجاهات الدينية والفكرية والثقافية لدى أفراد المجتمع.
6. أنها عامل مهم في إحداث الحراك الاجتماعي ويقصد بالحراك الاجتماعي تنقل الافراد وتقدمهم في السلم الاجتماعي وقد يكون التنقل أفقياً أو عمودياً.
7. أنها عامل مهم في بناء الدولة العصرية، وهي الدولة التي تساير ركب الحضارة وتعيش العصر الحاضر على أساس التقدم التكنولوجي والعدالة الاجتماعية.
8. أنها عامل مهم في التوازن البيئي، حيث تعرضت البيئة من حولنا إلى كثير من المخاطر ولا سيما التلوث الصناعي والكيمياوي وغيره، وقد كان الإنسان دور رئيس في تلويث بيئته.
أغراض التربية:
تهدف التربية بشكل رئيس إلى تحقيق غرض أو أكثر من التربية، وقد تكون هذه الأهداف إما معروفة أو ضمنية، وتختلف باختلاف المجتمعات، وترتبط بكل من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتختلف باختلاف الفلاسفة والعلماء أيضاً، فمنهم من يرى أن غرضها ينحصر في تربية العقل والوصول به إلى درجة الكمال ليصبح عضواً فاعلاً في المجتمع.
إن التربية هي تلك العملية الموجهة نحو تغيير السلوك الإنساني على المستوى الفردي والجماعي بهدف ان يكون المستقبل أفضل من الحاضر:
أولاً:- الغرض الفردي:
يعتقد أنصار هذا الغرض أن الفرد هو أساس العملية التربوية لذلك يجب الاهتمام به جسمياً وعقلياً ونفسياً وانفعالياً، والإعداد الكامل للحياة والمجتمع ليسهم فيهما بفعالية. ويرون أن التربية عملية قصدية يتم عن طريقها توجيه الأفراد الإنسانيين لنموهم.
ثانياً: الغرض الاجتماعي:
يرى أنصار هذا الغرض أن إعداد الفرد ما هو إلا وسيلة من وسائل إصلاح المجتمع فالفرد بالنسبة لهم لا شيء والمجتمع هو كل شيء، وبمعنى آخر أن الفرد يجب أن يذوب في بوتقة المجتمع ويفنى فيه.
ويشير الواقع إلى تكامل هذين الغرضين وترابطهم، فالإنسان اجتماعي بطبعه، ولا يستطيع أن يعيش بمعزل عنه، كما أن تقدم المجتمع ورقيه وازدهاره يعتمد بالدرجة الأولى على رقي أفراده.
أهداف التربية:
أن أهداف التربية قد اختلفت عبر العصور وفي المجتمعات المختلفة وهي في الوقت الحاضر مختلفة عما كانت عليه بالماضي، وعلى الرغم من هذا الاختلاف فإننا نستطيع القول أنها جميعها تسعى إلى أن ينسجم الفرد ويتفاعل مع الجماعة التي يعيش بينها، وأن يشعر بالسعادة والتفاعل معها، وبالتالي فهي أهداف يرضاها الفرد والمجتمع على حد سواء، كما تختلف أهداف التربية باختلاف العلماء والفلاسفة المهتمين بالمجال الذين وضعوا أهدافاً متنوعة للتربية منها:
- كسب الرزق عبر الانخراط بالحياة والتكيف مع البيئة.
- نقل الأنماط السلوكية من جيل إلى جيل آخر دون التغيير.
- إعداد المواطن الصالح (هدف فردي): يركز هذا الهدف على فكرة إعداد الفرد لذاته.
- هدف التربية هدف اجتماعي تنموي: إذ تهدف التربية إلى تنمية المجتمع بجميع مناحيه.
- إعداد الفرد وتأهيله دينياً ودنيوياً مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجات الدنيوية للفرد.
اما أهداف التربية الإسلامية في القرآن الكريم والسنة النبوية، تتمحور حول ثلاثة أهداف:
أ. هدف ديني: يؤكد على الإيمان بالله وما جاء من عنده يبين هذا قوله تعالى: "وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم". وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " يغفر الله الذنوب جميعها إلا أن يشرك به".
ب. هدف دنيوي: يؤكد على الإعداد للحياة الدنيا ويبين متطلباتها ويبين هذا قوله تعالى: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا"
ت. هدف علمي: يؤكد على العلم دون تقييد أو تحديد لنوعه ويبين هذا قوله تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" وقال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الناس المؤمن العالم".
- هدف علمي يركز على مفهوم نقل العلوم إلى المتعلم وإعداد عقله لتعلم طرق البحث عن الحقائق والمعلومات، وطرق حل المشكلات بالأسلوب العلمي.
- هدف التربية هو تكوين الفرد والمجتمع الديمقراطيين.
- هدف التربية هو هدف تقدمي: فالتربية هنا ليس لها غاية وراء ذاتها، بل إنها غاية ذاتها، ويعد جون ديوي رائد التربية التقدمية والذي أشار إلى أن التربية تقود نمو الفرد.
- هدف وطني وقومي: فالتربية أداة ووسيلة لتقوية الشعور بالوحدة الوطنية والقومية والقاعدة التي يستند إليها هذا الشعور تنبع أساساً من وحدة اللغة والتاريخ والجغرافيا.
وظائف التربية، منها ما يلي:
1. نقل التراث الثقافي وتنقيحه وتفسيره خدمة للجيل الجديد.
2. المحافظة على المجتمع وضمان استمراريته وتطوره.
3. إبقاء حضارة المجتمعات ودوامها فلولا دور التربية في نقل ما أبدعته الحضارات القديمة لاندثرت هذه الحضارات، وتوارت قبل أن تترك أثراً ثقافياً يميزها ويدل عليه.
4. نقل الأنماط السلوكية للفرد من المجتمع وتنمية أنماط أخرى تتناسب مع التغيير الاجتماعي.
5. تكوين أو انتاج الشخصية المتكاملة أو المتوازنة للفرد من جميع النواحي الجسمية والعقلية.
6. امداد المجتمع بحاجاته من الكوادر الفنية والمهنية المعدة إعداداً سليماً كاملاً.
7. دعم الاتصال بين الأفراد والمجتمعات على حد سواء وذلك من خلال تأكيدها على ضرورة تعلم اللغة الوطنية.
طبيعة التربية:
وجهات النظر في طبيعة التربية ونستخلص في نهايتها وجهة نظر شاملة لها:
1. التربية العملية: تعني التربية بوصفها عملية جميع الممارسات والأنشطة التي تقوم بها المؤسسة التربوية والمربون على اختلافهم للوصول إلى هدف أو أهداف معينة.
2. التربية حقل من حقول الدراسة: فمن المعلوم أن موضوع التربية والتعليم يحتل مكانة بارزة بين الدراسات الاجتماعية ولا يكاد يخلو معهد أو جامعة منه.
3. التربية فن: ترتكز النظرة في هذا الاتجاه إلى أن التربية تعمل على تكوين وتدعيم القيم الجمالية والإبداعية والابتكارية لدى المتعلم، وتسمو بذوقه وحسه وخياله الفني.
4. التربية علم: ترتكز النظرة في هذا الاتجاه إلى أن التربية هي علم من العلوم الرئيسية له مقوماته وعلومه ونظرياته الخاصة به يخضع للتطور والتجديد.
5. التربية علم وفن معاً: يعد بعضهم التربية علم وفن يكمل كل منهما الآخر فالعلم يعني المعرفة والفن مهارة وموهبة التطبيق لهذه المعرفة.
6. التربية مهنة: يعد أنصار هذا الاتجاه التربية مهنة كالمهن الأخرى، المحاماة والطب وغيرها.
7. التربية نظام: يرى المناصرون لهذا المفهوم أن التربية نظام له مدخلاته التي تتمثل بالأفراد والمواد والأجهزة والمناهج والسياسات والإجراءات التي تتفاعل مع بعضها بعضاً.
صلة التربية بالعلوم الأخرى:
لقد تأثرت التربية في نشأتها وتطورها بمجموعة من العلوم الإنسانية والاجتماعية والسلوكية وغيرها، فأخذت منها مفاهيم ومصطلحات وأفكار وقامت بالإفادة منها وتطويرها بما يتناسب وبيئتها، وقد كان للتربية علاقة خاصة بالعلوم الانسانية والاجتماعية والفلسفية التي تفسر مختلف الظواهر النفسية والاجتماعية والعلاقات السلوكية الإنسانية المتعددة ومن العلوم المختلفة التي لها علاقة بعلم التربية نذكر منها ما يلي:
أولاً: الفلسفة:
وسميت أم العلوم، وكانت أحد العلوم الداخلة تحت جناح الفلسفة، وعلى الرغم من انسلاخها عن التربية إلا أن الفلسفة عبر تاريخها الطويل قد اعتمدت على الفكر الفلسفي، وبما أن الفلسفة تبحث في مسائل الوجود والمعرفة والقيم، فإن فلسفة التربية هي تطبيق النظرة الفلسفية.
ثانياً: علم الإنسان أو الانثروبولوجيا:
علم الإنسان هو العلم الذي يبحث في سلوك الجماعات وثقافتهم، ويهدف إلى دراسة سمات الحياة الاجتماعية ومعرفة طبيعتها ومكوناتها لإعادة بناء تاريخ المجتمعات أو تاريخ الحضارة، مع تحديد معالم التركيب.
ثالثاً: علم الاجتماع:
يهتم علم الاجتماع بدراسة الجماعات، ومما يدل على العلاقة الوطيدة بين التربية والعلم الاجتماعي أن فلسفة التربية تشتق اصلاً من فلسفة المجتمع المحيط بها، وأيضاً وجود علم الاجتماع التربوي وهو العلم الذي يجمع بين علم الاجتماع والتربية.
رابعاً: علم النفس.
يبحث علم النفس في سمات النفس البشرية والسلوك الإنساني، والتطبيق العملي للتربية يستمد طرقه بصورة تجريبية من علم النفس وقد أدى تطبيق علم النفس على التربية إلى تكوين الطرق التربوية ذاتها.
خامساً: علم الأحياء:
يهتم علم الأحياء بدراسة الكائنات الحية من الناحية العضوية وتكيفها مع البيئة التي تعيش فيها، وتبين علاقتها المتينة مع التربية التي تبحث في معرفة قوانين الحياة العامة.
سادساً: التاريخ:
يعد علم التاريخ أحد العلوم الإنسانية الذي يقوم على تسجيل الجهود الفكرية للإنسان، ووجود البعد التاريخي للتربية يساعدها على فهم ما ورثته من الماضي وما أعدته للحاضر والمستقبل.
سابعاً: علم الاقتصاد:
يهتم علم الاقتصاد بدراسة النشاط الانساني في المجتمع من وجهة نظر الحصول على الخدمات الضرورية لإشباع الحاجات المختلفة، والعلاقة بين علم الاقتصاد والتربية ينظر إليها في جوانب مهمة منها على أنها تعبير واضح للنظريات الاقتصادية المختلفة وتطبيق الإنسان لها.
ثامناً: علم القانون:
هو مجموعة من القواعد والأسس التي تنظم علاقات الأفراد والجماعات من أجل تناسق اجتماعي لضمان بقاء المجتمع واستمراريته ونموه، وتتمثل العلاقات بين التربية وعلم القانون في التشريعات والأنظمة والتعليمات.
تاسعاً: العلوم السياسية:
يؤثر النظام السياسي السائد في الدولة تأثيراً واضحاً في التربية ونظمها المختلفة وأنشطتها وعلاقاتها.
عاشراً: علم الأخلاق:
من الثابت أن سلوك الناس وأخلاقهم مع أنفسهم ومع غيرهم ليست أبنية ذاتية خالصة يصنعها الفرد لنفسه بعيداً عن المجتمع، وإنما هي نتاج لتفاعل الإنسان مع مجتمع ومحاولته التكيف والانسجام معه.
الحادي عشر: علم الحاسوب:
لقد أصبح الحاسوب في الوقت الحاضر أداة رئيسة من أدوات التربية الحديثة في الوقت الحاضر في جميع الأنشطة التربوية، وأصبح أداة مهمة للإدارة التربوية في اتخاذ القرارات.
الثاني عشر: علم الإحصاء:
لقد أدى استخدام مناهج البحث العلمي في التربية إلى ضرورة اعتمادها على علم الإحصاء، إذ تعتمد غالبية الدراسات والبحوث على هذا العلم، وهو يستخدم في مجال الإدارة التربوية.
الفصل الثاني
الأسس التاريخية للتربية
مفهوم تاريخ التربية: هو معالجة التربية من منظور تاريخي، بمعنى أنه تاريخ حركات المجتمعات البشرية وأنشطتها في مجال التربية والتعليم في العصور المختلفة.
تنبع أهمية تاريخ التربية من أسباب عدة أهمّها:
1. أن معرفة تطور الفكر التربوي مدخل لازم لكل من أراد ان يفهم النظم التربوية بالحاضر.
2. الأهمية الحضارية تساعد العملية التربوية في معرفة ما ورثته الامم عن الماضي.
3. الأهمية النفعية تتمثل في الدروس المستخلصة والمستفادة من دراسة تاريخ التربية.
4. مواجهة المشكلات التربوية المختلفة، التي لا يمكن فهمها الا في دراسة العوامل الماضي.
التربية في المجتمعات البدائية:
المجتمع البدائي: هو مجتمع غير متحضر يتصف:
1- بالعزلة وعدم التغير.
2- قوّة التّضامن الاجتماعي بين أفراد الأسرة أو القبيلة.
3- بساطة الحياة وقلّة مطالبها.
4- تقسيم بسيط للعمل والأدوار.
5- عدم الحاجة المدرسة لتقوم بعملية تربية، فالتربية من مهمة الأسرة أو رئيس القبيلة.
من أهم مميزات التربية في المجتمعات البدائية:
1. أنها تربية مباشرة وغير مقصودة وغير مخطط لها.
2. التقليد والمحاكاة، حيث يقلد الناشئ عادات مجتمعه وطراز حياته تقليدا أعمى.
3. التدرج والمرحلية، حيث يتدرب الطفل بحسب سنه على اشياء مختلفة.
4. اللين، فالنظام الذي كان مفروضا على الصغار لين لا عقاب جسدي فيه، ذلك لسببين:
- ضرب الطفل يجعل روحه قلقه في جسده غير مطمئنه اليه ونزّاعة الى الانفصال عنه.
- أن الطفل صورة مجددة ومصغرة للجد الذي يحمل اسمه لذلك لا بد من احترامه.
تقسم التربية البدائية الى نوعين هما ما يلي:
1- التربية العملية: وهي عملية اعداد النشئ للحصول على ضروريات الحياة من غذاء وكساء.
2- التربية النظرية: وتتمثل بتدريب النشئ على العبادة لإرضاء عالم الأرواح.
هناك ثلاثة اشكال رئيسية للتربية البدائية هي ما يلي:
1- التربية الجسدية: حيث كانت تترك لأطفالها مجالا واسعا من الحرية يركنون فيه الى الكثير من الألعاب الممتعة التي تقوم على تقليد الكبار في أنشطتهم وأعمالهم كصنع السيوف والرّماح.
2- التربية الفكرية العملية: تهدف الى جعل الطفل قادرا على تلبية حاجاته ثم حاجات أسرته ويختلف هذا التكوين الفكري العملي تبعا لجنس الطفل (ذكر او انثى) ولطراز حياة القبيلة.
3- التربية الخلقية والدينية: أن نفوسهم تحتفظ بكثير من سمات القانون الطبيعي فضميرهم يهمس في أعماقهم ويفرض على أفكارهم وأفعالهم قيودا وضوابط وخلاق، أمّا المشاعر الدينية لديهم فغالبا ما كانت تختلط بالمعتقداتت والطقوس الغريبة.
ان سر قوة التربية في المجتمعات البدائية يكمن في سببين:
1- نجاح هذه المجتمعات في تربية صغارها وادماجهم في مجتمع الكبار بتعليمهم العادات والتقاليد.
2- قدرة التربية البدائية على اثارة تشوّق الطفل للتربية واقباله عليها بدافع حقيقي واستثارة حقيقية.
التربية في المجتمعات القديمة:
التربية الهندية القديمة: تميّز المجتمع الهندي بصفتين أساسيتين هما:
1- الروح الطبقية: لقد كان المجتمع الهندي القديم مقسما الى طبقات وراثية، كل طبقة منها مستقلة عن الأخرى تماما، ولا يجوز للفرد الارتقاء من احداها الى الأخرى، بل لا يجوز التزاوج فيما بينها، وهكذا يحدد مصير الفرد بحكم ولادته ونسبه لا بإرادته واختياره.
2- مذهب الحلول والتناسخ: تؤمن الديانة الهندية بتناسخ الأرواح والتقمص وترى أن الروح تنتقل بين أجساد عديدة، كل منها يتعلق بنوع الحياة التي سبقت.
مما سبق يتبين أن الانسان الهندي كان يولد عبدا مضاعفا: عبدا بفعل طبقته التي كانت تفرض عليه البقاء على ما كان عليه آباؤه أجداده، وعبدا بفعل الصلة الصوفية بينه وبين الذات الإلهية التي تصهر روحه الفردية وتمتصها.
أهم ملامح التربية الهندية:
- كان الكهنة أو البرهمانيون القائمون وحدهم على أمور التربية.
- كانت المرأة محرومة من كل تعليم وثقافة.
- كان العقاب البدني مسموحا به.
- كان التعليم العالي مقصورا على طبقة الكهنة.
- كان التعليم مجانيا، حيث حرّمت الكتب المقدسة فرض أي رسوم دراسية.
- كانت الكتابة تتم بواسطة القضبان الحديدية بالخط على الرمل أو على سعف النخيل.
أنماط التربية الهندية القديمة:
أولا: التربية البراهمية: سيطر رجال الدين البراهمانيون (الكهنة) بفضل سلطاتهم الكبرى على الكتابة وتعليمها واحتكروا تعليمها الّا على عدد قليل من الهنود وذلك ليضمنوا حفظ أسرار النصوص المقدسة وعدم شيوعها بين الناس، وقد هدفت التربية عند البراهمانيين الى التحكم بالعقل والإرادة والجسم من اجل اكتساب عادات التفكير والاحساس والتحكم في الجسد والسلوك.
ثانيا: التربية البوذية: تتفق البوذية مع البراهمية في الاهتمام بالمثل العليا الدينية والخلقية والخطة العامة للتعليم وتختلف معها في الدين والأيدلوجية الاجتماعية ونوع المدارس وتعليم البنات. فقد رفض بوذا كتاب الفيدا (المعرفة) المقدس وتعاليمه للسلوك الاجتماعي كما رفض نظام الطبقات، كنظام اجتماعي غير عادل، وهكذا حلت الآداب البوذية محل الفيدا كمصدر للحكمة والأخلاق، وكان البوذيون يؤكدون على الزهد والعزلة ليحقق الانسان انتصاره على شهواته.
التربية عند بني إسرائيل:
كانت التربية هي القوة التي استطاعت ان تبقي عاداتهم حية على مر العصور، على الرغم من تشردهم في بقاع الأرض ومرت هذه التربية بمرحلتين أساسيتينهما:
1- العصور الأولى: التربية الدينية القومية: وكانت تربية أسرية منزلية، اذ كان الطفل يتربى على الإخلاص للإله والانسان الكامل، واتصفت التربية في هذه المرحلة بما يلي:
- كان النظام قاسيا وكان ضرب الأطفال جائزا بل واجبا.
