الخميس، 8 يونيو 2017

ملخص مدخل الى علم التربية للفصول 7- 10 / التربية و التنمية والاسس البئية والتعليمية للتربية د. لؤي زعول

الفصول 7- 10             مدخل الى علم  التربية                جامعة الخليل
            د. لؤي زعول/  دكتوراه بعلم النفس الاجتماعي والعملي.    
                 
                                        التربية والتنمية
مفهوم التنمية:
لقد أدى التقدم في مجالي العلوم والتكنولوجيا الذي يسود العالم في يومنا الحاضر الى اتساع الهوة بين الدول المتقدمة والدول النامية (دول العالم الثالث)، وقد كان لهذا تأثيره الكبير على وعي المجتمعات على اختلافها بأهمية التنمية وضرورة اللحاق بركب الدول المتقدمة، ومن ثم تنبهها الى أهمية وضع خطط التنمية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى أداة للوصول الى تقدم المجتمع وازدهاره وتقدمه. حيث ان اقتصار التنمية على قطاع دون القطاعات الأخرى لن يؤدي بالمجتمع الى التقدم والازهار المنشودين، لذا بدأت كثير من الدول تنادي بمفهوم التنمية الشاملة والمتكاملة من جميع النواحي والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والتربية والتكنولوجية.

وهناك تعريفات متعددة للتنمية منها:
·        انها عملية تهدف الى تحقيق زيادة سريعة وتراكمية خلال فترة من الزمن، وتتطلب حشد الموارد المادية والبشرية لينتفل المجتمع من حالة الركود والتخلف الى النمو والتقدم.
·        انها عملية اجتماعية مخططة ومنظمة وهادفة الى احداث تحسينات جوهرية في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية، بغرض تحقيق التقدم للمجتمع.
·        هي مجموعة العمليات الرشيدة الشاملة المتكاملة التي يقوم بها مجتمع من المجتمعات لتحسين نوعية الحياة ومستوى الثقافة فيه، للوصول الى التقدم خاصة في القطاعات الفقيرة".
·        هي جملة مخططة ومنظمة من الجهود والأنشطة التي تستهدف احداث تغييرات جذرية في البنى الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافة والصحية، والتربوية، بحيث تؤدي الى النهوض والارتقاء في نوعية حياة المجتمع وتحقيق السعادة والتقدم لأبنائه في الحاضر والمستقبل"

ومن خلال التعريفات السابقة نستطيع أن نحدد بعض السمات الرئيسة للتنمية:
1-  أن التنمية تقوم أساسا على رغبة قوية في تجاوز الصعاب والعقبات، وتستند الى احساس أفراد المجتمع بالحاجة الى التقدم والتخلص من مظاهر التخلف ومشكلاته.
2-  أن التنمية ذاتية داخلية، تنبع من داخل المجتمع نفسه، وتقوم على أكتاف أبنائه.
3-  أن التنمية في أساسها عملية اجتماعية قوامها الانسان والمجتمع، وغايتها تحقيق التقدم والنماء للمجتمع، ولا تتم التنمية بالصدفة بل تحتاج الى جهود ونشاطات.
4-   أن التنمية تهدف الى استثمار جميع الموارد البشرية والمادية، استثمارا رشيدا يعود بالنفع علي الإنسان والمجتمع.
5-  أن التنمية عملية شمولية تسعى الى تغيير حياة المجتمع بأكمله نحو الأفضل ونحو التقدم.
6-  أن التنمية عملية ديناميكية تكاملية وفالتغيير في جانب يتطلب تغييرا في الجانب الآخر.
7-  أن التنمية تختلف من مجتمع الى آخر، وذلك بحسب امكانات المجتمعات وظروفها.

دور التربية في العملية التنموية:
تؤكد الدراسات والبحوث المنشورة على أن هناك ثمة علاقة ارتباطية ايجابية بين التربية والنماء والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والصحي والتعليمي والأخلاقي، وتتضح هذه العلاقة بالإجابة عن السؤال الكبير "ما عائد العملية التربية؟ "وهي اعداد الانسان القادر وتأهيله  وتدريبه على الاسهام والمشاركة الايجابية في تحمل مسؤولياته في تنمية نفسه والمجتمع الذي هو جزء منه.