- كان الفتيان وحدهم الذين يتعلمون القراءة والكتابة، اما الفتيات فكن يتعلمن الغزل والحياكة.
- كان التركيز على التعليم الخلقي والديني والتربية القومية امّا التربية الفكرية فقد كانت شيئا ثانويا.
2-العصور المتقدمة: تقدم التعليم العام: أصبحت التربية العبرية عامة بعد أن كانت أسرية منزلية، وأصبح هدفها تعليم الأطفال وتثقيفهم، وقد اتصفت التربية في هذه المرحلة بما يلي:
- انتشار المدارس في المدن والقرى بشكل كبير.
- كانت المناهج تركز على القراءة والكتابة وبعض التاريخ الطبيعي.
- كانت التوراة هي الكتاب الأول الذي يوضع بين أيدي الأطفال لتعلم القراءة.
- كان المعلم يمزج دوما دروس القراءة بدروس ونصائح أخلاقية
- كانت طرق التدريس جذابة ومشوقة
- كان النظام يتصف باللين والعقاب الجسدي مسموح ضمن حدود معينة.
امتازت التربية العبرية بتركيزها على المظهر الديني. ويؤخذ عليها ضيق نظرة الفكر اليهودي نحو سائر أبناء النوع البشري فهم ينظرون الى أنفسهم انهم شعب الله المختار وهم أفضل أمة على وجه الأرض لذلك لم يأخذوا من أي ثقافة أخرى وبالتالي كانت تربيتهم مغلقة.
التربية الصينية:
ان الحياة الرتيبة والسكون المطلق هي الصفات التي يمتاز بها المجتمع الصيني عبر تاريخه، فكل شيء لديه محدد بالتقاليد الموروثة. وقد اتصفت التربية الصينية بالصفات التالية:
- المحافظة، وبذلك تعد النموذج الواضح للتربية الشرقية العامة.
- هدفت التربية الصينية الى نقل الأفكار والمعلومات نقلا لا الى تكوين شخصية نامية متكاملة.
- كانت تهدف الى تدريب الفرد على سلوك طريق الواجب، وخدمة النظام القائم بالدولة.
- كان التعليم آليا وصوريا، حيث يعنى المعلم بإكساب المتعلم مهارات منظمة ومعروفة.
- لا مجال لحرية الفكر أو الاستقلالية أو العفوية حتى وصلت بالفرد الى الخضوع والعبودية.
- اهتمت طرق التدريس بالحفظ لا بتكوين الفكر وتعدد الملكات.
- كانت الامتحانات هي المعيار الذي ينتخب به موظفوا الحكومة.
مراحل الدراسة في التربية الصينية:
- مرحلة التعليم الأولى: فيها يدرس التلميذ رموز اللغة الصينية، ويحفظ اشكالها، كما يحفظ الكتب الدينية المقدسة التسعة، "الكتب الأربعة"، الأدبيات الخمسة ".
- مرحلة التعليم الثانوي: يتعلم التلاميذ في هذه المرحلة الكتابات الفلسفية والدينية والاجتماعية السابقة نفسها، عن طريق الشرح والتفسير والتحليل.
- مرحلة التعليم العالي: يتمرن التلاميذ في هذه المرحلة على كتابة المقالات والرسائل، استعدادا لدخول الامتحان العام الذي يأتي بعد اكمال هذه المرحلة.
تم فصل الدين عن الدولة اذ لم تكن للصين ديانة رسمية فقد سادتها ثلاث ديانات هي الكنفوشية (ومؤسسها كونفوشيوس) والتاوية (ومؤسسها لاوتسي) والبوذية (ومؤسسها بوذا) كما انفصلت التربية والتعليم عن الدين.
التربية عند الكلدانيين:
الكلدانيون هم شعب من أصل اسيوي جاؤوا من هضاب آسيا وسكنوا البقاع الخصبة بين نهري دجلة والفرات وقد عرف الكلدانيون المدارس وكانت هناك المعابد المراكز الرئيسية للنشاط الفكري آنذاك، وأما التربية العالية فقد اقتصرت على السحرة وعلى الطبقات العليا من المجتمع، كما كان التعليم فنيا وعمليا بالدرجة الأولى وهدف الى تكوين تجّار وكتّاب كذلك اهتم الكلدانيون بدراسة الفلك والدين والتنجيم والتاريخ وعلوم التجارة والمحاسبة.
التربية عند البابليين والآشوريين:
البابليون هم الشعب الذي كان يقيم في أسفل حوض نهري دجلة والفرات بينما سكن الآشوريون في الجزء العلوي من النهرين المذكورين. لقد كانوا نزاعين الى التدين وكانوا يقدمون الى جانب الصلوات والادعية الهدايا والقرابين والضحايا للإله، كما وعرفوا أيضا جدول الضرب والنظام العشري في العد ونظام تعليم القراءة عن طريق تجميع مقاطع الكلمات، وكذلك عرفوا الفلك والرياضيات وأوجدوا نظام الأسبوع المؤلف من سبعة أيام والتشريع والنظام وأشهرها شريعة حمورابي كما ان الآشوريين وضعوا تصنيفات مهمة للمملكتين النباتية والحيوانية.
التربية عند المصريين القدامى:
كانت مصر القديمة أكثر بلاد عناية بالتعليم وكان الهدف من التربية الفرعونية اعداد الفرد ثقافيا ودينيا ومهنيا، وكان الدين هو الأساس الذي تدور حوله الأنشطة الثقافية والمهنية. حيث عبد المصريون القدامى آلهة كثيرة مثل إله الشمس، إله النيل وغيره كما كانوا يؤمنون بالبعث بعد الموت وبخلود الروح والثواب والعقاب في الدار الآخرة وكانوا يعتقدون أن الأرواح تعود لتسكن الأجساد من جديد ولهذا لجأوا الى التحنيط وبنوا الاهرامات ليحفظوا فيها جثث ملوكهم.
وكان المصريون القدامى يرون ان المعرفة وسيلة لبلوغ الثروة والمجد وان التربية وسيلة لرفع المستوى المادي للفرد وتحسين حالته الاجتماعية. وعليه كان لديهم اهتمام كبير بالتعليم المختلف
ولقد اهتم التعليم المصري بثلاث جوانب تربوية:
- التدريب المهني - تعليم القراءة والكتابة - توجيه السلوك
التربية عند العرب (العصر الجاهلي):
ينقسم المجتمع (بدو، حضر و صعاليك): وينقسمون الى:
- عرب الشمال: لم يعرف عنهم الكثير ولم يتركوا شيئا مكتوبا.
- عرب الوسط: لقد كانت لهم حضارة وكانت على درجة لا باس بها من الرقي حسب.
- عرب الجنوب: الاكثر تحضرا ولهم حياة اجتماعيه وسياسية خاصة بهم.
كانت عند العرب عادات وأخلاق اصيلة مثل الكرم والنخوة وغيرها، وأخرى غير مقبولة مثل عبادة الاصنام وشرب الخمر ووأد البنات. واشتهر العرب في كثير من العلوم مثل علم الفلك والطب والخطابة وعلم الأنساب وعلم الأخبار وعلم الملاحة وغيرها من العلوم.
أغراض التربية في العصر الجاهلي تتلخص بما يلي:
1- اعداد النشئ للحياة. 2 - تخريج النشئ في الصناعات والمهن المختلفة.
3 - بث العادات الفاضلة وغرس الاخلاق الحميدة التي اشتهر به العرب منذ القدم.
مقارنة للتربية بين البدو والحضر في العصر الجاهلي:
البدو
|
الحضر
| |
أهم وسائل التربية
|
الأسرة والعشيرة
|
التربية تنقسم الى قسمين-ابتدائية وعالية، ولكل قسم مدارس ومعاهد خاصة به
|
طرق التربية وأساليبها
|
المحاكاة والتقليد والعظات او ما يستخلصونه من الاشعار الحسنة
|
كان لهم خطط موضوعة وطرائق معروفة لكنها لم تتعدى الحفظ والتقليد
|
معاهد التعليم
|
لم يعرفوا المعاهد الّا انه كان لهم أسواق ومجالس آداب
|
كانت لهم مدارس ومعاهد للتربية والتعليم وكانت لهم دور وأماكن لطلاب العلم.
|
لا بد من الإشارة ان العرب في الجاهلية (بدوهم وحضرهم) عرفوا الكتاتيب ودور العلم وعرفوا القراءة والكتابة فقد اثبتت الأدلة معرفة العرب بالكتابة والخط وان الكتابة العربية كانت منتشرة في الجزيرة العربية ومشارف الشام قبل البعثة النبوية مما ينفي ما ذكره الباحثين عن الامية المطلقة للعرب قبل مجيء الإسلام.
التربية الإسلامية:
قامت التربية الإسلامية على أساس الحكمة والموعظة الحسنة، وحضت على العلم والتعليم كما وبينت فضل العلم والعلماء، والفكر التربوي الإسلامي ينطلق مما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وفيما يلي انواع المدارس في التربية الاسلامية:
1. الخوانق: بيوت على شكل مساجد للصلاة وفيها غرف لمبيت الفقراء والصوفية وكان بعضها يعمل على توفير حاجات الطلبة من مأكل ومشرب وملبس وأدوية.
2. الروابط: هي الأمكنة التي يرابط فيها من نذروا أنفسهم للجهاد وكانت تطلق أولا على الثكنات العسكرية ثم أطلقت فيما بعد على البيوت التي يسكنها المتقشفون والصوفية.
3. البيمارستانات: هي عبارة عن مستشفيات لعلاج المرضى وأول من عمل بها الوليد بن عبد الملك سنة 88 هجري وكان في بعضها غرف ومعاهد لتدريس الطب والصيدلة.
4. الزوايا: هي كالروابط والخوانق الا انها أصغر على الغالب وهي أكثر ما تتوافر في الصحاري والامكنة الخالية من السكان.
امّا في مجال المناهج فيمكن تلخيص ما ذهب اليه المربون فيما يلي:
- اشتمال المناهج على العلوم الاجبارية واختيارية.
- مراعاة الفروق الفردية والقدرات القيادية لدى الأطفال.
- مراعاة مستوى الأطفال من الناحية العقلية ومخاطبتهم على قدر عقولهم.
- مراعاة استعدادات الطفل وأثر صحته النفسية في الاقبال على التعلم.
- مراعاة الاعداد المهني للطفل.
أساليب التعليم:
- فرق المسلمون بين الصغار والكبار واعطوا اهتماما للصلة بين محتوى الدراسة وعمر الطالب.
- أعطوا عناية خاصة للتربية البدنية باعتبارها وسيلة مساعدة للعقل على التعلم.
- أكدوا على أهمية الرحلات في زيادة تجارب المتعلم وخبراته.
- سمحوا بالإجازات الأسبوعية واجازات العيد.
- اهتموا بالطفل الموهوب حيث لم يترك ليتعلم بالأسلوب نفسه ولا المواد ذاتها وهو ما يعرف اليوم بأسلوب تفريد التعليم، ويقصد به ان تتاح للطفل الفرص التعليمية التي تمكنه من التفاعل مع المادة التعليمية وفق ميوله وقدراته واستعداداته بإشراق المعلم وتوجيهه.
- استخدموا الوسائل المعينة لتبسيط الدروس. مثل استخدام الامثلة الحسية بالتعلم.
طرق التدريس في التربية الإسلامية:
1- طريقة تحفيظ القرآن: كان تدريس القرآن الكريم يتم بطريقة التلقين والحفظ.
2- طريقة المناظرة: لهذه الطريقة أثرها في تقوية الحجة وسرعة التعبير والتفوق الفردي والقدرة على الارتجال وترتيب الأفكار وتعميق الثقة بالنفس لديهم.
3- طريقة المحاضرة: تميزت هذه الطريقة بعمقها وشمولها للمادة التعليمية اذ كان المعلم يدّون محاضرته ويلقيها أمام طلبته وهو متمكن ثم يوجههم لمناقشتها.
4- التطبيقات العملية: وذلك باتجاهين الأول: هو ربط المحاضرة النظرية بالتطبيقات الميدانية والثاني: ان يعهد المربي الى تلميذه في مرحلة من مراحل تعليمه بالقيام بالتدريس تحت اشرافه فترة زمنية محددة ليكتسب خبرة عملية.
بالنسبة للامتحانات: كان تقييم المتعلمين يعتمد على:
- اشراف المعلم على التدريب العملي أو مناظرة المعلم للتلميذ في المادة الدراسية.
- مناقشته في مجال تخصصه على نحو عام أو تفصيلي.
شروط وصفات المعلم الجيد في التربية الاسلامية:
- صفات جسمية: كأن يكون حسن القد، واضح الجبين، واسع الجبهة.
- صفات خلقية: كأن يكون عادلا عفيفا فاضلا.
- صفات عقلية: كان يكون راجح العقل، حاد الفهم، واسع الثقافة.
- صفات علمية: كأن يكون المعلم ملمّا بفن التدريس الماما تاما.
أهداف التربية الإسلامية:
1- هدف ديني: تنشئة واعداد الانسان الذي يعبد الله.
2- هدف ديني دنيوي: تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة.
3- هدف أخلاقي: غرس الفضائل لدى الفرد وتنميتها.
4- هدف اجتماعي انساني: تكوين الانسان الصالح.
5- تقوية الروابط بين المسلمين.
التربية في المجتمعات الغربية القديمة:
التربية اليونانية:
تميّز اليونانيون باحترامهم للعقل من جهة، وبنظمهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والفلسفية من جهة أخرى، كما تميّزت التربية لديهم بروح التجديد والابتكار وروح الفردية، وكان هدف التربية لديهم الوصول بالإنسان الى الحياة السعيدة الهنيئة، بالإضافة الى ان مثلهم الأعلى كان تحقيق الانسجام بين الكمال الروحي للفرد وكماله الجسدي.
ان ظهور مجموعة من المفكرين والفلاسفة مثل سقراط وافلاطون وأرسطو قد عزز تميّز التربية اليونانية عن غيرها.
التربية الأثينية:
منح موقع أثينا الجغرافي على ساحل البحر الأبيض المتوسط لها فرصة الاتصال والانفتاح على المدن والحضارات الأخرى، وقد تميز نظام الحكم فيها بأنه نظام ديمقراطي يتيح للفرد فرصة الحياة في إطار من الحرية الكاملة.
سمات التربية الاثينية:
- اتصفت بانها تربية حرة.
- اهتمامها بالتربية الروحية والجسدية معا مع شيء من الرجحان للتربية الروحية.
- اهتمامها بفردية الانسان وقدراته العقلية وضرورة تنميتها.
- تأكيدها على مكانة الفرد في الدولة وضرورة اهتمام الدولة بالفرد.
- مناداتها بضرورة قيام التربية بتطوير المجتمع وتحسينه (افلاطون)
- مناداتها بضرورة اشراف الدولة على التربية.
- مناداتها بإلزامية التعليم لجميع الناس وضرورة تعليم البنات.
- توافر مؤسسات تربوية خاصة بها، لها مناهجها وأساليبها في التربية.
التربية في إسبارطة:
تختلف التربية في إسبارطة عن التربية الأثينية حيث تمحورت حول الاهتمام بالتربية الجسدية دون التربية الروحية، ويمكن القول بأنّها أشبه بتربية عسكرية حازمة تهدف الى بناء الفرد الشجاع القوي جسميا والقادر على الدفاع عن إسبارطة والتضحية من اجلها، لذلك فقد كانت القوة الجسدية والقدرة الحربية هي الخصال لدى الإسبارطيين وقد أدت هذه التربية التي قد تسمى بالتربية الجماعية الى الجهل وغلظة الطباع والقسوة والخشونة لديهم.
التربية الرومانية:
عرفت روما خلال تاريخها شكلي التربية اليونانية (الاثينية والإسبارطية) واتبعتهما واحدا بعد الآخر، حيث في عهد الجمهورية كانت التربية أقرب الى التربية الاسبارطية (تربية حربية) وامّا في عصر الأباطرة فقد سادت التربية الأثينية.
كان الرومان شعبا عمليا وكل شيء لديهم يهدف الى غاية عملية وكانوا يقيسون الأشياء بمقدار نفعها لهذا طبعت التربية عندهم بالطابع النفعي، كما وكانت التربية ايضا تربية جسدية وخلقية حيث اهتموا بالتدريبات العسكرية وكذلك بالأناشيد الدينية.
أهم الآراء والأفكار التربوية عندهم (التربية الرومانية) كانت:
1- تكوين جماعات مدربة على فنون القتال، والاهتمام بتنمية أجسامهم عن طريق الرياضة.
2- البلاغة في الخطابة والفصاحة في البيان والاقناع.
3- اعداد النشئ لمعرفة واجبات حياتهم العملية وفهمها.
4- الاهتمام بالنواحي المهنية والاعداد المهني والاستعداد للحرب.
5- تكوين الجندي الصالح ثم المواطن الصالح.
ولم يضف الرومان أي جديد الى التربية اليونانية حيث التزموا بالعلوم السبعة وزادوا عليها فقط الخطابة هي ما كانت تسمى بالثلاثيات وهي النحو والمنطق والبلاغة وما يسمى بالرباعيات وهي الحساب والهندسة والموسيقى والفلك. ولعل أهم ما يميّز التربية الرومانية في عهودها الأخيرة أخذها بمبدأ التعليم الرسمي حيث تشرف عليه الحكومة وكان لهم مدارسهم (المدارس الأولية ومدارس النحو ومدارس الخطابة) وجامعاتهم كما واهتموا بالبيت واعتبروه أهم وسائل التربية العملية.
ومن أهم أعلام التربية الرومانية:
- كاتو (149-224ق.م) والذي اظهر معارضة للتربية اليونانية ما لبث ان تراجع فيما بعد.
- شيشرون (43-106ق.م) اعتبر ان التربية الجيدة والتعليم الابتدائي هو مسؤولية الوالدين.
- كوينتاليان (35-95ق.م) اعتبر التربية اعداد المواطن الصالح ليستطيع تحمل أعباء الحياة.
التربية المسيحية:
لاقت الديانة المسيحية معارضة شديدة من الرومان الوثنيين، ولاقى أتباعها التعذيب والاضطهاد وبعد اعتناق "الامبراطور جو ستنيان" المسيحية، حدثت نقطة تحول كبيرة اذ غدت المسيحية دين الإمبراطورية الرسمي فجعلت هدفها الأول تعلّم المذهب المسيحي والتمرس بالطقوس الكنسية وأحلتها محل العنصر الفكري، كما وأشاعت روح الخضوع والنظام القاسي في التربية الجسمية والأدبية، وبهذا أصبحت التربية نظاما قاسيا يعدّ لحياة مقبلة ويعتبر كل عناية بنمو الشخصية الفردية أو الاهتمام بالنشاط الفكري خطيئة كبيرة وبهذا ساد مفهوم للتربية مناقض للتربية الحرة الفردية التي نادى بها اليونان وللتربية العملية التي جاء بها الرومان.
من اهم السمات التي تميزت بها التربية المسيحية ما يلي:
- اعداد الفرد ليكون مسيحيا مؤمنا بتعاليم الدين المسيحي.
- انها تربية دينية تتم من خلال الكنيسة تهدف الى اعداد الفرد للحياة الآخرة.
- انها تربية أخلاقية تهتم بتنمية الفضيلة وكبح الشهوات عن طريق التقشف والزهد وحياة الرهبنة.