يبرز دور التربية في تحقيق التنمية على الفرد والمجتمع من خلال ما يلي:
أولا . دور التربية في تحقيق التنمية على مستوى الفرد:
1-  اعداد الانسان المواطن المنتمي لوطنه، القادر على حماية شخصية مجتمعه وتطويرها، والاسهام في بنائها على نحو ايجابي، المندمج اندماجا كاملا مع مجتمعه، مؤثرا مصلحة المجتمع والوطن على مصلحته الذاتية.
2-  تأهيل القوى البشرية، واعدادها للعمل في القطاعات المختلفة وعلى جميع المستويات عبر:
أ‌-     التزود بالمعارف والمهارات والقيم اللازمة للعمل المقصود.
ب‌- التهيؤ للتعايش مع  العصر التكنولوجي والمعلوماتي الحاضر ومتطلباته.
ت‌- التوازن في تأهيل القوى العاملة حسب الاحتياجات التنموية المتغيرة.
3-  ايجاد قاعدة اجتماعية عريضة متعلمة لازمة لمقابلة حاجات التنمية.
4-  المساهمة في البناء الفكري والعقلي  للإنسان.
5-  المساهمة في تنمية القيم الايجابية لدي الافراد بما يتناسب والطموحات التنموية بالمجتمع.
6-  زيادة مرونة سلوك الافراد فتجعلهم أقدر على التكيف مع مطالب الحياة والعمل.

ثانيا . دور التربية في تحقيق التنمية على مستوى المجتمع:
من المعلوم أن المؤسسة التربوية هي مؤسسة اجتماعية لها المكانة الأبرز عن غيرها من مؤسسات المجتمع. لما تقوم به من وظائف مهمة في بنائه ونموه وازدهاره وتقدمه.
يتمثل دور التربية في التنمية على مستوى المجتمع بما يلي:
1-  تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية لجميع الافراد دون استثناء.  
2-  اعداد القادة اللازمين للتنمية وادارتها في المجتمع.
3-  استثارة جهود أبناء المجتمع وتحقيق مشاركتهم الكاملة.
4-   تصنيف أفراد المجتمع وفقا لقدراتهم واستعداداتهم، وضع الرجل المناسب في المكان المناسب 
5-  تكوين مجتمع يقوم على الجدارة والاستحقاق. التنافس الايجابي بين أفراد المجتمع.
6-   اعداد القوى البشرية العاملة والماهرة اللازمة لمقابلة متطلبات التطور التكنولوجي.
7-  الارتقاء بمستوى أداء الأفراد في العمل وانتاجيتهم فيه، اذ ان هناك علاقة ارتباطية كبيرة بين ما يتعلمه الفرد, وبين مستوى أدائه في العمل.
8-  ازالة الفقر أو التخفيف من مساوئه .
9-   زيادة فرص العمل لأفراد المجتمع، وتحسين توزيع الدخل بينهم.

اقتصاديات التربية:
ترجع الأصول الاقتصادية للتربية الى العلاقة بين التعليم والعمل التي تجلت أخيرا تحت موضوع "اقتصاديات التعليم"، الذي أصبح جزءا مهما من الدراسات الاقتصادية والتربوية في الوقت الحاضر، وأيضا الى ان كثيرا من الاصلاحات التربوية الحديثة تدور حول استخدام المفاهيم الاقتصادية وتطبيقها على العمليات والممارسات التربية.
هذا وقد سارت معظم الدراسات في حقل اقتصاديات التعليم على نهج الاقتصادي شولتز الذي أكد على أهمية التعليم كاستثمار للمستقبل. فقد تحدث "آدم سميت" عن أهمية التربية في كتابه" ثروة الأمم "واعتبر المهارات المكتسبة والمفيدة للأعضاء من بين عناصر راس المال الثابت". وتغدو المعلومات التي أفضت اليها الدراسات المنشورة مهمة في هذا المجال، اذ أشارت الى ان للتربية بعدين من حيث علاقتها بالاقتصاد وهما:

أ- بعد استهلاكي، ويتضمن تزويد الأفراد بالوسائل التي تمكنهم من تحقيق حياة أفضل، والاستمتاع بالتعليم كغاية في حد ذاتها.
ب- بعد استثماري، ويتضمن اعتبار التربية وتوظيفها مثمرا لرؤوس الأموال يعود بمردود يزيد كثيرا عن مردود الأموال التي توظف في أي مشروع زراعي وأصناعي وتجار.

متطلبات التنمية الاقتصادية:
1-  توافر الكوادر والطاقات البشرية المؤهلة والمدربة والتي تعد الأداة الأساس للتنمية.
2-  توافر الموارد الطبيعة التي تعمل على تقوية الاقتصاد  الوطني.
3-  استثمار الموارد البشرية والمادية الى أقصى حد ممكن.
4-  التخطيط للتنمية بما فيها التنمية الاقتصادية.
5- متطلبات تربوية:
أ) التوسع في التعليم بجميع مراحله.
ب) خفض نسبة الأمية.
ج) تشجيع الاتجاه نحو التعليم المهني والتقني.
د) تطوير المنهج الدراسية بما يتناسب مع التقدم العلمي والتطورات التكنولوجية.
ه) تشجيع الأفراد على التعليم الذاتي، والتعليم المستمر.
يتبين لنا مما سبق الارتباط الوثيق بين التعليم والاقتصادية اذ لم يعد ينظر الى العملية التعليمية على أنها نوع من الخدمة تقدم للناس في عزلة عن العملية الاقتصادية، وانما أصبح ينظر اليها على انها استثمار بصورة اساسية، والنشاط الاقتصادي وجهان لشيء واحد يستهدف حياة الفرد والجماعة.