- انها تربية ابتعدت عن التربية العملية وذلك لانتهاجها المنهج الصوفي.
- انها تربية دعت الى حرية الروح كما دعت الى العدالة والمساواة في الحقوق.
- اقتصار التربية العالية على رجال الكنيسة وأبناء الطبقة العليا.
* ظلت هذه السمات هي طابع التربية المسيحية حتى ظهرت في:
- القرن الثامن الميلادي (771-814) حركة احياء العلوم الأولى أو نهضة شارلمان حيث أنشأ مدارس لتلك العلوم المتصلة بالثقافة اليونانية والتي سبق ان حاربتها الكنيسة.
- القرن الحادي عشر الحركة المدرسية أو السكولاستيك والتي هدفت الى الدفاع عن الهجمات ضد المسيحية عن طريق العقل والمنطق والجدل.
أهم المدارس في أوائل العصور الوسطى:
- المدرسة التنصيرية: ظهرت في الغرب لتعليم الديانة المسيحية لاتباعها.
- المدرسة الاستجوابية في الشرق.
- مدارس الكهنة: وهدفها اعداد رجال الدين للقيام بالمراسم الدينية.
- مدارس الأديرة أو الرهبان: وهدفها تعليم الرهبان القراءة والكتابة للاطلاع على الكتاب المقدس.
في أواخر القرون الوسطى: ظهرت مدارس الاخوان (الرهبان الشاحذون) مثل:
مدارس الفرنسيسكان والدومنيكان، مدارس الأوقاف، مدارس النقابات وغيرها.
التربية في مجتمعات عصر النهضة:
يمتد من القرن الرابع عشر حتى نهاية القرن السادس عشر حيث شهدت أوروبا في هذه الفترة حركة فكرية واجتماعية وجمالية أدت الى أحداث تغييرات تربوية عميقة الأثر.
تميزت التربية في عصر النهضة بما يلي:
- عودتها الى المفاهيم اليونانية بعد ذلك النزاع الذي شهدته العصور الوسطى بين مفاهيم التربية المسيحية ومفاهيم التربية اليونانية والرومانية.
- ظهور الحركة الإنسانية في التربية اليونانية اذ أصبحت التربية في هذا العصر تهتم بالإنسان باعتباره محور التربية ومقصدها.
- سادت التربية عناصر فنية في الأدب والشعر والموسيقى والرسم والتصوير.
- ظهور الاهتمام بالتربية البدنية وزيادة التأكيد على التربية الأخلاقية والجمالية.
التربية في القرن السابع عشر:
كان لظهور الجمعية اليسوعية والجمعيات التعليمية الدينية وغيرها أثر كبير في مفهوم التربية وأهدافها ومناهجها في هذا القرن، وقد بدأت التربية في هذا العصر تتحرر من النزعة الإنسانية والاتجاه نحو النزعة الواقعية كما وأصبحت وظيفتها موجهة نحو الاهتمام بإعداد الطفل للحياة العملية ومسؤوليات الحياة الاجتماعية وذلك من خلال العناية بدراسة العلوم الطبيعية.
وقد انبثق عن هذا الاتجاه مجموعة من الحركات المتصلة به وهي:
- التربية الواقعية الإنسانية: تميزت هذه التربية باهتمامها بمساعدة الفرد ليصبح قادرا على مواجهة مشكلاته الحاضرة وتحقيق نموه الجسمي والعقلي والخلقي.
- التربية الواقعية الاجتماعية: تميزت هذه التربية باهتمامها بتكوين المواطن الصالح.
- التربية الواقعية الحسية: ركزت هذه التربية على ان المعرفة لدى الفرد تتم عن طريق الحواس وان التربية يجب ان تركز على العلوم الطبيعية والاجتماعية واللغة القومية باعتبارها أساسا لهذه العملية.
التربية في القرن الثامن عشر/ تميزت:
- تغلب الروح العلمانية على الروح الكنسية وذلك لظهور حركة التنوير(1712-1778).
- ظهور النزعة أو الحركة الطبيعية التي كان رائدها جان جاك روسو (1712-1778) والتي تميزت بدعوتها الى الاعلاء من شأن الطبيعة وضرورة تقوية صلة الفرد به.
- النزعة نحو الناحية القومية التي ترتكز على تربية مواطنين يعملون للوطن وللحياة والحقيقة.
التربية في القرن التاسع عشر:
يوصف هذا القرن بأنه عصر التقدم التكنولوجي، وعصر بلورة الأفكار والآراء والنظريات والمبادئ وتحويلها الى واقع عملي كما وتميز هذا القرن بالانتشار الواسع للروح القومية واشتدادها في أوروبا وحلول التعصب الوطني محل التعصب الديني مما ادّى الى توطيد مفهوم الدولة على مفهوم الكنيسة وبهذا لم تعد التربية من اختصاص رجال الدين ولا موضوعا لتأملات الفلاسفة بل أصبحت علما مستقلا يقوم على أسس علمية وعقلية،
النزعات التي برزت في هذا العصر هي:
- النزعة العلمية التجريبية: والتي تعتمد على الملاحظة والتجربة الدقيقة والاستقراء.
- النزعة النفسية: على اعتبار ان التربية عملية تستهدف الكشف عن قدرات المتعلم واستعداداته.
- النزعة الاجتماعية: وكان تأثيرها كبير في التربية والتنظيم المدرسي وقد أولت اهتماما خاصا بحاجات المجتمع ونمو الفرد الاجتماعي.
التربية في القرن العشرين:
أصبح ينظر اليها على أنها احدى وسائل التنمية الشاملة وإحدى وسائل تقدم المجتمع.
وامتازت التربية في هذا القرن بعدّة مميزات منها:
- ظهور فلسفات ونظريات تربوية تدعو الى تغيير إطار المدرسة.
- تنمية مفاهيم التعليم الذاتي ومبادئه لدى الافراد.
- الاهتمام بتنمية مفاهيم التربية المستديمة ومبادئها.
- الاهتمام بتحقيق مبدأ تفريد التعليم.
- الاهتمام بتوثيق الصلة بين التربية والتعليم وحاجات المجتمع.
- الاهتمام بدور المعلم في العملية التربوية واعداده وتأهيله وتدريبه.
- الاهتمام بمشكلات البيئة ودور التربية في حلها ومعالجتها.
- الاهتمام بأساليب التقويم وجعلها أكثر تنوعا وشمولا.
- الاهتمام بتنمية الشخصية المتكاملة للفرد من جميع جوانبها.
- الاهتمام بالربط بين النظرية والتطبيق العملي.
- الاهتمام بالفرد محورا للعملية التربوية.
- التركيز على مفهوم التربية الجماعية القائمة على مبدأ التربية للجميع وليس لفئة محدده.
- التركيز على مبدأ الحرية والاستقلال في التفكير والنقد من خلال الحوار.
- الاهتمام بالكيف لا الكم في العملية التربوية.
- ظهور مفهوم النظم التربوية وتطوّره.
من أشهر علماء التربية ومفكريها في القرن العشرين: جون ديوي، وليام كلباتريك، وغيرهم.
الفصل الثالث
الفلسفات التربوية القديمة والحديثة
تعرف فلسفة التربية بأنها:" النشاط الفكري المنظم الذي يتخذ الفلسفة وسيلة لتنظيم العملية التربوية، وتوضيح القيم والأهداف التي ترنو إلى تحقيقها"، وكذلك تعرف على أنها "تطبيق النظرة الفلسفية والطريقة الفلسفية في ميدان الخبرة الإنسانية الذي نسميه التربية".
فوائد فلسفة التربية
1- تعمل على نقد العملية التربوية وتعديلها، وتعمل على اتساقها وتوضيحها.
2- تساعد على فهم العملية التربوية والقيام بها بطريقة أفضل.
3- تبحث في المشكلات التربوية بحثاً يعتمد على الطريقة والأسلوب الفلسفي.
4- تعمل على تطوير النظرة للعملية التربوية بغرض تحسين طرق التعليم وأساليبه.
5- تساعد على رؤية العمل التربوي في كليته وفي علاقاته بمظاهر الحياة الأخرى.
6- تمدنا بوسيلة للتعرف على أنواع الصراع والتناقض بين النظرية والتطبيق في التربية.
الفلسفات التربوية القديمة/ الفلسفة المثالية:
تعد الفلسفة المثالية أقدم الفلسفات في الثقافة الغربية، ويرجع تاريخها الى كتابات أفلاطون المفكر اليوناني (472-347 ق.م) لذلك يعد أفلاطون أباً لهذه الفلسفة. التي تقوم على تمجيد العقل، والروح التقليل من دور المادة، إذ تؤمن بمبادئ أساسية تنطلق من إيمانها بوجود أفكار عامة ثابتة مطلقة مستقلة عن عالم الخبرات اليومية، ومقرها العالم المثالي الحقيقي، وان عقل لإنسان هو الأداة لتفهم هذه الافكار. حيث تؤمن هذه الفلسفة بعدد من الأفكار وهي:
- طبيعة العالم: تنظر إلى طبيعة العالم نظرة ازدواجية، العالم الروحي والعالم المادي.
- طبيعة الحقيقية: تؤمن بأن الحقيقة النهائية توجد في عالم آخر.
- طبيعة القيم: تؤمن المثالية بوجود قيم ثابتة لا تتغير، ولا يجوز الشك في صحتها.
- طبيعة المجتمع: تنظر المثالية للمجتمع على أنه يتكوّن من طبقتين هما: المفكرين والعمال.
- طبيعة التربية: تنظر الفلسفة المثالية إلى التربية على النحو الآتي:
· أن التربية هي العملية الفعلية التي تصل إلى إدراك الحقيقة المطلقة.
· لفهم تربية الحقيقة المطلقة، يجب أن تقدم على شكل قوالب معرفية وليس على شكل نماذج تجريبية.
· أن التربية ترتكز أساساً على التربية العقلية، اي تستند على مجالات المعرفة.
الفلسفة المثالية وتطبيقاتها التربوية:
- المثالية والمنهج: المنهج الذي تتبعه هذه الفلسفة منهج ثابت غير قابل للتطور.
- المثالية وطرق التدريس: تهدف الفلسفة المثالية إلى حشو أدمغة التلاميذ بالحقائق المطلقة.
- المثالية والوسائل التعليمية: تركز على النشاط العقلي الخالص، والتشكيك بقيمة الحواس.
- المثالية ونوعية المدرس: المدرس المثالي ينبغي أن يكون قدوة أو مثالاً يحتذى به الطلاب.
- المثالية والمشاركة الجماعية: لا تؤمن المثالية بالمشاركة الجماعية في تحديد المشاكل.
- المثالية والتعزيز: لا تهتم بالمعززات ولا تستنكر العقاب البدني لان التعليم يخاطب العقل.
أفلاطون:
فيلسوف يوناني وضع معظم أفكاره التربوية في كتابه الجمهورية، والقوانين، ففي كتاب الجمهورية يقسم أفلاطون لمجتمع إلى طبقات ثلاث (الفلاحين والصناع، المحاربين، والحكام)، فالفلاحون والصناع محرومون في جمهوريته من كل تربية، ويكيفهم تعلم المهن، أما طبقة المحاربين، فثقافتهم واجبة، وأما طبقة الحكام فهي ثقافة فلسفية عالية، يدرسون من خلالها جميع العلوم.
ويمكن القول بأن كتاب "الجمهورية" هو كتاب متعددة الجوانب والاهتمامات، فالمفكرون والمثقفون تروقهم فيه أفكار الحكمة والفلسفة، والفنانون يعجبون بما فيه من تقدير للفنون، ويرونه كتاباً للتربية الفنية، وقد أثارت جمهورية افلاطون جدلاً واسعاً بين المفكرين والعلماء حول النزعة السياسية للتربية الأفلاطونية في الجمهورية.
أما فيما يتعلق بكتاب "القوانين" فقد هجر فيه أفلاطون الروح الخيالية التي كانت تتصف بها جمهوريته، وحاول الاقتراب من واقع الإنسانية، لهذا ابتعد عن التمييز بين الطبقات الاجتماعية، ووضع مبادئ علمية ودقيقة تنطبق على جميع الأطفال على حد سواء، ويظهر ذلك في تعريفه للتربية وغايتها، فهو يرى بأن التربية هي التي تهب للجسد والنفس كل ما يمكنهما من جمال.
الفلسفة الواقعية:
تعد الفلسفة الوقعية حركة رد فعل للفلسفة المثالية، وأنها منافسة لها، فقد خالفت الواقعية الفلسفة المثالية في نظرتها إلى العالم الخارجي، ولطبيعة الإنسان وفي موضوع القيم والأخلاق، ورأت أن مصدرها ليس بعيداً عن عالم الواقع أي العالم الحقيقي، وبهذا ترى الحقائق أن مصدرها الواقع، وأن الواقع هو الذي يملي أوامره على العقل وليس العكس.
ومن الأفكار العامة التي تؤمن بها هذه الفلسفة ما يلي:
- طبيعة العالم: تقوم الفلسفة الواقعية على ثلاثة اعتقادات رئيسية هي:
1- أن هناك عالم وجود حقيقي لم يصنعه الإنسان أو يخلقه.
2- أن هذا العالم الحقيقي يمكن معرفته بالعقل الإنساني.
3- أن معرفة هذا العالم الحقيقي لها أهميتها في إرشاد السلوك الفردي والجماعي وتوجيهه.
- المعرفة والوصول إليها: أن عالم الواقع نتفاعل معه، وهو الحقيقة التي يجب أن نتوجه إليها.
- طبيعة المجتمع: يرى أنصار الواقعية أن المجتمع يسير وفق قوانين طبيعة عامة لا تتغير.
- طبيعة القيم: ترى الواقعية أن القيم ثابتة، وتكمن في النظام الطبيعي التي تحكمه.
- طبيعة التربية: تهدف الواقعية إلى مساعدة الفرد ليتكيف مع بيئته.
الفلسفة الواقعية وتطبيقاتها التربوية
- الواقعية والمنهج: يرى الواقعيين أن المنهج مجموع الحقائق التي اكتشفها العلماء عن العالم الذي نعيشه وليس أي عالم آخر.
- الواقعية وطرق التدريس: يقسم المدرس الواقعي درسه إلى مجموعة من العناصر الأساسية، ويحدد المثرات والاستجابة لكل منها.
- الواقعية والمدرس: تشترط المدرسة الواقعية في المعلم أن يكون معداً إعداداً علمياً متميزاً.
- الواقعية والسلوك: تهتم الواقعية بالسلوك الحسن في المدرسة.
- الواقعية والبناء المدرسي: أن عملية التعليم يمكن أن تتم في أي مكان بشرط الاستعداد لها.
- الواقعية والمشاركة الجماعية: لا تسمح الواقعية بمشاركة المتعلمين في حل المشكلات، ولكن يسمح لهه عرض المشكلات على المرشدين الذين سوف يقترحون الحلول المناسبة.
أرسطو:
هو أول الفلاسفة الواقعيين، إذ كان واقعي النظرة تجريبي النزعة، وقد خالف أفلاطون في أن عالم الفكر يسبق عالم الواقع، فقد رأى أرسطو أن العالم الواقعي هو عالم حقيقي بما فيه من أشياء ولا تسبقه أفكار، وذهب إلى أن كل ما هو موجود في العالم الطبيعي (الفيزيقي) من أناس وحيوانات وماء ونبات مكون من مادة.
أما بالنسبة لآرائه التربوية فقد رأى أن التربية هي إعداد المواطن لحياة طيبة، وأن هذه الحياة الطيبة لا يمكن الحصول عليها إلا بخدمة الدولة التي تنمي القدرة على التمتع بملاذ الحياة.
الفلسفات الطبيعية:
ظهرت في القرن الثامن عشر، وتقوم فكرتها على أن الطبيعة خيرة، وأن كل شيء يظل سليماً ما دام في يد الطبيعة، ومن الافكار التي تؤمن بها هذه الفلسفة ما يلي:
- طبيعة العالم: تؤمن بالعالم الواقعي الذي نعيشه، وأن هذا العالم خاضع لقوانين متعددة تسيره بانتظام، ومن هنا فهي تتفق في هذه النظرة مع الفلسفة البرجماتية.
- طبيعة الإنسان: يرى أصحاب الفلسفة الطبيعية وعلى رأسهم ارسطو بأن الإنسان خيّر بطبعه، وأن كل فساد يلحق بالإنسان إنما يأتي من المجتمع الذي ينشأ فيه.
- طبيعة المجتمع: تؤمن بالمجتمع الطبيعي القائم على العدالة والمساواة بين الأفراد، لا المجتمع الطبقي القائم على التحكم والظلم والفساد.
- طبيعة التربية: تهتم بمرحلة الطفولة، من خلال تعلم الطفل وتنمية مهاراته من قبل ذاته.
الفلسفة الطبيعية وتطبيقاتها التربوية:
- الطبيعة والمنهج: يراعي نموّ الطفل واهتماماته بالتركيز على تنمية طبيعة الذاتية،.
- الطبيعة وطرق التدريس: تعتمد طريقة التدريس على الخبرة، ويؤكد ذلك قول روسو " لا تعطه دروساً شفوية مطلقاً، ولكن يجب ان يتعلم الطفل عن طريق الخبرة".
- الطبيعة والسلوك: لا تؤمن باستخدام العقاب البدني، وتعتمد على القانون الطبيعي للتربية.
- الطبيعة والمدرس: ترى أن يكون المدرس موجهاً فحسب، وأن الطفل يتعلّم بنفسه.
جان جاك روسو:
يشغل المكان الأول بين مؤسسي التربية الفرنسية، ويعد الرائد الأساس من روّاد الفلسفة الطبيعية في القرن ال ثامن عشر، حيث كان قارئاً مكثراً، فقرأ التاريخ والفلسفة والرياضيات، والفلك.
ويعد كتاب "إميل" الذي ألفه مرجعاً مهماً في التربية، ومذهباً تربوياً عاماً، وبحثاً أضاف فيه إلى علم النفس التربوي والأخلاق التربوية، وهو أيضاً تحليل عميق للطبيعة البشرية، ومع أن روسو أشار إلى عدة مراحل للعملية التربوية، فقد كان اهتمامه واضحاً في مرحلة الطفولة، وقد آمن بمبدأ براءة الطفل، إذ يبتدئ كتاب "إميل" بالعبارة الرنانة التالية "كل ما خرج بين يدي خالق الأشياء حسن خير، وكل شيء يفسد بين الناس"، وبذلك يرى روسو أن المجتمع شيء فاسد وأنه مبعث الشر ومصدره، وأنه يتوجب علينا أن نحمي الطفل من اثر هذا المجتمع السيء.
روسو والتربية:
1- حدد روسو هدفاً يتمثل في إتاحة الفرصة لنمو الطفل الطبيعي دونما تدخل للمجتمع.
2- أطلق على نظام التربية الأولى حتى سن 12 مصطلح التربية السلبية/ دون تدخل معلم.
3- ميّز روسو بين الأعمار، ووجه التربويين إلى طبيعة الطفل المتميزة عن طبيعة الراشدة".
4- ركّز روسو في توجيهاته التربوية على أهمية الحواس كمصادر للتعلم.
الفلسفة الوجودية:
وهي تلك الفلسفة التي كان لها فضل الاهتمام بالإنسان اهتماماً مباشراً، فالوجودية لا تبدأ من الفكر لتصل إلى الوجود، وإن الوجوديين يحاولون النظر إلى الوجود الإنساني بوصفه علّة نفسه وسببها، فلا علة لوجد الإنسان غير وجوده هو، ولكنه وجود لا يمكن تصوره منغلقاً على ذاته منعزلاً عن غيره، بمعنى آخر، ومن افكارها ما يلي:
- الإنسان: تؤمن بأن الإنسان لا يشكل جزءاً من أي نظام كوني، لذا فإنه حاصل على حرية مطلقة.
- طبيعة العالم والحقيقة: تؤمن بأن في هذا العالم فيه تناقضات وتغيرات، وواجب الإنسان أن يغيره حسب تجربته وأفعاله.
- المجتمع: ينظر الوجوديون لدور المجتمع في التأثير على الإنسان لأنه مسؤول عن سلوكه.
- طبيعة القيم: تنبع قيم الإنسان حسب الفلسفة الوجودية من تجربته التفاعلية مع عالمه.
- الوجودية والتربية: إن التأكيد على حرية الحقيقية وأصالة الفرد هي الرسالة الحيوية للتربية.
التطبيقات التربوية للفلسفة الوجودية:
- الوجودية والمنهج: أن بناء المنهج يعتمد على الفرد بصفته لانه الأصل في العملية التربوية.
- الوجودية وطرق التدريس: ترى الوجودية أن الطريقة السقراطية أنسب طرق التدريس للطالب.
- الوجودية والمعلم: ترفض الوجودية والعلاقة التقليدية بين المعلم والطالب.
- الوجودية والإدارة المدرسية: ترى أن على المدير التربوي أن يدرك شؤون الحياة المهنية.
جان بول سارتر (1905-1980م):
ارتبط اسم الوجودية باسم سارتر، حيث ركزت فلسفته على فكرة أن "الوجود أسبق على الماهية" أي الإنسان ليست له طبيعة تحدد من هو وماذا يجب أن يفعل، وإنما يتوجب على العكس من ذلك أن يحدد كل فرد ذاته، فطبيعة الإنسان بحسب سارتر إذن تتحدد تبعاً لتصوره هو لنفسه، وقد أكد سارتر أن الإنسان محكوم عليه بالحرية، ورأى سارتر أن هذه الحرية هي حرية مطلقة كاملة وغير مشروطة، وليس بإمكان الإنسان أن يختار بين أن يكون حراً أو لا.
الفلسفة البرجماتية:
ترجع الى الفكر اليوناني وخاصة إلى زمن هيراقليطس (335-475 ق.م) فيلسوف التغيير، بينما يرجعه آخرون إلى غيره من الفلسفة التجريبيين ويرون انها فلسفة أمريكية معاصرة حديثة، وعرفت البرجماتية بمجموعة من الأسماء منها الفلسفة العملية، والنفعية، والوظيفية، والأدائية، والتجريبية، ومن أشهر الفلاسفة البرجماتيين شارلس بيرس، ووليم جيمس، وجون ديوي.
تقوم الفلسفة على مجموعة من النقاط أهمها:
1- من المستحيل على الإنسان أن يصل إلى حقيقة لا تتغير في حدود العالم الذي نعيش فيه.
2- كل شيء في هذا العالم في حالة تغير مستمر، وليس ثمة ثبات فيه.
3- أن عالمنا مليء بالأفكار، ولكي نختبر أي فكرة علينا أن نضعها في بوتقة التجربة.
4- الطريقة السليمة في لاختبار ترجمة الأفكار لفروض واختبارها للوصول للمعرفة.
5- ان الانسان اجتماعي بطبعه وتفاعلاته الاجتماعية مهمة لتطوره بالحياة.
ومن الأفكار العامة التي تؤمن بها هذه الفلسفة ما يلي:
- طبيعة العالم: يؤمن البرجماتيون بأن العالم المادي يوجد في حدّ ذاته.
- طبيعة المعرفة: يرى البرجماتيون أن العقل نشيط واستطلاعي وليس سلبياً ومتقبلاً.
- طبيعة الإنسان: ينظر البرجماتيون للإنسان على أنه كل متكامل بعقله وجسده ونفسيته.
- طبيعة المجتمع: يرى البرجماتيون بأن المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع متغير.
- طبيعة الحقيقة: يرى البرجماتيون أن الحقيقة نسبية، وأنها ليست مطلقة، وأنها قابلة للتغيير.
- طبيعة القيم: لا تؤمن الفلسفة البرجماتية بوجود قوانين أخلاقية مطلقة.
- طبيعة التربية: ان التربية هي الحياة ذاتها، وأنها لا تتوقف عند أي مرحلة من المراحل.
البرجماتية وتطبيقاتها التربوية:
- البرجماتية والمنهج: منهج مرن قابل للتغيير والتطوير.
- البرجماتية وطرق التدريس: تركز على مبدأ التعلّم بالعمل وأيضاً على التنوع في أساليب.
- البرجماتية والمعلم: لم تجعل من المعلم محوراً للعملية التربوية، بل جعلت الطفل محورها.
- البرجماتية والسلوك: لا تؤمن البرجماتية بالقسر والإجبار، وتنكر العقاب المدرسي.
- البرجماتية والإدارة المدرسية: تؤكد على التعاون والمشاركة والديمقراطية في تنظيم المدرسة.
- البرجماتية والبناء المدرسي: تؤكد على أهمية البناء المدرسي في نجاح عملية التعلم.
جون ديوي:
يعد جون ديوي الامريكي ممثلاً للفلسفة البرجماتية القائمة على التغيير والعملية التجريبية، وقد كان عملاقاً في هذا الميدان، وكتب العديد من الكتب كان اولها كتاب المدرسة والمجتمع عام 1899م، الذي خلص فيه إلى أن المدرسة هي المجتمع، ثم نشر كتاب آخر هو الديمقراطي والتربية عام 1916. والفلسفة عند ديوي وظيفة عملية، وأن الفلسفة والتربية حقيقتان، متلازمتان، فبدون الفلسفة تفتقر التربية إلى التوجيه الذكي، وبدون التربية تفتقر الفلسفة إلى التطبيق التربية. وقد بين أن التربية عملية اجتماعية تعد الطفل للاندماج في الحياة الاجتماعية، وأكد على ديمقراطية التربية.
الفلسفة الإسلامية:
هي الفلسفة التي نشأت في البلاد الإسلامية، وقد تأثرت بالفكر اليوناني وأخذت منه، ولكنها أضافت إليه ذاتيتها الخاصة وطابعها المتميز، وأثرت بدورها على الفلسفة المسيحية، والفلسفة الإسلامية ترتبط أساساً بالإسلام وتعاليمه وحاولت التوفيق بين الفلسفة والدين، ولها فكرها المتميزة عن الفلسفات الأخرى وخاصة فيما يتعلق بالله والإنسان والكون.
الله والفلسفة الإسلامية:
يمثل الله سبحانه وتعالى راس النموذج الإسلامي في كل شيء، وهو الاساس والمرتكز في كل من العقيدة والعبادة والتشريع ووجود العالم أو فنائه، ومعرفة الله جل جلاله والإيمان به هي مسألة حيوية بالنسبة للمسلم المؤمن.
الإنسان في الفلسفة الإسلامية:
الإنسان هو مخلوق خلقه الله من طين، وهو الخليفة في الأرض، وأرقى المخلوقات، وكرمه الله على باقي الخلوقات، وميزه بالعقل و القدرة عن غيره من المخلوقات، وتنظر إليه الفلسفة على أنه مركب من جسد وروح، وعقل وعاطفة، وأحاسيس ومشاعر، والإنسان يولد على الفطرة، ثم تتفاعل قابليته وميوله واستعداداته وقدراته مع مجتمعه المسلم.
الكون في الفلسفة الإسلامية:
تنطلق الفلسفة الإسلامية من مبدأ أن الكون لم يوجد بنفسه، ولم يكن نتيجة تطوّرات أو تغيرات طبيعية، ولم يوجد صدفة بل خلقه الله وأحسن صنعه وتنظيمه وأن الكون خاضع لهيمنة الله وسيطرته.
المجتمع في الفلسفة الإسلامية:
تنظر الفلسفة للمجتمع المسلم على أنه مجتمع متماسك ومنظم ومتفاعل، يندمج فيه الفرد المسلم ويبتعد فيه عن الشخصانية والأنا، والأنانية، وتصبح فيه مصلحة المجتمع هي الأهم.
القيم في الفلسفة الإسلامية:
القيم من وجهة نظر إسلامية مطلقة ثابتة لأنها نابعة من القرآن والسنة الشريفة، وهي التي تنظم علاقة الإنسان بخالقه وبمجتمعه بطريقة لا تخضع للتأويل، لأن مصدرها ما أوصى به الله عبده، وطريقة العمل بمقتضاها قد تمثلت بسلوك النبي صلى الله عليه وسلم وصحبته.
المعرفة في الفلسفة الإسلامية:
نظرت الفلسفة الإسلامية إلى التعلّم وتحصيل المعرفة بأنها عملية مستمرة من المهد إلى اللحد، يسترشد فيها المسلم بعقله وبصيرته، ومستعيناً فيها بأدوات المعرفة المختلفة، لقد ترك الإسلام للمسلم ساحات واسعة من الحرية في الملاحظة والتفكير والتنقيب والبحث. فالفلسفة الإسلامية إيمانية تقوم على الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، كما أنها فلسفة إنسانية، تنظر إلى الإنسان باعتباره كائناً متميزاً في خلقه وتكوينه.
ملخص الفلسفة الاسلامية:
(هي الفلسفة التي نشأت في البلاد الإسلامية، وأثرت بدورها على الفلسفات الاخرى، وحاولت التوفيق بين الفلسفة والدين، ولها فكرها المتميزة عن الفلسفات الأخرى وخاصة فيما يتعلق بالله والإنسان والكون، حيث يمثل الله سبحانه وتعالى راس النموذج الإسلامي في كل شيء، وهو الاساس والمرتكز في كل من العقيدة والعبادة والتشريع، والإنسان هو مخلوق خلقه الله من طين، وهو الخليفة في الأرض وميزه بالعقل والقدرة عن غيره من المخلوقات، وتنطلق الفلسفة الإسلامية من مبدأ أن الكون لم يوجد بنفسه، بل خلقه الله وأحسن صنعه وتنظيمه. تنظر الفلسفة للمجتمع المسلم على أنه مجتمع متماسك ومنظم ومتفاعل، والقيم من وجهة نظر إسلامية مطلقة ثابتة لأنها نابعة من القرآن والسنة الشريفة، وهي التي تنظم علاقة الإنسان بخالقه وبمجتمعه بطريقة لا تخضع للتأويل، كما نظرت الفلسفة الإسلامية إلى التعلّم وتحصيل المعرفة بأنها عملية مستمرة من المهد إلى اللحد، يسترشد فيها المسلم بعقله وبصيرته، فالفلسفة الإسلامية إيمانية تقوم على الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر، كما أنها فلسفة إنسانية، تنظر إلى الإنسان باعتباره كائناً متميزاً في خلقه وتكوينه).
ابو حامد الغزالي (450-505هـ):
لقب ابو حامد الغزالي، الذي عاش في النصف الثاني من القرن الخامس للهجرة، بحجة الإسلام لدفاعه الشديد عن العقيدة الدينية، فألف كتباً كثيرة في الفقه والجدل والمناظرة والرد على الفلسفة والدفاع عن الدين، ومن أشهر كتبه التي تضمنت آراؤه التربوية كتاب "إحياء علوم الدين" ورسالة "أيها الولد"، وكتاب "ميزان العمل" و"فاتحة العلوم" و"الرسالة الدينية". وتتضح فلسفته بالتربية:
- قيمة العلم: العلم في نظر الغزالي أشرف الصناعات وأفضلها لأنه الخاصية التي يتميز بها الإنسان عن الحيوان، وإذا كان العلم أفضل الأمور، كان تعلمه طلباً للأفضل.
- قيمة المعلم وخصائصه: نظر إلى مرتبة المعلم على انها أعلى من سائر المشتغلين بالمهن والصناعات الأخرى. وقد وضع للمعلم مجموعة من الخصائص تذكر منها الشفقة على المتعلمين، وعدم تقبيح العلوم الأخرى التي لا يقوم بتدريسها.
- هدف التعليم: هدف التعليم في نظر الغزالي هدف ديني، وهو طلب مرضاة الله وابتغاء وجهه.
- طبيعة الطفل وتربيته: ينظر إلى الطفل على أنه مولود على الفطرة إذ يولد صفحة بيضاء ناصعة، وهو قابل لكل ما ينقش عليه.
- طرق التدريس: ركّز الغزالي على أهمية مراعاة غرائز الطفل وطبائعه، واستعداداته في اختيار مادة التعلم، والتدرج معه خطوة خطوة في عملية التعلم.
الفلسفات التربوية الجديدة:
وهي الفلسفات التي سادت في القرن العشرين وعكست النظم الجديدة المعروفة، إذ قسم العالم إلى ثلاثة معسكرات هي: الغربي، الشرقي، والمعسكر الثالث ويختص هذا المعسكر بالدول التي كانت قد استقلت حديثاً آنذاك وتضم غالبية الدول النامية.
أولاً: الفلسفة الفردية (الرأسمالية): بدأت هذه الأيديولوجية (النزعة الفردية) وكأنها أسلوب حياة جديد، تحمس لها الناس والمفكرون في المجتمعات الرأسمالية.
السمات التربوية العامة للفلسفة الفردية (الرأسمالية)
1- تركز السياسات التربوية وطرق التدريس على المتعلم، فهو محورها وهدفها.
2- المرونة في الإشراف على العملية التربوية والتعليمية.
3- المرونة في تطبيق المناهج مع الأخذ بعين الاعتبار متطلبات البيئة المحلية.
4- استقلال المؤسسات التعليمية، مما ساعد على تطوير أنشطة هذه المؤسسات وخدماتها.
5- إعطاء الحرية للمؤسسات الدينية المختلفة بإنشاء المدارس.
6- انفتاح النظام لتعليمي على النظم الأخرى السياسية والاجتماعية، والاقتصادية، الخ.
7- الاهتمام بالوسائل التعليمية وبالتكنولوجيا الحديثة، واعتماد البحث العلمي لتطوير المعلومات.
8- ربط النظرية بالتطبيق العلمي والتركيز عليه.
9- الاهتمام بالتخطيط المستقبلي للقوى البشرية في مجال التربية والتعليم.
ثانياً: الفلسفة الجماعية:
يطلق على الفلسفة الجماعية الفلسفة الاشتراكية، وقد جاءت رد فعل على الفلسفة الفردية التي ركزت على الفرد، في حين ركزت هذه الفلسفة على الجماعة.
السمات التربوية للفلسفة الاشتراكية والشيوعية:
1- سيطرة الدولة والحزب على نظام التعليم والتخطيط له وتنفيذه.
2- الاهتمام بالنظام التربوي بما يتناسب مع متطلبات الدولة والحزب.
3- تربية الجيل تربية حزبية عقائدية.
4- الاهتمام بالمدارس العامة (الحكومية)، وعدم السماح بقيام المدارس غير الحكومية.
5- ربط التعليم بالتنمية والانتاج واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال.
6- التخلص من نظام التعليم الطبقي.
ثالثاً: الفلسفة غير المميزة: وهي الفلسفة التي تتبعها بدلان العالم الثالث، وأضحت الفلسفة غير المميزة فلسفة متعددة الاتجاهات والأشكال، فلا هي رأسمالية فردية ولا اشتراكية جماعية.
تختلف النظم التربوية في البلدان النامية باختلاف الأنظمة القائمة، وسماتها:
1- الازدواجية في التربية والتعليم، وذلك لوجود صراع بين التراث القديم والتراث الجديد.
2- عدم وجود فلسفة تربوية واضحة المعالم والمبادئ والاسس والأهداف.
3- النقل عن الفلسفات التربوية الأخرى.
4- عدم تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم بسبب فقر الدول المقصودة.
5- تغليب الجانب النظري للتعليم على الجانب العلمي والتطبيقي.
6- ضعف التخطيط التربوي، مما أدى إلى إحداث حالة في العلمية التربوية.
7- قلة توافر الأجهزة اللازمة لنجاح العملية التربوية وتطويرها.
رابعاً: الفلسفة الإنسانية: تنطلق من فكرة أن التربية علمية إنسانية يختص بها الإنسان.
السمات المميزة للفلسفة الانسانية لها:
1- الدعوة إلى ما يخدم الإنسان ويؤدي إلى خير الإنسانية وتقدمها.
2- استقلالية التربية عن المؤسسات الأخرى.
3- حرية فتح المدارس لمن يرغب من أفراد أو جهات.
4- منح الفرد الحرية في اختيار المناهج التي تناسب طبيعته وحاجاته وميوله.
5- المرونة، من قبل المربين، في تطبيق المناهج.
6- حرية الانتقال من مادة إلى أخرى، ومن موضوع لآخر.
7- الاهتمام بالنظام التربوي وربطه بحاجات المجتمع المحلي.
خامساً: الفلسفة ألانتقائية: هي فلسفة تجديدية توليفة مستنيرة لعدة نظريات وآراء متعددة، تسعى إلى اللحاق بركب التقدم، وتعد تجديدية لأنها تؤمن بالتطور.
سادساً: الفلسفة العربية: تأثر المجتمع عبر تاريخه الطويل بمجتمعات وحضارات مختلفة، لأنه كان منفتحاً على العالم ومتصلاً به من خلال التجارة، وكانت تقوم تربية الاطفال على أساليب القتال المختلفة كوسيلة للغزو، أو الدفاع عن النفس.
أما الفلسفات العربية الحديث تركز على ما يلي:
1- تربية وإعداد المواطن المؤمن بتراث الأمة العربية وقيمها الأصيلة.
2- تحسين نوعية التعليم وتطويره بالإفادة من العلم والتكنولوجيا.
3- ربط التعليم بحاجات المجتمع ومتطلباته وتطوراته.
4- تطوير الإدارة التربوية بالأخذ بمبدأ اللامركزية والتخطيط التربوي السليم.
5- التعاون العربي الثقافي دعماً للوحدة الثقافية.
6- الانفتاح على العالم والإفادة من التجارب العالمية.
الاتجاهات العربية المختلفة وهي:
1- الاتجاه إلى الأصالة أو التمسك بالقديم، ويدعو أنصار هذا الاتجاه إلى المحافظة على التراث العربي.
2- الاتجاه نحو الحداثة أو المعاصرة، ويدعو أنصار هذا الاتجاه إلى الإعراض عن المبادئ والقيم القديمة.
3- الاتجاه المعتدل: وينادي أنصار هذا الاتجاه إلى الجمع بين القديم والحديث في وزن واحد من الاتساق.
الفصل الرابع
الاسس النفسية للتربية
تسعى التربية الحديثة الى اعداد الفرد المتكامل بجميع نواحيه الجسمية والنفسية والانفعالية والفكرية والاجتماعية ليكون قادر على التكيف مع مجتمعه وعلى حمل مسؤولياته فيه.
وقد اثبتت الدراسات والبحوث التربوية والنفسية خطأ الطروحات السابقة المعتمدة فقط على التدريب العقلي وبينت ضرورة الاهتمام بالإنسان متكاملا، وبخصائص نموه المتعددة وبحاجاته ورغباته وميوله واتجاهاته واستعداداته وقدراته ومهاراته، وطرق تفكيره وسلوكه، بالإضافة الى الاهتمام بالنواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية للمتعلم.