التربية والتغير:
من يتفحص الحياة ونواميسها ومظاهرها المختلفة، يجد أن قوامها يستند الى التغير، لا الثبات. ويأخذ التغير عادة أشكالا مختلفة منها الحركة، والتطور، والنمو، والتقدم، والتمدد والانكماش، والتجديد، والولادة والموت، وغير ذلك من صور التغير. (مثال: النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية... الخ) من حيث بيئتها ووظائفها بدون اصدار أي أحكام قيمية على هذه التحولات.
وتستخدم التربية الطرق التالية في مواجهة التغير:
1) تحويل العمليات التربوية التقليدية بالتلقين، الى عمليات تركز على آليات التفكير.
2) تقديم نموذج ثقافي فعال للتلاميذ يمكنهم من الاستجابة الى التغيرات، ومواجهة المشكلات.
3) الاسهام في تلبية متطلبات التقدم الاجتماعي المعاصر.
4) تنمية القدرة لدى الأفراد على التكيف مع الظروف والعوامل المتغيرة داخل المجتمع .
5) وضع التغير موضع الدراسة والنقاش وبحثه داخل الغرفة الصفية مما يساعد التلاميذ على التعرف على طبيعة ومشكلاته ومتطلباته، وبالتالي قدرتهم على التكيف معه.

أنواع التغير وأشكاله:
1-  التغير المفاجئ (الطفرة أو الثورة): يحدث هذا النوع من التغير على نحو فجائي وبدون أي مقدمات، وقد يطلق على هذا النوع من التغير طفرة اذا كان  تغيرا اجتماعيا، أو انقلابا اذا تم باستخدام القوة أو بالاستيلاء على السلطة.
2- التغير التدريجي (التطور): يتعايش التغير التدريجي المستمر مع طبيعة الحياة والأشياء، وغالبا ما يكون تغيرا نحو الأفضل والأحسن. ويقسم التغير التدريجي الى نوعين:
·        التغير البطيء: ويتم هذا النوع من التغير بطريقة متدرجة بطيئة جدا لدرجة أنه يصعب على الانسان ادراكه أو ملاحظته بسهولة، ويحتاج  الى فترة زمنية طويلة لظهوره وحدوثه.
·        التغير المرحلي: ينطوي هذا النوع من التغير على نمو جديد للشيء المتطور في كل مرحلة عنه في مرحلة السابقة، وهو بهذا يحافظ على جعل جوهر الشيء المتطور في حالة انمائية صاعدة، ويكون التغير أو التطور في كل مرحلة سببا لمرحلة التغير أو التطور اللاحقة.

أما بالنسبة لأشكال التغير، فتظهر في ثلاثة صور أساسية وهي: 
1-  التغير الخطي: وهو التغير الذي يسير على وتيرة واحدة وعلى نحو متلاحق، ويظهر على شكل خط مستقيم، ويؤدي باستمرار الى تطوير وتحسين على الوضع السابق.
2-  التغير المتذبذب: وهو التغير الذي لا يكون له اتجاه محدد، ولا قانون ينتظمه،  ويتذبذب صعودا وهبوطا، مثل ازدهار المدن وانكماشها، وانتشار الموضة واختفائها وعودتها للظهور مرة أخرى على نحو أقوى مما كانت عليه أو أضعف... الخ.
3-  التغير الدائري: وهو التغير الذي يظهر على شكل دائرة تقفل حلقة التغير بانتهائه عند النقطة التي بدأ منها.
عوامل التغير:
1-  العوامل التطويرية التطبيقية: وهي تطور قطاعات الحياة من دون اسباب حتمية، ويتماشى التطور مع الحياة التي نعيشها مثل تطور الانسان جسمياَ، وعليه فان التربيه التي تعتبر نظام فرعي من النظام الاجتماعي يمكن ان تتطور تطورا طبيعياَ كونها نظاماَ مفتوحا من الانظمة المكونة للمجمع.
2-  العوامل السيكولوجية: نتيجة لتطور الفرد وحاجته المستمرة لإشباع حاجاته وزيادة قدرته على التأقلم مع البيئة المحيطة التي تتغير بشكل دائم وتولد اثار سيكولوجية على الفرد وهنا يأتي دور التربية على مساعدة الافراد لتخطي والتغلب على هذة الاثار.
3-  العوامل التكنولوجية: ادى التطور الصناعي والتكنولوجي ووسائل الاتصال الى حدوث تغيرات مهمة في طبيعة المجتمع وبنيته ومن ملامح هذا التغير:
أ‌-     التغير المفاهيم: ويظهر هذا التغير في الأوجه التالية:
-         تطور علاقة التربية مع علوم أخرى مثل علم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات.
-         ظهور مفاهيم تربوية جديدة ذات علاقة بالعوامل التكنولوجية مثل "نظم المعلومات التربوية وتحليلها وتصميمها" و" التعلم بوساطة الحاسوب والتعليم عن بعد او الذاتي.
-         زيادة الاعتماد على التدريب العملي جنبا الى جنب في العملية التعليمية.
ب‌- التغير في الاهداف التربوية: ظهور أهداف جديدة ذات علاقة بالعوامل التكنولوجية.
ت‌- التغير في مجال المعلم: يظهور هذا التغير في الأوجه التالية:
- ظهور صنف جديد من المعلمين يتمثل بالمعلم الالكتروني أو المعلم الحاسوبي.
- لم يعد هو المصدر الوحيد للمعلومات، وبدأ يفقد جزءا مهما من دوره في هذا المجال مقابل مصادر المعلومات الاخرى، مثل قواعد البيانات وبنوك المعلومات وشبكات المعلومات.
- لم يعد دور المعلم هو دور الملقن للمعلومات، وانما أصبح مرشدا وموجها لنوعية المعلومات اللازمة للمتعلم ومصادرها المحتملة.
د- التغير في مجال الطالب: ويظهر هذا التغير في الأوجه التالية:
-         ظهور دور ايجابي للطالب في العملية التعليمية
-         قلة اعتماد الطالب على الكتب الدراسية واعتماده على مصادر المعلومات الالكترونية
-         زيادة استقلالية الطالب من حيث اختيار الموضوعات التي يرغب بدراستها.

ه- التغير في مباني المدرسة: ويظهر هذا التغير في الأوجه التالية:
-         زيادة الميل نحو النواحي العملية الوظيفة في تصميم مباني المدارس.
-         زيادة الاهتمام بالتهوية والتبريد نتيجة للحرارة الناتجة عن عمل الحواسيب.
-         زيادة الاهتمام بالتبريد والتدفئة.
-         استبدال الارضيات الثابتة بالارضيات المتحركة مثل تمديدات الكهرباء بالمدارس.
-         الحاجة الى اثاث متخصص يتناسب مع الحواسيب وملحقاتها.
و- التغير بالمناهج: يتمثل هذا في ظهور مقررات دراسية جديدة.
ز- التغير في طرق التدريس:
-         استخدام الحاسوب في التعليم.
-         تخزين المحاضرات في ذاكرة الحاسوب.
-         تشجيع التعلم الذاتي.
ح- التغير بالاختبارات:
-         اعداد الاختبارات بواسطة الحاسوب.
-         التصليح الالكتروني.
-         تأسيس بنك الاختبارات الحاسوبية.
4- العوامل المجتمعية:
1-  عامل القائد الملهم بالافكار.
2-  عوامل الصراع الاجتماعي.
5-  عامل الفجوة الثقافية: يتمثل دور التربية في هذا المجال في ان تشرح للتلاميذ اسباب التغير الثقافي وجوانبه  وتأثيراته لمساعدتهم على فهمه والتعامل معه على نحو ايجابي.
6-  التقدم العلمي: ادى تغلغل العلم في جميع مناحي الحياة الى تغير كثير من العادات السلوكية وطرق اشباع الناس لحاجاتهم.
7-  الثورات: تعد الثورات من العوامل المهمة التي تؤدي الى التغير الشامل والسريع.
8-  الحروب: تعد الحروب من العوامل التي تفضي الى التغير الشامل والسريع.
نظريات التغير:
1-  النظرية العبقرية: تعد من  اقدم نظريات التغير ويرى اصحابها ان التغير يحصل نتيجة لظهور القادة الذين يحملون افكار مميزة حول الواقع و المستقبل.
2-  النظرية الحتمية: يرى اصحاب النظرية ان التغير يحدث بصورة حتمية او جبرية، نتيجة عوامل محددة واتقسم الى تطورية و الاقتصادية.
3- النظرية التغيير الدائري: تفترض هذه النظرية ان التغير من طبيعة المجتمعات لى اختلافها، وانه يسير في مراحل متتالية من طفولة الى نضج الى شيخوخة ثم تعاد من جديد.
4-  النظرية الثقافية: تقوم هذه النظرية على افتراض الصراع بين الثقافات.
5-  النظرية الديمغرافية: تقوم على اساس الربط بين التغيرات الديمغرافية والتغير الاجتماعي. وتظهر في هجرة الريف الى الحضر او التغيرات في الطبقات الاجتماعية (الاقتصاد).
6-  نظرية التخلف الاقتصادي والاجتماعي: يرى اصحاب هذه النظرية ان التخلف في الناحية الاقتصادية او الناحية الاجتماعية او كليهما معا سيؤدي بالضرورة الى تغيرات جوهرية واضحة بالمجتمع. فالفقر في مجتمع ما سينعكس على الوضع الاجتماعي.
مظاهر التغير:
1-  التقدم العملي والتكنولوجي الذي يؤدي الى تقدم المجتمع وتطوره وازدهاره وتمايزه عن غيره من المجتمعات.
2-  الهجرة من الريف الى المدن، وبخاصة في المجتمعات الصناعية، والذي يؤدي الي تضخم المدن ونشوء تجمعات سكنية في غير المواقع التقليدية، وبخاصة المدن أو القرى الصناعية التي تنشأ في مواقع الثروات النفطية، أو مناجم المعادن، وغيرها.
3-  ظهور مفاهيم جديدة وتطبيقها في المجتمع. وقد تظهر هذه المفاهيم نتيجة للتطورات العملية أو التكنولوجي، وبخاصة في مجال الحواسيب والاتصالات السلكية واللاسلكية التي أتاحت للأفراد فرصة الاتصال السريع والسهل بالآخرين والاطلاع على ثقافتهم، وتبادل الآراء والافكار معهم، وبذلك يعد الانتشار الثقافي أو الغزو الثقافي،  احد العوامل المهمة في ظهور مفاهيم وافكار جديدة في المجتمع.
4-   التغير في نظام الاسرة اذ ادى كبر المجتمع او تساعه وتمدده الى تغير واضح في مفهوم الاسرة التقليدية، وفي حجمها وعلاقات أفرادها ومفاهيمها وعاداتهم وتقاليدها.
5-  التغير في أساليب العمل والانتاج.
6-  التغير في القوى الاجتماعية، ففي الماضي ظهرت قوة الطبقة العاملة في مجال الصناعة من خلال نقابات العمال أو النقابات المهنية المختلفة، أما اليوم فقد برزت قوة الفئة المتخصصة في مجال التكنولوجيا وبخاصة الحواسيب.