الأسس النفسية التي تقوم عليها التربية:
1. معرفة طبيعة المتعلم: من حيث قدراته واستعداداته واتجاهاته ودوافعه وغرائزه ومكونات شخصيه وحاجات النفسية والمادية النابعة من تكوينه الانساني كفرد يعيش في جماعه.
2. معرفة طبيعة التعلم: وذلك بمعرفة موضوع التعلم، ومحتواه, ومناسبته للمتعلم، وانواع التعلم، وظروف انتقاليه، وانماطه الاساسية، وقوانينه، وعوامله المساعدة، وغير ذلك من الموضوعات التي تقدم تفسير لماهية التعلم.
3. معرفة طبيعة البيئة: وهي البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية ومدى تأثيرهما على المتعلم.
الذكاء:
اهتم علماء النفس ببحث موضوع الذكاء لارتباطه بالسلوك ودوافعه, وبمظاهر النشاط العقلي كالتعليم والتفكير، ولقد اختلفوا في تعريفه, ومنهم يعرفه من حيث الوظيفة والغاية، ومنهم من حيث البناء, ومنهم من يعرفه اجرائياَ. ومن تعريفات الذكاء نختار ما يلي:
- وكسلر: الذكاء هو القدرة الكلية على التفكير العاقل والسلوك الهادف المؤثر على البيئة بدرجه فعالة
- كلفن: الذكاء القدرة على التعلم
- بينية: الذكاء قدرة الفرد على الفهم ولابتكار والتوجيه الهادف للسلوك والنقد الذاتي، اي ان الذكاء يتالف من اربع قدرات: الفهم، والابتكار، والنقد، والقدرة على توجيه الفكر في اتجاه معين واستبقائه فيه
- سبيرمان: الذكاء قدرة فطرية عامه في جميع انواع النشاط العقلي مهما اختلف موضوع.
- بينيه وترستون: الذكاء يتألف من قدرات معينه محددة يمكن قياسها.
- جاريت: الذكاء القدرة على النجاح في المدرسة او الكلية.
نستخلص من التعريفات السابقة للذكاء الحقائق التالية:
· ان الذكاء كلمه مجرده
· ان الذكاء قدرة
· ان الذكاء نشاط عقلي
· ان الذكاء استعداد فطري
· ان الذكاء فعالية نفسية
· ان الذكاء فعالية عامة معقدة
مكونات الذكاء
1- الفهم اللغوي 2- القدرة العددية
3- الادراك المكاني 4- عامل الذاكرة
5- الاستدلال 6- الطلاقة اللفظية
7- السرعة الادراك
وقد اكدت الدراسات المقصودة ايضا ترابط هذه القدرات بعضها البعض، وترابطها مع ما يسمى بالعامل العام.
انواع الذكاء: اشار ثروندأيك الى ثلاث انواع من الذكاء:
1- الذكاء العملي: فالسلوك الذكي عمليا يتميز بالمهارة في تناول المواد والتعامل مع الآلات.
2- الذكاء النظري: ويتميز السلوك الذكي النظري بالقدرة على تناول الرموز والافكار والصيغ.
3- الذكاء الاجتماعي: ويميز السلوك الذكي الاجتماعي باهتمامه بالناس والتصرفات المقبول.
الصفات العاملة للإنسان الذكي: تميزه من حيث انه اقدر على:
1-الابتكار 2- التعلم 3- تطبيق ما تعلمة 4- حل المشكلات التي تعترضة 5-حسن التصرف 6- ادراك العلاقات بين الاشياء 7- اصطناع الحيلة لبلوغ الاهداف 8- التبصر في عواقب الامور.
كما انه اسرع في الفهم وفي عملية التعلم والتعليم وانجح في الدراسة والحياة والعمل وادارته.
مصطلحات متعلقة بالذكاء:
نسبة الذكاء: (IQ) هي النسبة المئوية للأداء العقلي الذي يصل الية الفرد اثناء اجراء الاختبارات
ثبات نسبة الذكاء: هي العلاقة بين العمر العقلي والعمر الزمني, وتشير الدراسات ان نسبة الذكاء التي يحصل عليها الفرد بالاختبار ثابته نسبيا.
اختبارات الذكاء: يعرف بصفه عامه انه الطريقة المنظمة لمقارنة سلوك فردين او اكثر.
الضعف العقلي التأخر العقلي: يشير الضعف العقلي الى حالة ضعف عقلي حقيقية ناتجه عن عوامل وراثيه او امراض, اما التأخر العقلي فيشير الى الفشل الفرد في الانتفاع بقدراته العقلية.
مراتب (مستويات) الذكاء:
اولا: الموهوبين: ينقسم هؤلاء الى قسمين
أ- عباقرة: عندما يرتفع مستوى الذكاء كثير الى نسبة (140) يسمون بالعباقرة والالمعيون
ب- اذكياء جدا: وهم من تكون نسبة ذكائهم ما بين (140-120)
ثانيا: متوسطوا الذكاء: ويكون هؤلاء الغالبية العظمى من الناس، ويقسمون الى من هم فوق الوسط وتكون نسبة ذكائهم (120-110) ومن هم في الوسط وتكون نسبة ذكائهم (110-90) ومن هم دون الوسط وتكون نسبة ذكائهم (90-80).
ثالثا: الاغبياء: هم فئه من الناس قادرة على التعلم وتستطيع العيش معتمدة على نفسها ولكنها غير قادرة على حل المشاكل وعدم ربط الاسباب بالمسببات.
رابعا: ضعفاء العقول: هم الضعفاء من الناس قادرة على التعلم او التعليم ولا تستطيع ادارة شؤونها الخاصة، ومن الضعفاء الاهوج, والابلة, والمعتوه.
الذكاء والتحليل الدراسي والنجاح:
يعد الذكاء عاملا اساسا من عوامل التحصيل الدراسي والنجاح في مختلف جوانب الحياة وتعد نسبة الذكاء (75) الحد الادنى الضروري للتحصيل المعقول في النواحي الدراسية النظرية وهناك بعض الشواهد التي تؤكد على ان كثيرين تقع نسبة ذكائهم عند هذا القدر ولكنهم يفشلون، وذلك لأسباب اجتماعية او نفسية او مرضية، اما ذوو الذكاء المتوسط وهم الذين تتجمع نسب ذكائهم حوالي (100) فهؤلاء يستطيعون احراز تقدم منتظم في الدراسة.
الاستعداد والقدرات/ الاستعداد:
ومن المعلوم ان الذكاء وحدة لا يكفي للنجاح في كثير من امور الحياة، اذا كان اداؤها يتطلب وجود استعدادات خاصة لدى الفرد، مثال لا يكفي للنجاح في الدراسة ان يكون الفرد ذكي، بل لا بد له من توافر استعدادات خاصة في هذه المجال
تعريفات للاستعدادات
- مجموعة من الصفات الدالة على القابلية الفرد على اكتساب المعلومات او المهارات من مثل: القدرة على التحدث بإحدى اللغات الاجنبية.
- القابلية او الاهلية, او هو قدرة الفرد الكامنة على ان يتعلم بسرعة وبسهولة وعلى ان يصل الى مستوى عال من المهارة في مجال معين.
- مدى ما يستطيع الفرد ان يصل الية من الكفاية في مجال معين اذا توافر له التدريب الازم.
خصائص الاستعداد:
1- ان الاستعداد سابق على القدرة وملازمة لها.
2- اثر الوراثة في تعيين الاستعداد اعمق بكثير من اثر التعلم.
3- قد يكون الاستعداد خاصا محددا بوظيفة معينة، كاستعداد الفرد ان يكون طبيبا.
4- تختلف مستويات الاستعدادات من حيث قوتها لدى الفرد.
5- قد تكون الاستعداد بسيطا من ناحية السيكولوجيا.
القدرات:
يتفق علماء النفس على تحديد معنى القدرة تحديدا اجرائيا بالأداء الذي يسفر عنها:
- القدرة هي كل ما يستطيع الفرد اداءه في اللحظة الحاضرة من اعمال عقلية سواء كانت نتيجة تدريب او دون تدريب.
- القدرة هي القوة على اداء الاستجابة وتشمل على المهارات الحركية وحل المشكلات العقلية.
- القدرة هي القوة على اداء الفعل البدائي او العقلي قبل التدريب او بعدة.
القدرات نوعان
1- قدرات فطرية موروثه مثل: قدرة الحركة والمشي وقدرة الابصار.
2- قدرات مكتسبة مثل القدرة على السباحة والغوص، وركوب الخيل.
خصائص القدرات
1- ان القدرة لاحقة للاستعداد وملازمة له اذا انها تنفيذ الاستعداد في مجال النشاط الخارجي
2- القدرة العمر الزمني: ان قدرات العقلية للطفل، تكون غير متمايزة، وانما تبدا بالتمايز عند مستويات التعلم الثانوي او الجامعي.
الاتجاه الهرمي للقدرات العقلية:
1-القدرات العقلية العامة: تتضمن هذه القدرة جميع انواع القدرات الاخرى
2-القدرات الطائفية الاولية: تعد هذه القدرات بمثابة الوحدات الاولى للتنظيم المعرفي.
3-القدرات الطائفية: وتأتي هذه القدرات نتيجة لتقسيم القدرات الطائفية الاولية الى ابسط صورها.
4- القدرات الخاصة او النوعية: وهي قدرات يتميز ويختص بها النشاط العقلي دون غيرها.
الفروق الفردية:
هناك فروق جوهريه واساسية بين الناس من حيث جنسهم، وسماتهم، وخصائصهم، واستعداداتهم، وقدراتهم ومستوى ذكائهم وميولهم ورغباتها.
طرق قياس الفروق الفردية:
1- اختبارات الاستعدادات: تستعمل للتنبؤ بالقدرات على التعلم او التأهيل للمستقبل، وتهدف الى التنبؤ بصلاحية الفرد، ومدى نجاحه في عمل لم يتدرب علية.
2- اختبارات القدرات: تهدف الى معرفة قدرة الفرد في ناحية المراد معرفتها مثل القدرة اللغوية والقدرة العددية وغيرها.
3- اختبارات الذكاء: قام العالم الفرنسي بينيه في العديد من الاختبارات ما يقيس ذكاء الاطفال، او ذكاء الراشدين, او ذكاء النابغين.
4- اختبارات التحصيل الدراسي: تشمل الاختبارات الشخصية اختبارات معينة لقياس الميول والاتجاهات والدوافع والسمات الخلقية والمزاجية.
الطبيعة الانسانية (الحاجات والدوافع):
أ- الحاجات: يفسر علماء النفس دوافع تصرفات الانسان وسلوكه على اساس غير غريزي, هو اشباع الحاجات النفسية لديه.
ب-الدوافع: هي الرغبات والحاجات واي قوة مشابهة تسير السلوك الانساني وتوجيهه نحو اهداف معينه.
للدوافع ثلاث وظائف:
أ- تحرير الطاقة الانفعالية الكامنة في الفرد، والتي تثير نشاط معين.
ب- دفع الفرد كي يستجيب لموقف معين، وان يتصرف بطريقة معينه في موقف معين.
ت- توجيه السلوك وجهه معينه.
اهميه دراسة موضوع الدوافع:
1- تساعد على التعرف على الاسباب التي تؤدي الى اختلاف سلوك الافراد.
2- تساعد على التعرف على انواع السلوك المنحرف، والعمل على معالجتها.
3- مفيدة وضرورية لكل من يشرف على جماعه من الجماعات
4- تساعد على ايقامة علاقات انسانية فضلى بين الناس .
تصنيف الدوافع:
1- الدوافع الاولية (الفطرية): وهي التي يولد فيها الفرد، وهي مرتبطة بإشباع حاجاته الاساسية.
2- الدوافع الثانوية (المكتسبة): هي المكتسبة من البيئة والخبرة، وهي تختلف من فرد الى اخر.
3- الدوافع الشعورية: وهي التي تدخل في وعي الفرد ويكون قادر على معرفتها والتحكم بها.
4- الدوافع اللاشعورية: تسمى احيانا بالدوافع المقنعة او المكبوتة، وتكمن وراء تصرفات الانسان وسلوكياته التي لا يعرف سببها.
الدافعية والتربية:
شغلت العلاقة بين السلوك الانساني والدوافع بل التربويين لارتباطها بحاجات المتعلم ورغباته وميولة واهتماماته التي تعمل كمثيرات لتصرفاته وسلوكه في المواقف المختلفة، ومن الصعب ان يتعلم الفرد بشكل جيد وفعال اذا لم يقترن ذلك بحاجته الى التعلم ودافعيته القوية نحوه.
العمليات العقلية: الانتباه والادراك:
الانتباه والادراك عمليتان اساسيتان في اتصال الفرد ببيئته وفهمها والتفاعل والتكيف معه، وهما الاساس الذي يرتكز عليه باقي العمليات العقلية الاخرى، ولهما علاقه ايضا بشخصية الفرد وتوافقه الاجتماعي.
ان الدراسة لموضوع الانتباه ينبغي له ان يعرف الحقائق التالية:
- انه على الرغم من تعدد المنبهات, فان الانسان عادة لا ينتبه الى المنبهات مره واحده.
- ان بعض المنبهات قد لا تلفت الانتباه بسبب انصراف الوعي وانغماس تحليل بؤرة الشعور.
- ان الانتباه قد لا يعقبه ادراك احيانا, فقد لكننا نعجز عن الرؤية فلا ندرك ما يحصل.
- ان الانتباه يكون واحدا لدى جميع الناس, لكن الادراك قد يختلف تحليله عند كل واحد منهم.
انواع المنبهات:
1- الانتباه القسري: وفيه يجد الفرد نفسة في موقف لا يمكن فيه تجاهل المنبه اطاقا.
2- الانتباه التلقائي: فالأصل في الانتباه ان يكون تلقائيا وغير متعمد فيلفت انتباه تلقائيا.
3- الانتباه المقصود: انتباه يكون بإرادة الانسان وبقصد كأن يهيئ الفرد نفسه لمشاهدة التلفاز.
العوامل المؤثرة في الانتباه داخلية وخارجية: وتشمل العوامل الخارجية
1- شدة المنبه: اذ يجذب انتباهنا اكثر المنبهات شدة.
2- تكرار المنبه: تجذب الصيحات المتلاحقة انتباها اكثر من الصوت الذي يحدث مره واحدة.
3- التغير في المنبه: وهو عامل قوي في جذب الانتباه, كلما كان التغير فجأة زاد اثره.
5- حركة المنبه: أن الدمى المتحركة التي تخرج صوت تشد انتباه الطفل اكثر من دمى الساكنة.
6- موضع المنبه: فالكلام الذي يتصدر اعلى صفحات الجريدة يثير انتباه القارئ اكثر من غيره.
تشمل العوامل الداخلية:
1- مدى اتصال المنبه بحاجة اساسية لدى الانسان: مثلا شم رائحه الطعام عند الجائع.
2- توافق المنبه مع ميول الفرد واهتماماته: فالأستاذ الجامعي تسترعيه الكتب في تخصصه.
3- التوجه الذهني: فالعطشان يرى السراب ماء.
ومن المقترحات المفيدة لجذب انتباه المتعلمين نذكر ما يلي:
1- ربط التعلم بدوافع المتعلم وحاجاته ورغباته واهتماماته واتجاهاته.
2- مراعاه توافر الاستعداد والتهيؤ لدى المتعلم.
3- تنظيم مادة التعلم حسب درجة اهمية محتوياتها.
4- تغيير نبرة صوت المدرس بين موضوع واخر.
5- استخدام الوسائل التعليمية.
6- استخدام اسلوب النقاش والحوار وطرح الأسئلة.
اما الادراك الحسي: فهو العملية التي تتم بها معرفتنا بالأشياء من حولنا عن طريق الحواس والادراك عملية عقلية معقدة تتمثل في خطوتين:
1- الخطوة الاولى: التنظيم الحسي وتشمل على تنظيم المنبهات الحسية في وحدات او في صيغ مستقلة تبرز في مجال ادراكنا.
2- الخطوة الثانية: عملية التأويل, التي تتوقف على الموقف الكلي الذي يوجد فيه الشيء لان الجزء لا يمكن فهمة الا بصلته بالكل الذي يضمه ويشتمل علية.
التذكر والنسيان: التذكر:
تدخل البيانات والمعطيات المختلفة الى ذاكرة الانسان التي تقوم بالاحتفاظ بها، ومن ثم معالجتها واسترجاعها عند الحاجة، والذاكرة الجيدة هي التي تسعف صاحبها بما يحتاج الية من المعلومات والمعاني والخبرات في الوقت والسرعة المناسبين. حيث يتكون التذكر من ثلاث مراحل:
1- الخزن: ويعني الاحتفاظ بالبيانات او الحقائق او الافكار في الذاكرة.
2- الاسترجاع: ويعني استحضار البيانات او الحقائق او الافكار المخزنة في الذاكرة.
3- التعرف: ويعني ان ما يدركه الفرد الان جزء من خبراته السابقة، وانه مألوفة لدية.
النسيان:
يعرف النسيان بانه الفشل الجزئي او الكلي في استعاده المعلومات التي تم ترميزها وتخزينها في الذاكرة او فقدان طبيعي جزئي او كلي مؤقت او دائم لما اكتسبناه من ذكريات ومهارات حركية، فهو عجز عن الاسترجاع او التعرف او عمل شيء.
للنسيان سلبيات وايجابيات:
إيجابيات:
- ان النسيان نعمة، اذ لو اضطر الانسان حفظ كل مشكلة لصبح تلف في الدماغ.
- لولا النسيان لبقي الحزن في النفس على ما كان علية وقت حدوثة.
- للنسيان الفضل في مرونة التفكير ,واكتفاء بالخطوط الاساسية في الموضوع.
السلبيات:
- قد يعيق النسيان صاحبه عن التلاؤم مع الموقف الراهن فيقع في الحيرة والارتباك.
- انه يحرم الفرد من معلومات وعواطف يجب الا ينساها.
- النسيان المرضي يؤدي الى انحلال الشعور وفساد الحياة النفسية.
العوامل المؤثرة في النسيان
1- عامل عدم الاستعمال: ومثال ذلك الاشخاص الذين يتعلمون لغة اجنبية ثم ينسون بعضها نتيجة عدم استعمالهم لها.
2- عامل التداخل: يذاكر دروسه في الصباح الباكر يتذكر قسما اوفر من المادة, واذا يسبقها ويعقبها كثير من المعلومات التي تتداخل معها, فيؤدي ذلك الى ما يسمى بالتعطيل الرجعي.
3- نوع الخبرات: اذ يميل الانسان الى استبعاد الخبرات غير السارة من حيز شعوره بطريقة لا شعورية, ولكن يميل الى اعادة الاحتفاظ بالخبرات السارة.
4- موضوع التعلم: اذ ينسى الانسان عادة الموضوعات التي لا تهمه، وبينما يتذكر تلك التي تقع ضمن اهتماماته.
5- عناصر المادة المتعلمة: اذ وجد ان العلاقات والمفاهيم والمبادئ والقواعد تستمر لفترة اطول في الذاكرة من الوقائع والبيانات المفردة كالأسماء والارقام.
6- تكامل الموضوع المتعلم: اذ وجد ان الموضوعات التي تعلمها الفرد على نحو شمولي ومتكامل تبقى بالذهن لمدى اطول.