الفصل الثامن                 
الاسس التعليمية للتربية

لطالما كان هناك تداخلا واشتراكا وترابطا بيت مصطلحي التعلم والتعليم، والانسان هو اقدر المخلوقات على التعلم، واكثرها حاجه له، ولذلك لما للتعليم من اهميه في حياته واستمراريه، كما انه يدخل ضمن عملية التعلم معرفة موضوع التعلم, ومحتواه، ومناسبته للإنسان المتعلم، وانواع التعلم، وقوانينه، وغير ذلك من موضوعات التي تقدم تفسيرا لماهية التعلم.
ويعرف التعليم انه "تغيير شبه دائم في اداء المتعلم نتيجة ظروف الخبرة والممارسة والتدريب "فالفرد سيضطر الى تغيير سلوكه تغييرا طفيفا او كبيرا حتى يستطيع التكييف مع بيئته، ويكون هذا التكييف من اجل هدف معيين, فقد يكون من اجل اكتساب معرفة من اجل حل المشكلات.
ولا بد من الاشارة هنا الى انه مهما كان التعليم  على درجه عالية من الكفاية، فان ذلك لا يؤدي بالضرورة الى التعلم، ويرجع ذلك الى اسباب متعددة من اهمها: (عوامل احداث التعلم)
* درجة اهتمام الطلبة بالتعلم والرغبة فيه.
* طبيعة دافعيتهم واستعداداتهم.
* مدى تركيزهم وانتباههم للمعرفة المنقولة له.
كما ان عملية التعلم لا يعني بالضرورة ان شروط التحكم التعليمية قد احدثت اثرها فعلا، فقد يحصل التعليم من خلال النشاط الذاتي للمتعلم.

والتعليم الجيد هو ذلك النوع من التعليم الذي يضمن انتقال اثر التعلم والتدريب وتطبيق المبادئ التي يحصل عليها الفرد على مختلف جوانب حياته، وعناصر التعليم الناجح هي:
-       المعلم- المتعلم- المحتوى- طرق التدريس- التقويم- البيئة.  
ويعتمد التعليم الناجح على حقيقتان:
الحقيقة الاولى: ان التطوير عمل مهني يحتاج الى لتظافر جهود فئات مختلفة مهمة بالتعلم.
الحقيقة الثانية: ان التطوير يجب ان يوجهه اهتمامه الى قلب الجسم التعليمي وهو المدارس.
انواع التعليم:
1 التعليم الاكاديمي 
2 التعليم المهني الفني
3 التعليم الحرفي اليدوي
4 التعليم الشامل

انواع التعلم: يمكن تصنيف انواع التعلم على اساسيين هما شروط التعلم وظروفه ومجالاته.
اولا: انواع التعليم بحسب شروط التعلم والظروف التي يتم فيها ويقسم الى:
1)    تعلم مقصود.   2) تعلم عرضي مصاحب.
ثانيا: انواع التعلم من حيث المجالات التي يستهدفها التعليم:
1) التعلم العقلي المعرفي: ويتضمن هذا النوع من التعلم ما يلي:
 * التعلم اللفظي      * التعلم الادراكي   * تعلم اسلوب حل المشكلات
2) التعلم الوجداني.
3) التعلم الادائي الحركي.

مراحل التعلم والتعليم:
1-   مرحلة ما قبل المدرسة: مرحلة رياض الاطفال وتهدف الى تعليم الطفل مبادئ القراءة.
2-   مرحلة التعليم الاساسي: وتعد المرحلة الاولى وتشمل التعليم الابتدائي والاعدادي.
3-   مرحلة تعليم الثانوي: وتعد هذه المرحلة امتدادا للمرحلة الالزامية، وتمهيدا للمرحلة التي تليها.
4- مرحلة التعليم العالي: وتقسم الى مستويين (معاهد و جامعات).

المتعلم:
اختلفت النظرة الى طبيعة المتعلم ودوره في العملية التربوية عبر العصور، فقد اهتمت التربية  اليونانية مثلا بتهذيب روح الانسان, بينما اكدت التربية الأسبارطية القديمة على اهمية العناية بالجسد وتنميته. بينما اهتمت التربية المسيحية بتنمية روح الانسان على حساب جسده، اما التربية الاسلامية اهتمت بتنمية شخصية المتعلم بجميع جوانبها الجسدية والعقلية والروحية والانفعالية وبهذا تميزت التربية الاسلامية عن غيرها في نظرتها الى المتعلم وضرورة الاهتمام به.
وقد دعا روسو وهو من اهم رواد حركة الاهتمام بالتعلم, ودعا بالضرورة اعطاء المتعلم حرية بالتعليم. اما جون ديوي فقد نادى بعدم ترك الطفل لأهوائه ومزاجه من غير ضابط.

وقد بينت الدراسات المنشورة في التربية وعلم النفس مجموعة من المبادئ، اهمها:
* ان من اهم العوامل التي تؤثر في  تشكل شخصية المتعلم هي العوامل الوراثية والبيئية.
* ان دوافع المتعلم واستعداداته وحاجاته واتجاهاته تؤثر على عملية التعلم على نحو واضح.
* ان هناك فروقا فردية بين المتعلمين في قدراتهم وميولهم وحاجاتهم ودوافعهم.
* ان للمتعلم دورا فاعلا في عملية التعلم.
* ان لكل مرحله من مراحل نمو المتعلم خصائصها ومطالبها.
  حيث ذهب التربويين في تفسيرهم الى ثلاث مذاهب وهي:
* الانسان بطبيعته ميال الى الشر.
* الانسان بطبيعته ميال الى الخير.
* الانسان لا يميل بطبيعته الى الشر ولا الى الخير.

المعلم وصفاته:
  وتقوم مهنة المعلم على جهد علمي مدروس يهدف الى تهذيب الاجسام والعقول والنفوس, وتطوير والقدرات واكساب الناشئة اتجاهات وايجابيات تساعدهم على التكييف مع مجتمعهم، وقد اختلفت النظرة الى طبيعة دور المعلم في عملية التربية عما كانت عليه في الماضي. ففي الماضي كانت العملية التربوية بسيطة، واقتصر دور المعلم فيها على نقل المعلومات للتلاميذ عن طريق تلقينها لهم. ومع ظهور التكنولوجيا الحديثة، تعددت ادوار المعلم لان يكون مخططا للعملية التعليمية ومنظما ومنسقا لها.
وتبرز اهمية المعلم ايضا من كونه احد المدخلات الرئيسية للنظام التربوي الحديث, والسؤالان اللذان يطرحان نفسيهما في هذا المقام: ما صفات المعلم الجيد؟ ما المهارات والمعارف التي يجب ان يمتلكها حتى يستطيع القيام بوظائفه بفعالية, وتحقيق الاهداف التربوية الموضوعة.

الصفات الواجب توافرها في المعلم العصري:
اولا: صفات شخصية:
- الشخصية المتميزة
- سعة الافق والتفكير
- حب الاستطلاع والبحث
- الابتكار والتجديد
- الرغبة المستمرة في العلم والتعلم
- العدل والانصاف
- حب التلاميذ والرغبة الصادقة في خدمتهم وتعليمهم
- التمتع بالصحة الجسمية والنفسية
ثانيا: صفات معرفيه: معرفة ميدان تخصصاته والموضوعات وعلاقته بالموضوعات الاخرى.
ثالثا: صفات فكريه او عقلية: تتعلق الصفات الفكرية او العقلية بتملك المعلم لمهارات تفكير الناقد البناء، والتحليل المنطقي، ومعرفة علاقة الجزئيات بالكليات، ومهارات التفكير الابتكاري والابداعي.