7- تنوع الحواس: اذ وجد ان المعلومات التي يكتسبها الانسان بواسطه اكثر من حاسة تبقى في الذاكرة لمدة اطول من المعلومات المنقول بحاسة واحدة.
8- التوتر النفسي: اذا يزيد التوتر او الضغط النفسي من تشويش فكر الانسان, ومن عدم قدرته على استعادة ما هو مخزن في الذاكرة او جزء منها.
زيادة فاعلية التذكر:
1- ان تكون اهداف التعلم واضحة في ذهن المتعلم.
2- الابتعاد عن مشتتات الانتباه.
3- ربط المادة النظرية بأمثله من واقع حياة المتعلم.
4- تقديم مادة التعلم بطريقة متكاملة.
5- ابراز العناصر الاساسية في موضوع الدرس.
6- تشجيع التلميذ على بذل الجهود لربط اجزاء او عناصر الموضوع ببعضها.
7- تشجيع التلميذ على تصفح المادة المقروءة على نحو عام في بداية عملية القراءة.
8- تشجيع التلميذ على ربط مادة الدرس وموقف في الحياة وعلى تطبيق مبدأ النشاط الذاتي.
التفكير: يتم الاتصال الانسان ببيئته عن طريق ثلاث قوالب من السلوك
أ- سلوك فطري: يصدر عن الانسان دون تفكير وبطريقة لا ارادية.
ب-سلوك تعودي: لا يحتاج الانسان فيه لاستعمال تفكيره كالمشي.
ت-سلوك معبر: عن تفكير يصدر عن الانسان.
لتفكير تعريفات منها:
- اعادة تنظيم ما نعرفه في انماط جديدة وخلق علاقات جديدة لم تكن معروفة من قبل.
- العملية التي ينظم بها العقل خبرات بطريقة جديدة لحل مشكله جديدة.
- كل نشاط عقلي يستخدم الرموز كأدواته.
يمكننا استخلاص الحقائق التالية من تعريفات التفكير:
- التفكير يشمل كل العمليات العقلية من تخيل وتذكر الصورة.
- التفكير يرتبط بعملية استرجاع ما تعلمة الانسان من قبل وتنظيمه بطريقة جديدة.
- التفكير يعتمد على اللغة من حيث تنظيمه وتيسيره وتوضيحه.
- التفكير نشاط عقلي يعتمد على استخدام الرموز.
من مزايا لتفكير:
- انه يعين الانسان على استعراض الماضي والانتفاع من خبراته الماضية.
- انه يعين الانسان على التنبؤ بالمستقبل والاستعداد له.
- انه يوفر على الانسان كثيرا من الوقت والجهد.
- انه يساعد الانسان على حل المشكلات.
انماط التفكير المختلفة:
1- تفكير ملموس: التفكير يدور حول اشياء ملموسه نراها او نسمعها.
2- تفكير مجرد: ويعني تجريد واستخلاص علاقات من الاشياء المحسوسة الموجودة.
3- تفكير علمي موضوعي: تفكير يدور حول الحقائق الموجودة في عالمنا.
4- تفكير ذاتي خرافي: تفكير يدور حول اشياء ليس لها وجود موضوعي.
5- التفكير النقدي: هذا التفكير اخضاع المعلومات الموجودة لدى الفرد لعملية تحليل لمعرفة مدى ملاءمتها لما لدية من معلومات اخرى .
6- التفكير الابتكاري: وهو عملية تنتج عنها حلول او افكار تخرج عن الاطار المعرفي لدينا.
7- التفكير القائم على التعميم عن طريقة تكوين مفاهيم مختلفة: يؤدي هذه التفكير الى تكوين مفاهيم عن الاشياء المصنفة.
8- التفكير القائم على التمييز: ويقوم هذا النوع من التفكير على التمييز اي اظهار الفروق الجوهرية بين الاشياء التي تنتمي الى مجموعه معينه.
مستويات التفكير
1- المستوى الحسي: ويعكس مستوى تفكير الاطفال، وان تفكيرهم يدور حول اشياء محسوسة.
2- المستوى التصوري: وفيه يستعين الطفل بالصور البصرية للأشياء التي يحتك بها بحياته.
3- مستوى التفكير المجرد: التفكير الذي يرتقي عن مستوى الجزئيات العينية الملموسة, ويعتمد على تجريد واستخلاص علاقات ومعان للأشياء المحسوسة.
الاستدلال:
الاستدلال نوع من التفكير يستهدف حل مشكلة حلا ذهنيا، وذلك عن طريق استخدام الرموز والخبرات السابقة. ويمكن بيان الحقائق التالية عن الاستدلال:
- الاستدلال عملية تفكير، لكنها تتضمن الوصول الى نتيجة ما من مقدمات معلومة.
- الاستدلال يقتضي تدخل العمليات العقلية العليا، مثل التذكر والتخيل.
- الاستدلال وثيق الصلة بالذكاء، وفي جوهره ادراك لعلاقات.
- الاستدلال وثيق الصلة باستخدام منهج البحث العلمي في حل المشكلات.
التعلم
الانسان اكثر المخلوقات حاجة واقدارها على التعلم، وتتم عملية التعلم بشكل مقصود او غير مقصودة.
ويعرف ارثر جيتس: التعلم بانه عملية اكتساب الطرق التي تجعلنا نشبع دوافعنا، او نصل الى تحقيق اهدافنا.
ويعرف فاخر عاقل: بانه احراز طرائف ترضي الدوافع وتحقيق الغايات.
ويعرف جيلفورد: بانه تغير في سلوك ناتج عن استثارة.
حقائق التعليم:
- ان كل تعلم يتضمن تعديلا او تغيرا في التنظيم الانفعالي (سلبا او ايجابا ).
- ان كل تعلم خلفه دوافع تحرك سلوك التعلم وتوجهه, وتتضمن: الحاجات, والانفعالات.
- ان نشاط التعلم يخدم غرضا او اغراض.
- ان عملية التعلم عملية دائمه ومستمرة اي انها تستمر من المهد الى اللحد.
- ان عملية التعلم شاملة، ولا تقتصر على التعلم المدرسي المقصود.
- ان عملية التعلم عامة تتناول جميع نشاطات السلوك الانساني.
شروط التعلم:
1- النضج العقلي: هو درجة النمو العامة في الوظائف العقلية.
2- الاستعداد: ويعني درجه استعداد الفرد للتعلم والتهيؤ له.
3- الدافعية: وهي الطاقة الكامنة في الفرد التي تدفعه للتعلم.
4- الممارسة: يطلق عليها احيانا مصطلح الخبرة, وتكرار او التدريب احيانا.
نظريات التعلم:
نظريات التعلم المعرفي ومنها:
1- نظرية التعلم بتداعي الافكار: هذه النظرية ان الانسان يسهل عليه تذكر الاشياء اذا تداعت في ذهنه، اي دعا بعضها بعضا.
2- نظرية التعلم بالمقارنة (الاشتراطية والتكرار): تتضمن نظرية التعلم بالمقارنة شيئا من التداعي كسابقتها، الا انه تداع بين المثيرات والاستجابات، لا بين الالفاظ والافكار بوجه عام
وتنقسم هذه النظرية الى نظريتين:
أ- نظرية الاشتراط: وسميت بذلك الاسم لان قيام المتعلم او عدم قيام بعمل ما، مشروط بوجود ظروف معينة هي المنبهات التي تثير السلوك عنده.
ب-نظرية التكرار: ان الانسان يستجيب عادة للمحاولات الناجحة التي تقود الى هدفه.
3- نظرية التجربة والخطأ: يعد ثورندايك عالم النفس الامريكي (1949-1874) صاحب هذه النظرية. ان التعلم الافضل هو التعلم بالمحاولة والخطأ اذا قد يثمر نشاط الفرد عن استجابات فاشلة لا تشبع الدوافع.
4- نظرية المثير والاستجابة: تعد نظرية المثير والاستجابة لصاحبها جاثري نظرية شرطية, تقوم على علاقة اقتران الاستجابة بالمثير.
5- نظرية التعلم بالتبصر: تقوم نظرية التعلم بالتبصر لكوهلر: ان معرفة الحلول تعتمد على التبصر بالموجودات التي لها علاقه بالمشكلة الاساسية, فقد اجرى التجربة على السعدان.
6- نظرية الجشطلت او النظرية الكلية: لم يقبل اصحاب نظرية الجشطلت من امثال كيرت كوفكا (1941-1886) بمبدأ تحليل السلوك الى وحدات، والذي نادى به السلوكيون والشرطيون, ولا بد من التنويه الى انه ليس هناك نظرية يمكن بواسطتها ان نفسر عملية التعلم، او نظرية محددة تطبق من اجل تعلم افضل.
طرق التعلم:
1- طريقة النشاط الذاتي: تتركز هذه الطريقة حول مبدا النشاط الذاتي للفرد, وانها تعتمد على نشاط الفرد وجهده الخاص.
2- الطريقة الكلية والطريقة الجزئية: تعني الطريقة الكلية ان يركز الفرد على الكل واستيعاب معناه الاجمالي، وتفضل هذه الطريقة عندما تكون المادة المقروءة قصيرة ولها وحدة طبيعة معينة.
3- طريقه التكرار الواعي: تحتاج الاعمال المعقدة او المواد المقروءة الصعبة الى الاعادة والتكرار في كثير من الاحيان حتى نستطيع استيعابها وفهمها وتعلمها.
4- طريقة التسميع الذاتي يكون التسميع الذاتي بأن يعيد المتعلم على نفسة النصوص او الامور التي تعلمها او فهمها او حفظها، او يقوم المتعلم بتلخيص ما حفظه لو تعلمه.
5- طريقة التعلم المركز والموزع: ان التعلم الموزع على فترات افضل من التعلم المركز في فترة زمنية محددة.
العوامل المؤثرة في التعلم:
1- التكرار: يساعد التكرار عمل شيء، او تكرار شرحة الى ترسخ مبادئه ومهاراته لدى المتعلم.
2- الدقة: فالدقة في نقل المعلومات والمهارات الى المتعلم، تقلل من اخطائه فيه.
3- الاولوية: يضع المتعلم عادة سلما خاصا بحاجاته التعليمية على صورة اولويات من المهم الى الاقل اهميه.
4- التنظيم: فاعلية التعلم كلما كانت هناك علاقة واضحه بين الافكار والموضوعات المطروحة, وكلما تدرجت عملية التعلم من السهل الى الصعب.
5- الحداثة: يرغب المتعلم عادة في تعلم الامور الحديثة، وخاصة ذات العلاقة باهتماماته وخبراته وممارساته اليومية.
6- الاثر: كلما ازداد اثر موضوع التعلم والافكار المطروحة ايجاباَ على مهارات المتعلم وخبراته وقدراته، كلما زادادت رغبته في التعلم والتحصيل، والعكس صحيح.
الفصل الخامس
الأسس الثقافية للتربية
للتربية دور مهم في بناء الإنسان وتقدمه في المجتمعات على اختلافها، وتعتبر الثقافة والمجتمع وجهان لعملة واحدة، وهما أمران متلازمان فلا مجتمع بدون ثقافة، ولا ثقافة بدون مجتمع، ولا بد من الإشارة أيضاً الى أن التربية لا تعمل في فراغ، وإنما تستمد مقوماتها من ثقافة المجتمع، إذ لا تربية بدون أساس ثقافي تقوم عليه، وأساس التربية يقوم على المحافظة على التراث الثقافي وتوجيهه وتنقيته وتحسين عناصره كي تضمن للمجتمع التقدم والازدهار، وبهذا تحفظ التربية الثقافة وتنقيها مما يلعق بها من عناصر سلبية خارجة عن روح الثقافة التي يعيشها الأفراد، وبذلك تزداد فاعليتها في تنمية السلوكيات الإيجابية التي تشكل نقطة انطلاق الفرد نحو التفكير السليم والإبداع المثمر.
ويشمل التغير الثقافي ثلاث عمليات اساسية وهي:
1- عملية التاهيل: وتعني اختراع او اكتشاف عناصر جديدة في الثقافة.
2- عملية الانتشار: وتعني استعارة عناصر جديدة من ثقافات اخر.
3- عملية اعادة التفسير: وتعني تهيئة عنصر قائم لمواجهة الظروف الجديدة.
لحدوث التغير يتطلب ان تعمل التربية على ما يلي:
1- اعداد الكوادر البشرية القادرة على التغيير.
2- مساعدة الافراد على تنمية القدرات الابداعية الخلاقة لديهم.
3- تنمية اساليب التفكير العلمي وطرق حل المشكلات.
4- تنمية المسؤولية الاخلاقية والاجتماعية لدى الافراد وتشجيعهم على مواجهة التحديات.
5- مساعدة الافراد على اكتساب مهارات اتخاذ القرار.
6- تنمية قدرة الافراد على التكيف مع الظروف المتغيرة.
7- ربط الفعاليات التربوية بعمليات التنمية وبرامجها في المجتمع.
مفهوم الثقافة وتعريفها:
تعتبر الثقافة الاطار والمضمون الفكري الذي يحدد للمجتمع سماته المميزة عن غيره من المجتمعات، ويعبر عن الثقافة بالانجليزية بلفظ Cultureوتعني الزراعة والاستنبات، أما أصل الكلمة فهو لاتيني، وتعي الزراعة أو فعل الزراعة، أو التمجيد والتعظيم، وقد استعملها اللاتينيون بمعنى الدرس والتحصيل العلمي، أما الأصل اللغوي لكلمة ثقافة في اللغة العربية، فقد جاء من مصدر الفعل الثلاثي (ثقف) ثقافة: أي صار حاذقاً، وثقفه بالرمح: طعنه، ويقال ثقف الرمح أي قوّمه وسواه، وثقّف الولد: أي هذبه وجعله مهذباً.
وهنالك تعريفات مختلفة للثقافة نذكر منها ما يلي:
- أنها "الكل المركب الذي يشتمل على المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين، وجميع المقومات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في جماعة".
- أنها "كل ما صنعته يد الإنسان وعقله من الأشياء، ومن مظاهر في البيئة الاجتماعية، أي كل ما اخترعه الإنسان أو ما اكتشفه وكان له دور في العملية الاجتماعية". ويعني هذا التعريف أن الثقافة تشمل: اللغة والعادات والتقاليد والمؤسسات الاجتماعية والمستويات والمفاهيم والأفكار والمعتقدات إلى غير ذلك. مما نجده في البيئة الاجتماعية من صنع الإنسان، وقد توارثه جيلاً بعد جيل، وبمعنى آخر يرى كلباتريك أن للثقافة جانبين هما: الجانب المادي والجانب غير المادي.
- وسائل الحياة المختلفة التي توصل إليها الإنسان عبر تاريخه الطويل، السافر منها والضمني، العقلي واللاعقلي، والتي توجه سلوك الناس في وقت معين، وترشد خطواتهم في مجتمعهم. ويتضمن هذا التعريف الجوانب المعنوية والمادية للثقافة، وايضاً إشارة واضحة إلى زمن محدد لأن الثقافة لا تبقى على حالها وإنما تتغير بتغير العصور والأزمنة.
مما سبق يمكننا القول إن الثقافة في جوهرها هي شكل الحياة الإنسانية، كما يرسمها البشر الذين يعيشون تلك الحياة بما فيها من معتقدات وأساليب للفكر، وغيرها. وأن الثقافة هي الحياة التي يرسمها الناس في زمان معين ومكان معين، والقيمة المهمة التي تعنينا هنا هي قابلة تلك الثقافة للتعلم، وهذا هو الجانب التربوي الذي نعطيه اهتماماً خاصة في هذا المجال.
خصائص الثقافة:
1- الثقافة إنسانية: أي خاصّة بالإنسان وحده دون سائر الحيوانات.
2- الثقافة مكتسبة: إذ يكتسب الفرد الثقافة بحكم انتمائه لجماعة ما، لذلك فهي الإطار الاجتماعي الذي يعيش الفرد فيه.
3- الثقافة مثالية وواقعية: إذ تتحدد مثاليتها في الطرق التي يعتقد الناس أن من الواجب عليها السير وفقها أو العمل بمقتضاها، وتنطلق واقعيتها من سلوك الأفراد تصرفاتهم.
4- الثقافة مادية وغير مادية: إذ إن للثقافة جانبين متكاملين، أو لهما مادي يظهر في لباس الناس أو طعامهم، وثانيهما غير مادي يتمثل: بالمفاهيم والأفكار والمعتقدات السائدة.
5- الثقافة ثابتة ومتغيرة: فعناصر الثقافة ومكوناتها منها ما يظلّ ثابتاً ولا يعتريه التغيير كالقيم الاجتماعية والعقائد الشرعية والأصول الدينية.
6- الثقافة ضمنية أو معلنة (واضحة): فهي ضمنية لأن بعض دلالاتها لا تفهم إلّا من خلال السياق الذي تأتي فيه.
7- الثقافة متنوعة المضمون: إذ تختلف الثقافات في مضمونها بدرجة كبيرة قد تصل أحياناً إلى درجة التناقص.
8- الثقافة قابلة للانتشار والنقل: ويتم هذا الانتشار والانتقال بعدة طرق أهمها التعليم، حيث تلعب اللغة دورها الكبير في هذا المجال، وكذلك وسائل الاتصال الحديثة (إذاعة، وتلفاز، وأقمار صناعية، إلخ)، التي تقوم بتحطيم الحواجز بين الثقافات وتعمل على النشر الثقافي.
9- الثقافة مستمرة: فالثقافة ملك جماعي وتراث يرثه جميع أفراد المجتمع، وينتقل من جيل إلى آخر، كما أنه لا يمكن القضاء على ثقافة ما إلا بقضاء المجتمع الذي يمارسها أو ظهور ثقافة جديدة من منطلق عقائدي جديد مسيطر.
عناصر الثقافة:
أولاً:- العموميات الثقافية:
وهي وجوه ثقافية يشترك فيها جميع أفراد المجتمع، وتعد بمثابة الملامح الرئيسية المحددة لثقافة مجتمع ما، وهي التي تميزها عن غيرها من الثقافات، ولعموميات الثقافية غالباً ما تكون أكثر عناصر الثقافة استقراراً، ومن هذه العموميات اللغة، واللباس الشعبي، وطريقة الأكل، وأسلوب التحية والاستقبال والوداع. وطرز المباني، وأسلوب الاحتفالات في الأفراح والتعبير عن الأحزان، وغيرها. وبذلك تشكل العموميات الثقافية القاسم المشترك بين أبناء المجتمع الواحد، وتكون عنصر تجميع وتألف بينهم، وتؤدي إلى ظهور اهتمامات مشتركة تجمعهم، وتولد بينهم شعوراً بالتضامن وبالمصير المشترك، فاللغة العربية على سبيل المثال هي من أهم العموميات الثقافية التي يمتاز بها المجتمع العربي عن غيره من المجتمعات، وهي إحدى قواسمه المشترك ونسبة إليها سمّي العرب بهذا الاسم، وهي إحدى الوسائل المهمة للتربية في هذا المجتمع لنقل المعرفة والمعلومات عن الموروث الثقافي إلى الدارسين.