رابعا: صفات متعلقة بموضوع الدرس:
1) القدرة على ايصال الافكار والمعلومات الى التلاميذ بوضوح.
2) القدرة على الملائمة بين نقل الافكار الواجب اعطاؤها للتلاميذ.
3) ترتيب موضوعات الدراسة وتنظيمها بطريقه منطقيه سهله.
4) اختيار المواد وتدريسها بطريقه تدريجيه من السهل الى الصعب.
5) الرغبة في متابعة كل جديد في الموضوع.
خامسا: صفات اجتماعية:
1) القدرة على التواصل الاجتماعي الناجح.
2) التعاون مع الزملاء من المدرسين.
3) الاهتمام بمشاعر التلاميذ والتفاعل معهم.
4) ان يكون المعلم نموذج للقدوة الحسنه لتلاميذه.
سادسا: صفات تقنية: وتتمثل هذه الصفات في قدرة المعلم على التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والتعليم المختلفة وخاصة الحواسيب وشبكة الانترنت.

الطرق التعليمية:
تعد الطرق التعليمية احد الاركان الاساسية لنجاح عملية التعلم والتعليم، واساسا لتحقيق الاهداف التربوية، وعنصرا مهما من عناصر المنهج. فطريقة التدريس: هي تنظيم لخطوات عملية التعلم للوصول الى اهداف الدرس بأفضل الطرق الممكنة عمليا. وعندما تكون طريقة التدريس مبنية على اسس علمية، فإنها تساعد المعلم على توفير وقت المعلم، كما ان طريقة التدريس الجيدة تساعد المدرس على التحكم في الظروف المحيطة لكي تصبح الدراسة وواضحة بالنسبة للمتعلم.

والسؤال الذي يطرح نفسة: هل هناك طريقة مثلى للتدريس يمكن تطبيقها في جميع المواقف؟
فالإجابة على هذا السؤال هو: لا، اذ ان نوعية اهداف المنهج ومحتواه، ونوعية التلاميذ، والوسائل التعليمية المتاحة، ونوعية المدرس وطريقة اعداده الاكاديمي والمهني، وكذلك البيئة المحيطة، جميعها عوامل تؤثر في اختيار الطريقة المناسبة، وباختصار، فان الموقف التعليمي هو من يحدد  نوع الطريقة المثلى الخاصة في عملية التعلم المصاحب لها مجموع العوامل البيئية بالمجتمع.

ومهما تعددت طرق التدريس وتنوعت فأنها تجسد اتجاهين رئيسيين وهما:
* اتجاه سلبي: يفرض فيه على المتعلم منهج محدد.
* اتجاه ايجابي: ويقسم الى اتجاهيين فرعيين وهما: - اتجاه التعليم الذاتي - اتجاه تعاوني.