ثانياً:- الخصوصيات الثقافية:
توجد داخل المجتمع نفسه مجموعة من الثقافات الفرعية (الخصوصية) التي تميز قطاعات رئيسية في المجتمع، وهي جزء من الثقافة الكلية للمجتمع، ولكنها تختلف عنها في بعض السمات والمظاهر والمستويات. لذا فإن الثقافة الفرعية (الخصوصية) هي ثقافة قطاع متميز من المجتمع لها جزء ومستوى مما للمجتمع من خصائص، بالإضافة إلى انفرادها بخصائص أخرى. وبالتالي، فإن الخصوصية الثقافية هي ملامح وخصائص ثقافية تتميز بها فئة معينة عن غيرها من الفئات في المجتمع الواحد. انواع الخصوصيات الثقافية:
1- الخصوصيات العمرية: فكل جماعة عمرية لها خصوصيتها الثقافية التي تتميز بها عن غيرها، فللأطفال ثقافة خاصة ومختلفة عن ثقافة الشباب، وللشباب ثقافة مختلفة الكبار.
2- الخصوصية المهنية: فكل جماعة مهنية تتميز عن غيرها، فللأطباء مثلاً ثقافة خاصة بهم، وللمهندسين ثقافة خاصة لهم، وللتجار ثقافة خاصة بهم، إلخ.
3- الخصوصيات الجنسية: فللذكور ثقافة خاصة بهم، وللإناث خصوصية ثقافية خاصة بهن، يترتب عليها خصوصيات في التعامل وفي الأدوار التي يلعبها كل منهما في المجتمع.
4- الخصوصيات الطبقية: لكل طبقة من طبقات المجتمع خصوصيتها الثقافية الخاصة بها، فخصوصيات الطبقة الارستقراطية تختلف عن خصوصيات الطبقة الوسطى أو الدنيا.
5- الخصوصيات العقائدية: لكل عقيدة عناصرها الخاصة بها والتي تميزها عن غيرها من العقائد، فالعقيد الإسلامية تختلف عن العقيدة المسيحية أو اليهودية.
ثالثاً:- المتغيرات (البدائل) الثقافية:
المتغيرات الثقافية هي ملامح ثقافية لم تستقر بعد، قد تظهر في المجتمع، بفعل رواد التغيير، أو تكون وافدة على المجتمع من الثقافات الأخرى التي يتمّ الاحتكاك بها، وقد تجد هذه المتغيرات أو البدائل البيئة المناسبة لتنبت وترعرع في المجتمع، إلا أنها لا تأخذ دورها كخصوصيات ثقافية ولا كعموميات، فهي ليست من العموميات بحيث يشترك فيها جميع أفرد المجتمع، وليست من الخصوصيات بحيث يشترك فيها أفراد طبقة أو أفراد مهنة معينة مثلاً، وقد تتحول هذه المتغيرات أو البدائل على مرّ الزمن إلى خصوصيات ثقافية وإلى عموميات، ومثالنا على ذلك اقتصار استعمال الحواسيب في الشركات في بداية الأمر.
وجدير بالذكر أن بعض هذه المتغيرات أو البدائل الثقافية قد تجد مقاومة شديدة من قبل المحافظين في المجتمع، إلا أن صفتها التجديدية تجعلها تتغلب على هذه المقاومة، وتتجذر في الثقافة وتصبح جزءاً لا يتجزأ منها، وقد يختفي بعضها الآخر لعدم ملأمتها للمجتمع وطبيعته.
من هنا نرى بأن التربية يجب أن تقود التغيير، وأن لا يقتصر دورها على نقل المعرفة أو الموروث الثقافي وتقدمها ومعالجتهما، وإنما يجب أن تمتد إلى مساعدة الأفراد على تمحيص هذه المتغيرات الثقافية ونقدها وبيان ايجابياتها وسلبياتها، ومساعدتهم على فهمها والتكيف معها.
وبالإضافة إلى التقسيم السابق للعناصر الثقافية، هناك تقسيمات أخرى في هذا المجال، فقد قسّم علماء الإنسان عناصر الثقافة إلى قسمين أساسيين، هما:
أ- العناصر المادية: ويقصد بها ما أنتجه الإنسان، ويمكن اختباره بالحواس.
ب-العناصر غير المادية: ويقصد بها العناصر التي تتضمن قواعد السلوك والأخلاق والقيم والعادات والتقاليد والأساليب الفنية التي تستعملها الجماعة.
1. المكونات المادية: أو ما يطلق عليه القطاع المادي للثقافة.
2. المكونات الاجتماعية: أو ما يطلق عليه القطاع الاجتماعي للثقافة.
3. المكونات الفكرية أو ما يطلق عليه القطاع الفكري للثقافة.
مستويات الثقافة:
للثقافة مستويات متعددة وتندرج تحت الثقافة الشرقية والتي تنحدر منها كل من الثقافة (الصينية، الهندية، العربية، الباكستانية ... الخ)، ومن الثقافة العربية التي نحن بصدد الحديث عنها تنحدر منها (الثقافة المصرية، الثقافة السعودية، الثقافة الأردنية، الثقافة الفلسطينية، الثقافة الجزائرية)، والثقافة الأردنية ينحدر منها كل من الثقافة (الشمال، الوسط، الجنوب).
وأما ثقافة المجتمع فتنحدر منها (الجنس، نوع التعليم، العمر، المهنة، الانتماء الطبقي أو الديني)، ومن العمر ينحدر عدة ثقافات ومنها (الأطفال، الشباب، الكبار)، ومن ثقافة الشباب تنحدر حسب الفئات العمرية.
التثقيف:
من المعلوم أن لكل مجتمع ثقافته الخاصة، وأنه يؤكد على ضرورة تكيف أفراده مع هذه الثقافة، وأن هناك قاسم مشترك من المعتقدات والسلوكيات يجب أن تتوافر في الفرد كي ينتمي لثقافة ما، والتي بدونها يصعب عليه التكييف مع مجتمعه والاندماج فيه.
ومن المعلوم ايضاً ان الفرد يبدأ بالتأثر بثقافة مجتمعه منذ الولادة، وان هناك مؤسسات ثقافية كالأسرة والمدرسة، ومؤسسات أخرى مساندة يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في حياة الأفراد وتثقيفهم من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، وعمليات التربية والتعليم والتدريب خلال مراحل حياته ونموّه التدريجي يكتسب ثقافته ممن حوله، ومن المؤسسات الثقافية على اختلافها، ويبدأ في الابتعاد شيئاً فشيئاً عن سلوكاته البيولوجية والاقتراب من أنماط السلوك الثقافي.
وبمعنى آخر يبدأ الطفل الخروج من الحالة البيولوجية إلى الحالة الاجتماعية، ومن هنا نرى أن عملية التثقيف عملية مكتسبة ولا دخل للوراثة فيها بأي شكل من الأشكال. وتعد عملية التثقيف مهمة لأنها تمكن الفرد من التحكم في مجموعة كبيرة من السلوكيات والأفكار والعادات والتقاليد والقيم، والتي لها علاقة وطيدة بهويته الشخصية، وطرق اتصاله وتفاعله مع الآخرين، وإقامة علاقات اجتماعية معهم داخل الثقافة الواحدة.
إن المؤسسات التعليمية يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في العملية التثقيفية، وذلك من خلال:
1. المحافظة على تماسك توجهات الأفراد الثقافية بحيث تتواءم مع الثقافة العامة لمجتمعهم ولا تخرج عنها.
2. المحافظة على قاسم مشترك للمعتقدات والسلوك متطلباً لبقاء الفرد منتمياً إلى ثقافة معينة.
3. حماية الأفراد من الإمعان في النزعة الفردية، بحيث لا يشعر الأفراد بالاغتراب في مجتمعهم.
4. تنظيم عملية تبادل التأثير والتأثر بين الأفراد والثقافة التي ينتمون إليها.
السلوك الثقافي
للثقافة دور بارز في مساعدة الفرد على التنبؤ بالسلوك الإنساني، إذ إن معرفتنا بثقافة مجتمع ما، تسهل علينا معرفة ما يمكن أن يصدره أفراد ذلك المجتمع من سلوكيات لدى احتكاكهم مع غيرهم من الأفراد.
ومن المعلوم أن السلوك الثقافي لا ينتقل بالوراثة، وإنما يكتسب من خلال الأسرة والرفاق والمدرسة والمجتمع على نحو عام، وتقع على المجتمع هنا مسؤولية تقديم قاعدته الثقافية لأفراده بطريقة منظمة، ومفهومة ومتكاملة.
يتأثر السلوك الثقافي للفرد بعوامل مختلفة منها:
1- مدى وعي الفرد ونضجه الثقافي، ويقصد بالوعي سلامة المعرفة لدى الفرد بحيث ترتكز إلى تعميق الإدراك لثقافة مجتمعه وتأصيله.
2- مدى إشباع الفرد لحاجاته المختلفة وخاصة الثقافية منها، فغالباً ما يتقرر نوع السلوك الإنساني الثقافي بمدى إشباع الفرد لحاجاته.
3- مدى توافر المعايير، إذ ينبغي أن توفر الثقافة للأفراد المعاني والمعايير التي يميزون في ضوئها بين ما هو مناسب أو غير مناسب من السلوك، أو بين ما هو طبيعي وغير طبيعي.
4- مدى الانفتاح على الثقافات الأخرى، إذ تحرص المؤسسات التربوية التقليدية على حماية الفرد والمجتمع على حد سواء من المتغيرات الثقافية الواردة من ثقافات أخرى.
5- مدى التناقض: إذ ليس أسوا من أن يجد الأفراد أنفسهم يعيشون في تناقضات مختلفة ضمن المجتمع الواحد، حيث يتناقض ما يدور داخل أسوار المدرسة مع ما يجري خارجها.
من الذي يعطي السلوك الثقافي؟
المعطي هو أي شخص يحمل أنماط سلوك غير معروفة لدى الآخرين أو جديدة عليهم، ويتضمن كل أنواع السلوك الإبداعي الأصيل الجديد على الآخرين، هذا الفرد المعطى يكون مدعماً بمعلوماته وخبراته وجهوده لإحداث التغيير من خلال أنشطته المختلفة المستمرة.
من يتعلم السلوك الثقافي؟
الأفراد العاديون في المجتمع هم عادة المتلقون لمحتوى السلوك الثقافي والمتعلمون له، وتحدد العوامل البيولوجية الاجتماعية أنواع السلوك التي يجب أن يشارك فيها المتعلمون.
فمن الناحية البيولوجية يعتمد حق الفرد في تعلّم انواع معينة من السلوك بشكل رئيس على جنسه وعمره، إذ تتعلم الإناث سلوكيات (العناية بالأطفال والحياكة، والطبخ، إلخ) تختلف عن تلك السلوكات التي يتعلمها الذكور والتي تتعلق بالأعمال الجسدية الشاقة، ويحتاج الأطفال إلى تعلّم سلوكات ثقافية تختلف عنها لدى الكبار، ويكون الكبار في غالبية الأحيان هم المعطون للسلوك الثقافي للأطفال، إذ يحاول الكبار مثلاً، إبعاد الأطفال عن بعض أنواع التعليم كالتعليم الجنسي مثلاً، أو بعض المواقف غير الحميدة أو المؤلمة كإبعاد الأطفال عن رؤية حادث دهس، او موت أحد الأقارب، أو الأصدقاء وغيرها.
ونستطيع القول، إن السلوك الثقافي عام، ويتعلمه الجميع كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً كل حسب ما يقرره المجتمع، وفي ظل التراث الثقافي ورضا النظام الاجتماعي.
ما الشيء المكتسب بالتعلم؟
الإنسان مخلوق لديه قدرة عظمى على التعلم والتفكير الرمزي، ويعتمد ما يمكن أن يتعلمه الفرد على ما يقدم اليهم بطريقة مباشرة، او غير مباشرة عن طريق اتصاله بالآخرين، واحتكاكه بهم، ومدى علاقة الشيء المتعلم باهتماماته ورغباته، وايضاً بمدى استعداده للتعلّم، وخبرته ووعيه وإدراكه للعناصر المحيطة بالتعلّم، والإنسان يتعلم ويكتسب المعارف والخبرات والمهارات اللازمة له في حياته والتي تساعد على أن يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه وخلية نشطة فيه.
أهمية دراسة الثقافة بالنسبة للمعلم
يعد إلمام المعلم بثقافة مجتمعه، من حيث أصولها وعناصرها، واتجاهاتها ومشكلاتها وأهدافها ركناً مهماً من أركان وظيفته التي تقوم على تقديم التلميذ لمجتمعه، وتقديم ثقافة المجتمع للتلميذ.
والمعلم إذ يقدم الثقافة للتلميذ فإنه لا يقدمها برمتها، بصالحها وطالحها، وإنما يقوم باختيار أنسب عناصرها وفق الفلسفة التربوية التي يرسمها المجتمع، ووفق الأسس والمعلومات النفسية التي يعرفها عن التلاميذ كذلك يقدم المعلم الثقافة للتلميذ بعد تبسيط عناصرها وتفسيرها وفق المستوى الذي يناسب التلميذ، ولا يعني التبسيط هنا اختصار المعلومات والمعارف والمهارات، وإنما يكون بتقديم الثقافة لكل تلميذ بقدر ما يناسبه وبالطريقة التي تناسبه، كذلك يجب أن لا يكون تفسير المعلم للثقافة مجرد نقل لآراء تملى على التلميذ، وإنما يجب أن يشترك التلميذ بأكبر قدر من النشاط للوصول إلى هذا التفسير، وأن يستعين وتلاميذه بأكبر قدر من مصادر الثقافة في البيئة، وأن يقدم أكبر قدر من وجهات النظر بطريقة علمية موضوعية، مما يساعد التلاميذ على اكتساب أكبر قدر ممكن من المعلومات والمهارات، ويعينهم على التدريب على عادات التفكير العلمي السليم.
ومعرفة المعلم بالثقافة تعينه على ما يلي:
1- فهم التلميذ نفسه: فالتلميذ في تكوينه الشخصي نتاج لعوامل بيولوجية ووراثية وعوامل ثقافية مكتسبة، وهذه العوامل الأخيرة قد تكون من القوة بحيث تطغى على سلوك الفرد وتشكله إلى حدّ بعيد، وبذلك إذا عرف المعلم الثقافة معرفة جيدة أمكنه معرفة التلميذ الذي يتشكل بهذه الثقافة على نحو أفضل.
2- تعويض النقص إن وجد في المنهج وبخاصة في موضوعات التعليم المختلفة.
لقد أصبح دور المعلم طبقاً للمنهج الحديث ينصب على مساعدة التلاميذ على كسب ما يناسبهم من خبرة السابقين التي تضم المعلومات وتطبيقاتها وما يتصل بها من مهارات وكسب الاتجاهات والقيم والمثل العليا وأساليب التفكير وأنماط السلوك المناسبة مع الأخذ بعين الاعتبار خصائص ثقافة المجتمع. وبذلك يجب ألا يكون المعلم مدرس مادة، وإنما دارس ثقافة، وناقل مبسط ومفسر ومضيف إليها.
الفصل السادس
الأسس الاجتماعية للتربية
التربية عملية اجتماعية:
تميزت عملية التربية بأنها عملية اجتماعية في أساسها ومفهومها، فالمجتمع يمثل الإطار الشامل الذي تتم فيه هذه العملية، فقد توجهت التربية في الماضي والحاضر إلى تنشئة الفرد تنشئة اجتماعية سوية تساعده على تنمية شخصيته الاجتماعية، على نحو يمكنه من النمو والتوازن، مع ذاته، والتكيف الإيجابي مع مجتمعه وثقافته، والعمل بدور فعّال في تنمية المجتمع. كما إن التربية ضرورة اجتماعية، تهدف الى تنمية علاقة الافراد مع بيئتهم من خلال تفاعلهم المستمر معها، واشتراكهم في مختلف فعاليتها. حيث إن التنشئة الاجتماعية تبدأ مع الطفل منذ ولادته، تساعده على تعلم عناصر مختلفة للتعامل وتفاعل مع ومجتمعه، ويحتل مكانة فيه.
أسباب ربط التربية بالمجتمع نذكر:
1- أن المجتمع هو الوسط الذي يعيش الإنسان فيه.
2- أن المجتمع هو البيئة التي تتشكل فيها ذاتية الإنسان.
3- أن التنمية الاجتماعية تتطلب المشاركة والتفاعل بين الافراد.
4- أن مشاركة الفرد في مجتمعه كعضو ناشط، تعني تفاعله مع ماضي هذا المجتمع وحاضره.
شروط التربية الاجتماعية/ للتربية من منظور اجتماعي مواصفات وشروط هي:
1- أن ترتبط أهداف التربية بحاجات المجتمع.
2- أن تتعامل التربية على نحو جاد مع التغيرات الحاصلة في المجتمع، من خلال:
أ. أن لا تعزل التربية نفسها عن مجتمعها.
ب. أن لا تقف التربية موقف المتفرج تجاه التغيرات.
ت. أن تكيف التربية أهدافها.
3- أن تنظر التربية إلى المجتمع على أنه كيان دائم التغير والتطور.
4- أن تتوجه التربية إلى تكوين الإنسان الاجتماعي المتكامل، من خلال:
أ. الرعاية العلمية والثقافية والفكرية للناشئة.
ب. تشجيع الناشئة على العمل الهادف واكتشاف سبل جديدة للعمل والإنتاج.
ت. الابتعاد عن الأسلوب التقليدي (التلقين والحفظ) واتباع أساليب حديثة (الحوار والنقاش).
5- أن تعمل التربية على ربط الأفراد بثقافة مجتمعهم.
6- أن لا تعدّ التربية الناشئة للتفاعل العاطفي مع مجتمعاتهم فحسب.
الأهداف الاجتماعية للعملية التربوية:
1- المحافظة على بقاء المجتمع واستمراريته.
2- تكوين الاتجاهات وأنماط السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى الأفراد.
3- دمج الأفراد في ثقافة المجتمع.
4- تحقيق الوفاق الاجتماعي.
5- تجذير المعايير والقيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الأفراد.
6- تثبيت القيم والأفكار الجديدة التي تتناسب مع المجتمع وطبيعته.
7- تحقيق النمو الشامل والمتكامل والمتوازن لأفراد المجتمع من جميع النواحي، فالتربية هي الحياة، وهي مسؤولة عن تهيئة فرص النمو أمام أفراد المجتمع.
8- مساعدة الأفراد في اكتساب الخبرات الاجتماعية، ويكتسب الأفراد هذه الخبرات من خلال ما تنقله إليهم المناهج وما ينقله إليهم المعلمون.
9- مساعدة الأفراد على تعلم الأدوار الاجتماعية، فالتربية باعتبارها ضرورة اجتماعية تهدف إلى مساعدة الأفراد على اكتساب أنماط السلوك التي يتوقع منهم ممارستها.
التماثل والاستيعاب:
هو عملية امتصاص وتمثيل وهضم عناصر ثقافية وتيارات اجتماعية ، داخلية وخارجية، دخلت إلى التراث الثقافي والاجتماعي الحضاري، والتكوين التنظيمي والوظائفي للمجتمع الأصلي. حيث تعمل عملية التماثل على صهر العناصر الثقافية والحضارية الوافدة ومزجها بالعناصر الثقافية الأصيلة في بوتقة المجتمع الكبير وإطاره، وجدير بالذكر أن عملية التماثل الاجتماعي لا تتمّ دفعة واحدة، بل تتمّ تدريجياً وخطوة خطوة.
المجتمع:
الإنسان اجتماعي بطبعه، فمنذ ولادته، ينخرط بمجتمع الأسرة التي تعمل على المحافظة عليه، وإشباع حاجاته المختلفة، وإكسابه اللغة وعادات سلوكية محددة وخبرات كثيرة، وتعمل ايضاً على تنميته وإبراز شخصيته الفردية والثقافية.
من تعريفات المجتمع:
- المجتمع في أبسط معانيه هو "مجموعة الأفراد الذين تربطهم وحدة المكان والثقافة".
- المجتمع:"مجموعة من الأفراد يعيشون معاً فوق بقعة ما بتعاون وتضامن، ويرتبطون بتراث ثقافي معين، ولديهم الإحساس بالانتماء بعضهم لبعض والولاء لمجتمعهم.
- المجتمع هو: مجموعة من الأفراد التي تعيش في بيئة محددة وترتبط مع بعضها من خلال مؤسسات تنتظم علاقاتها وتخدم حاجتها القائمة.
هناك شروط ينبغي توافرها لقيام المجتمع هي:
1- وجود أفراد يعيشون لفترة طويلة نسبياً في مكان ما (رقعة جغرافية).
2- وجود نظام اتصال محدد (لغة مشتركة) بين أفراد المجتمع.
3- وجود ثقافة مشتركة بين المجتمع، وخصوصيات ثقافية توجه سلوك أفراد المجتمع.
4- وجود نظم ومؤسسات تعمل على تحديد العلاقات الاجتماعية وتنظيمها، وتخدم حاجات المجتمع الحالية والمستقبلية، وتوجهه نحو بلورة حضارة معينة.
عناصر المجتمع:
يتكون المجتمع كنظام من مجموعة من العناصر المترابطة (نظم فرعية)، وهي: السكان، والبيئة الطبيعية، والبيئة الاجتماعية، والبيئة الثقافية، والبيئة التربوية، والبيئة الاقتصادية، والبيئة السياسية، والبيئة التكنولوجية؛ إذا يسعى كل عنصر (نظام فرعي) إلى تحقيق أهدافه الخاصة.
أولاً:- السكان
السكان هم مجموعة الأفراد الذين يعيشون في المجتمع، وينقسم السكان حسب عمرهم وطبقاتهم وأصولهم إلى فئات مختلفة، ويؤثر عنصرا لسكان على التربية والتعليم من زوايا مختلفة.
وتشكل مسألة التكوين العنصري للسكان تحديداً آخر للنظم التربوية المختلفة، إذ يفترض أن تقدم هذه النظم تعليماً موحداً لجميع الأفراد بغض النظر عن تكوينهم العنصري (أبيض وأسود)، إلا أن الواقع بالماضي قد بين أن النظم التعليمية في بلاد مثل الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا، التي قدمت للأجناس المميزة (السكان السود) نظاماً تعليمياً متدنياً. ويقع على عاتق النظم التربوية الحديثة أن تأخذ بعين الاعتبار عامل السكان والتغيرات السكانية عند رسم وخططها التربوية وأن تعمل على تقديم نظام متقدم للتعليم لهم بغض النظر عن جنسهم.
ثانياً:- البيئة الطبيعية:
البيئة الطبيعية هي الإطار البيئي والجغرافي الذي يعيش الأفراد فيه، وتشمل المناخ، والتربة والتضاريس، والثروات الطبيعية كالمياه، والغابات والبترول، والمعادن. ولطبيعة البيئة (بدوية، أو زراعية، أو صناعية) أيضاً دور في تحديد محتويات المناهج والبرامج والمواد الدراسية، ونوعية المؤسسات التربوية (مدارس خاصة، وحكومية، ووكالة غوث، الخ).
وفي ضوء التغيرات البيئية هذه أصبح لزاماً على التربية أن تقوم بما يلي:-
أ- الاهتمام في كل مستويات التعليم بالأخلاق البيئية الجديدة.
ب-إفهام الطلبة في كل المستويات مدى تعقيد البيئة المحيطة، ليكونوا مستعدين لدعم الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى حمايتها وإداراتها بصورة عقلانية.
ت-تزويد الطلبة والمتعلمين بمعارف علمية حول مشكلات البيئة.
ث-إعادة التوازن في العلاقة بين الإنسان وبيئته من خلال تعريفهم باهمية البيئة السليمة.
ثالثاً:- البيئة الاجتماعية:
وهي المناخ الذي يعيش في ظله أفراد المجتمع، وتشمل هذه البيئة المؤسسات الاجتماعية على اختلافها، كالأسرة ودور العبادة والإدارات الحكومية، وأيضاً الجماعات التي لها أنظمة خاصة كالغرف التجارية، والصناعية والجمعيات الخيرية والنقابات المهنية. ويتطلب ما سبق من التربية ما يلي:
أ- أن تعي دورها في مجال تفاعل العوامل الاجتماعية والثقافية لكل مجتمع.
--أن تواجه الضغوطات الاجتماعية الجديدة ولمصلحة تكافؤ الفرص.
ت-الاستجابة لمتطلبات الجماعات للذات الثقافية.
ث-معالجة ظاهرة أوقات الفراغ والترفيه التي تزداد يوماً بعد يوم.
ج- إتاحة تكافؤ الفرص التعليمية لجميع أفراد المجتمع.
رابعاً: البيئة الثقافية:
تشمل البيئة الثقافية العموميات والخصوصيات، والمتغيرات الثقافية السائدة في المجتمع، مثل الدين والعادات والتقاليد واللغة والفنون وطرق التفكير ووسائل الاتصال والمواصلات وغيرها.
وتعد اللغة أيضاً من العوامل المهمة في تشكيل شخصية الأمة الثقافية وفي نجاح النظام التربوي وتطوره باعتبارها الوسيط الذي يتم من خلاله نقل المعلومات إلى المتعلمين، والتعبير عن المفاهيم والأفكار المختلفة لديهم. كما وتلعب العادات والتقاليد أيضاً دوراً بارزاً في التأثير على النظم التربوية، وبخاصة في المجتمعين العربي والإسلامي.
خامساً: البيئة الاقتصادية:
تعد البيئة الاقتصادية للمجتمع من أهم العوامل المؤثرة على النظم التربوية في الوقت الحاضر، وتشمل القوانين والنظم والتشريعات الاقتصادية، والمؤسسات الاقتصادية، ويرى علماء الاقتصاد أن القوى البشرية المؤهلة والمدربة هي ثروة الأمة وهي رأس المال الثابت، وأن الإنسان هو أداة الإنتاج والتنمية الشاملة والتطوّر والتقدم وهنا يأتي دور التربية في إعداد القوى البشرية المؤهلة علمياً وفنياً وتقنياً واللازمة لتطوير الاقتصاد والانتاج في كل مجتمع يسعى للتقدم والازدهار.
سادساً: البيئة السياسية:
تتضمن البيئة السياسية النظرية السياسية التي يمارسها المجتمع، وطبيعة نظام الحكم، والتحديات والاستقرار الداخلي والخارجي، ومن المعلوم أن النظم التربوية تتأثر بالغالب بنوع نظام الحكم السائد وفلسفته التي يطبقها على المجتمع. وتحت أي ظروف سياسية يتوجب على التربية:
1- ألا تهدف إلى إعداد نخب من الشباب، بل عليها أن تتيح تكافؤ الفرص التعليمية للجميع.
2- أن تكون لها إسهامات مهمة في إنضاج أفراد المجتمع سياسيا، للمشاركة الإيجابية والمسؤولية في الحياة العامة لمجتمعهم وبلدانهم.
سابعاً: البيئة التكنولوجية:
أن ظهور تكنولوجيا المعلومات وخاصة الحواسيب يعدّ قمة إنجازات الثورة العلمية والتقنية في العصر الحديث، وقد غزت هذه التكنولوجيا المجتمع المعاصر على نحو غير معهود، وأصبحت الأداة الأهم من أدوات تطوّر المجتمع الحديث وتقدمه وازدهاره.
وقد امتد تأثير التكنولوجيا الحديثة ليشمل جميع قطاعات المجتمع بما فيها التربية والتعليم، وغدت من الموضوعات الرئيسة التي تحظى باهتمام جميع القائمين عليها والتربويين في جميع أقطار العالم، كما أصبحت التكنولوجيا الحديثة أداة أساسية من أدوات التربية الحديثة الناجحة وأداة فاعلة في إنجاز وتطوير العديد من أنشطتها وخدمتها ومرافقها ووسيلة مهمة لتحديث أنظمتها وأساليبها وآليات العمل فيها.
كما ان لهذه التكنولوجيا تأثيرها الكبير على المعلم والطالب والمدرسة وطرق التربية التعليم فيها العصر الحاضر، وبالتالي أصبح لزاماً على التربية والتعليم أن تعمل على:
1- تعديل مضامين التعليم واستخدام التكنولوجيا الحديثة، لتصبح اكثر مرونة ومتكيفة للتعليم.
2- التغير والتطور المستمرين لمضمون المناهج التعليمية على جميع المستويات تكنولوجياَ.
3- إبراز مواد جديدة تعالج موضوعات تكنولوجيا المعلومات والحواسيب.
4- الاستعانة بالتقنيات الجديدة كوسائل تربوية تعليمية.
5- التركيز على التطبيق العملي، وقلّة الاعتماد على الاستذكار في المناهج، والتعلّم الحاسوب.
6- الابتعاد عن الكتاب المنهجي كمصدر وحيد للمعلومات، وتشجيع على استخدام الانترنت.
7- إعادة النظر في المباني المدرسية القديمة، وتشييد مبانٍ مدرسية جديدة.
أشكال المجتمع/ ومنها:
1- الجماعات الأولية: وهي أولى الجماعات التي يحتك الفرد بها وينتمي إليها، ومنها الأسرة والاصدقاء، وهذه الجماعات الأولية هي جماعات صغيرة نسبياً وتلعب دوراً مهماً في تشكيل شخصية الطفل وتحديد ملامحه الاجتماعية والثقافية.
2- المجتمع المحلي: هو تنظيم اجتماعي يتكون من مجموعة من الأسر والوحدات الاجتماعية الأخرى المتفاعلة فيما بينها، والمعتمدة على بعضها بعضاً اعتماداً تبادلياً بغرض إشباع حاجاتها اليومية. وتختلف هذه المجتمعات فيما بينها من حيث الكم والكيف فبعضها صغير نسبياً، وهي مختلفة مثل مجمع الاطباء او المزارعين،،، الخ.
3- الهيئات الاجتماعية: الهيئة الاجتماعية هي مجموعة متآلفة من الأفراد يجمعهم نظام خاص، ويؤدون خدمة معينة، ومن أمثلة ذلك الأحزاب السياسية، والأندية، والجمعيات (الجمعيات الخيرية، والجمعيات التعاونية).
تركيب المجتمع: الذي يتركب من أبعاد بنائية محددة تتلخص بالتالي:
1- البناء الطبيعي أو الفيزيقي: ويقصد به البنية الطبيعية للمجتمع من مناخ وتربة وتضاريس، وثروات طبيعية، وغيرها والتي تؤثر في المجتمع ونظام حياته وثقافته.
2- البناء السكاني: ويقصد به طبيعة السكان وجنسهم ودينهم وأصولهم وأعراقهم وتركيبهم العمري ولغاتهم.
3- البناء المهني: ويقصد به مجموعة المهن التي ينتمي إليها أفراد المجتمع.
4- البناء المؤسسي ويشمل جميع المؤسسات التي تقوم على خدمة المجتمع وأفراده مثل الأسرة كمؤسسة اجتماعية، والمدارس، وأماكن العبادة.
5- البناء الطبقي: ويقصد به الطبقات المكونة للمجتمع، الطبقة العليا، ولوسطى، والدنيا.
6- البناء التنظيمي: ويشمل هذا البناء الأنشطة التي يقوم بها المجتمع وتقسيماته الإدارية التنظيمية، والعلاقات وأنماط الاتصال بين أفراده ومؤسساته.
أنواع المجتمعات:
يمكن تقسيم المجتمعات إلى عدة أنواع بحسب الظروف السياسية والاقتصادية والحضارية السائدة
أولاً:- من الناحية السياسية: فبحسب طبيعة نظام الحكم السائد في المجتمع وفلسفته، تقسم المجتمعات إلى مجتمعات ملكية، ومجتمعات جمهورية، ومجتمعات أميرية، ومجتمعات ديمقراطية، ومجتمعات دكتاتورية مستبدة، ومجتمعات شعبية.
ثانياً: من الناحية الاقتصادية: تنقسم المجتمعات بحسب النظام الاقتصادي الذي تمارسه إلى نظامين أساسين يضاف إليهما نظام ثالث مزيج من النظامين الأساسيين، والأنظمة المقصودة هي:
1- المجتمع الرأسمالي: يقوم النظام الاقتصادي في هذا المجتمع على حرية الفرد في التملك وفي التقدم والتطوّر، ويميل هذا المجتمع غالباً إلى الديمقراطية.
2- المجتمع الاشتراكي: يقوم النظام الاقتصادي في هذا المجتمع على خدمة الجماعة وخدمة الدولة.
3- المجتمع الهلامي غير المستقر: ويمثل هذا المجتمع كثير من الدول النامية والدول التي استقلت حديثاً في القرن العشرين، والتي حاولت الأخذ من المجتمعين السابقين.
ثالثاً: من الناحية الحضارية: تنقسم المجتمعات من الناحية الحضارية إلى ما يلي:
1- مجتمع الالتقاط: وهو أبسط أنواع المتجمعات ويعيش أهله على التقاط الثمار من الأشجار.
2- مجتمع الصيد: وهو مجتمع بسيط أيضاً، إلا أنه أكثر تطوراً من المجتمع السابق، وفيه شيء من النظام.
3- المجتمع الرعوي: يتكون المجتمع الرعوي من مجموعة من الأفراد الذين يعيشون على الرعي وما تنتجه الماشية، وينتقلون على نحو دائم طلباً للماء والكلأ.
4- المجتمع القروي الزراعي: سكان هذا المجتمع عددهم قليل ومحدود، ويعملون في الزراعة أو الرعي، وليست لديهم مؤسسات كبيرة.
5- المجتمع الريفي الحضري: وهو أكبر من المجتمع القروي الزراعي السابق، ويعتمد بصورة أساسية على الزراعة، إلا أن فيه بعض الصناعات الخفيفة المتعلقة بالإنتاج الزراعي.
6- المجتمع الحضري: وهو أكثر رقياً وتطوراً من المجتمعات السابقة، ويعتمد غالباً على التجارة والصناعة.
7- مجتمع المدينة الكبرى: وهو أكبر من المجتمع الحضري، ويجمع بين كثير من المتناقضات، وعدد سكانه كبير نسبياً.
8- مجتمع المدينة العظمى أو المدينة الولاية: وهو مجتمع المدينة الكبيرة جداً، لمدينة الولاية التي تضم عدداً من المدن والقرى المجاورة.
9- المجتمع المغلق: ويقصد به المجتمع الذي يتكون من تجمعات لها عاداتها وتقاليدها ونظمها ومعتقداتها، وحياتها الخاصة.
10- المجتمعات الآنية أو المؤقتة: يتجمع أفراد هذه المجتمعات لفترة زمنية محددة.
11- المجتمع الشريطي: وهو عبارة عن التجمعات السكانية التي تقيم بين مدينتين أو بلدتين، ولا يتبعون أي منهما.
حاجات المجتمع:
تسعى التربية على نحو عام إلى تنمية الفرد تنمية متكاملة ليكون قادراً على تحمل مسؤولياته الكاملة في المتجمع.
1- الحاجة إلى التربية الخلقية: ويقصد بها التمسك بالمبادئ والقيم والفضائل والابتعاد عن الرذائل المتفق عليها في ثقافة المجتمع.
2- الحاجة إلى التربية المهنية: وتعد هذه الحاجة من الحاجات الأساسية في المجتمع الصناعي الحديث، إذ تعمل التربية في هذا المجال على تشجيع التعليم المهني والفني والصناعي الازم لهذا المجتمع.
3- الحاجة إلى التربية الأسرية: تعد العائلة أول وحدة اجتماعية وأصغرها ينضم إليها الفرد منذ لحظة ولادته، فمن خلال الأسرة تتشكل شخصية الفرد الاجتماعية ومنها يستقي عاداته وتقاليده.
4- الحاجة إلى التربية الوطنية: يعد شعور الفرد بالحاجة للانتماء إلى وطن أو أرض وإلى جماعة وطنية من الحاجات المهمة بالنسبة له، وتسعى التربية جاهدة من خلال المنهج والمواد الدراسية المختلفة أن تنمي هذهه الحاجة لدى الأفراد.
5- الحاجة إلى التربية الاستجمامية: يحتاج الفرد في الوقت الحاضر، وفي خضم ضغوطات العمل والضغوط الاجتماعية الأخرى، أن يستغل وقت فراغه بأشياء مفيدة، وأن يروح عن نفسه بغرض تجديد نشاطه وطاقاته، وإبهاج حياته.
6- الحاجة إلى التربية الصحية: تعد الصحة بجميع مناحيها الجسمية والنفسية والعقلية والفكرية من ضروريات الحياة الفردية، والاجتماعية، وبذلك ينبغي على التربية أن تولي الناحية الصحية الاهتمام الكافي.
التربية والمجتمع:
من المعلوم أن الفرد يتعلم من حياته أكثر مما يتعلمه على مقاعد الدراسة، وبذلك تلعب البيئة المحيطة والتنشئة الاجتماعية بالفرد والمتجمع دوراً مهماً في تشكيل شخصيته الاجتماعية وصقل خبراته ومعارفه، وإطلاق قدراته وإمكاناته، أيضاً أن طبيعة النظام الاجتماعي وفلسفته وأهدافه هي التي تشكل طبيعة النظام التربوي وفلسفته وأهدافه، على اعتبار أن النظام التربوي هو نظام فرعي من النظام الاجتماعي. حيث تعمل التربية على تنمية الفرد وتساعده على تحقيق اهدافه واهداف المجتمع و تقدمه وازدهاره عبر التربية المشتركة بينهم، وعليه ينظر لمفهوم التربية على انها العامل الاساسي المساعد للفرد والجماعة والثقافة لما لها من اجزاء متكاملة ومترابطة بالمجتمع، فالفرد عضو فاعل في المجتمع والمجتمع مكون من مجموعة افراد يعملون في ظل ثقافة واحدة وتربية وبيئة مشتركة بينهم ترشدهم الى الافضل بالحياة وتساعدهم على تحقيق الانسجامهم مع مجتمعهم و بيئتهم وتطور بلدهم.
(((ملخص المساق :همشري، عمر. مدخل إلى التربية. الجامعة الأردنية، ط2، 2007 ، عمان: دار صفاء للنشروالتوزيع. ،،، التلخيص ليس بديل علن الكتاب بل مساعد اضافي للفصل الصيفي 2017)))
لك لتحية اخي
ردحذفالسلام عليكم، أي شخص يقرأ هذا ويهتم بالحصول على قرض وكان من الصعب جدًا الحصول على القرض، يرجى الاتصال بشركة Sunshine Finance Firm واتباع جميع التعليمات المقدمة لك وسوف تحصل على قرضك منهم، أنا أتحدث من واقع الخبرة لأنني حصلت على قرضي منهم، إذا كنت مهتمًا، فيرجى الاتصال بهم عبر البريد الإلكتروني: (contact@sunshinefinser.com) أو WhatsApp +919233561861
ردحذفأطيب التحيات،
فاطمة.