مواصفات طريقة التدريس الجيدة:
1-  مناسبتها للمرحلة التعليمية.
2-  مناسبتها لموضوع الدرس.
3-  مناسبتها لأغراض التعليم واهدافه.
4-  مناسبتها لعدد الطلاب في الصف.
5-  مناسبتها لظروف الطلاب.
6-  مناسبتها لإمكانات المدرسة.
7-  مدى مرونتها.
8-  مراعاتها للفروق الفردية بين الطلاب.
نماذج من الطرق التدريسية:
-         طريقة القصة:
تعد طريقة القصة من اكثر طرق التعليم مناسبة للأطفال، وبحسب هذه الطريقة يقوم المعلم باختيار قصة ذات هدف تربوي، ويقوم بإلقائها على الاطفال، ومن مميزاتها:
* فيها عنصر التشويق والاثارة.
* تزيد من اهتمامه وانتباهه.
* تنمي روح الخيال لديه.
* تدخل البهجة والسرور الى نفسه.
* ربط الطفل بواقعه اليومي.
-  طريقة المحاضرة:
تعد طريقة المحاضرة من اقدم طرق التدريس واكثرها شيوعا، وترتكز هذه الطريقة بصفتها التقليدية المعروفة على السلطة المعرفية للمعلم الذي يقوم بإعداد محاضرته، وقد ادخلت لهذه الطريقة تحسينات بحيث لم تعد تقليدية، حيث يستخدم المعلم اسلوب الحوار والنقاش.
ولكي تحقق المحاضرة اهدافها، لابد من مراعاة المعلم  لما يلي:
- توفير مناخ مريح للمحاضرة.
- مناسبة حجم المعلومات مع حجم الوقت المخصص للمحاضرة.
- استخدام الوسائل التعليمية التربوية المناسبة.
- ترتيب محتوى المادة وعرضه بطريقة منطقية وسهلة.
- تشجيع الطلبة على المناقشة وطرح الاسئلة.
- الحصول على التغذية الراجعة من التلاميذ.
- طريقة منتسوري: ان عملية التعلم عند ماريا منتسوري ترتكز على ثلاث محاور، وهي:
* التدريب على القيام بالمهارات الحركية.
* التدريب على القيام ببعض التمرينات التعليمية مثل القراءة والكتابة.
* التدريب على استخدام الحواس استخداما فعالا.
وتنطلق طريقتها في التعلم، من ان الاطفال مفطورون على حب الاستطلاع، الامر الذي يدفعهم الى العمل واللعب والاشياء المتوافرة في البيئة، ورات ان نجاح الطفل في قيامه بعمل ما يكون مصدرا لتعزيزه، ويشكل هذا التعزيز نفسه دافعا للاستطلاع والعمل لديه.
- طريقة المشروع ( حل المشكلات): يعد وليم كلباتريك صاحب هذه الطريقة، وقد بنى طريقته على افكار ديوي المتعلقة بالخبرة والنشاط كأساسين مهمين لعملية التعلم والتعليم، وبهذه الطريقة يتعلم التلاميذ من خلال نشاطهمم الذاتي ومرورهم بالخبرات بأنفسهم تحت اشراف معلميهم، ويكون نشاطهم مرتكزا على تفاعلهم مع بيئتهم المادية والاجتماعية. ومن خطوات طريقة حل المشكلات:
- الشعور بوجود مشكلة، وتوفر الرغبة لحلها.
- وضع خطة (التخطيط).
- تنفيذ الخطة ضمن عمل جماعي تفاعلي.
- الوصول لحل للمشكلة المقصودة (الحكم على المشروع).
ومن مميزات هذه الطريقة:
* تتيح للمتعلم فرصة استعمال معلوماته وخبراته.
* وسيلة مهمة لأثارة الفضول.
* تنمي روح التحدي عند المتعلم.
* تنمي الثقة بالنفس.
* تنمي القدرة على المناقشة والتفكير النقدي.
* تتيح للتلاميذ اكتساب سوى الحد الادنى من الخبرات الاكاديمية.
طريقة التعيينات: تقوم المدرسة هنا بتقسيم المنهج الى عدد من التعيينات، وكل طالب يأخذ الجزء الملائم لقدراته، وبعد الانتهاء التلاميذ من التعيينات يقدمونها الى المدرس لتقييمها.
وتقوم عملية تقويم الطلبة في هذه الطريقة باستخدام ثلاث بطاقات, وهي:
البطاقة الاولى: تبين مدى تقدم الطالب في كل مادة من مواد التعيين.
البطاقة الثانية: تبيين ما قطعه الطالب في كل عمل.
البطاقة الثالثة: تبين ما قطعه جميع طلاب الفرقة الواحدة في كل عمل.
خصائص هذه الطريقة:* لا يخضع التلميذ فيها للنظام التقليدي، * ليس هناك وقت محدد لكل مادة، * مختبر خاص ومدرس خاص.
مميزات هذه الطريقة:
_ التلميذ هو مركز عملية التعليم.             _ مراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ
_ توفير جو ديموقراطي.                      _ تشجيع التعاون بين التلاميذ.
_ منح التلاميذ الثقة بالنفس.                 _ التخلص من سلطة المعلم.

المناج التعليمية:
تكون التربية النظامية دائما محكومة بمنهج يحدد المسار العام الذي تسلكه عملية التعليم باتجاه تقيق اهدافها. والمنهج مصطلح من اصل لاتيني ويعني " الطريقة التي ينهجها الفرد حتى يصل الى هدف معين"، ويعني المنهج المدرسي في مفهومه القديم: مجموعة المعلومات والحقائق والمفاهيم والافكار التي يدرسها التلاميذ في صورة مواد مدرسية. وقد ظهر في القرن العشرين المفهوم الحديث للمنهج الذي نظر الى المقرر على انه وسيلة من وسائل التعلم لا غاية.
الانتقادات التي وجهت الى المنهج القديم او الضيق:
- اهماله لجوانب نمو الفرد.
- اهماله توجيه السلوك.
- عدم اكسابه للتلاميذ المهارات اللازمة الضرورية.
- فصلة بين النظرية والتطبيق.
- اهتمامه بالتلقين ونقل المعلومات بالحفظ.
- اهماله الفروق الفردية.
- المعلم والمقرر هما المصدرين الوحيدين للمعلومات.
وقد ظهرت  تعريفات متعددة عكست هذا المفهوم الحديث للمنهج، ومنها:
1) "مجموعة من الخبرات والانشطة التي تقدمها المدرسة تحت اشرافها للتلاميذ بقصد احتكاكهم وتفاعلهم معها، لإحداث التعلم او تعديل السلوك لتحقيق النمو الشامل المتكامل، الذي هو الاساس للتربية".
2) "جميع انواع النشاط التي يقوم التلاميذ بها، او جميع الخبرات التي يمرون فيها تحت اشراف المدرسة وبتوجيه منها أكان ذلك داخل المدرسة ام خارجها".
 ومن مميزات المنهج الحديث مي يلي:
- اهتمامه بنمو الفرد من جميع النواحي العقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية.
- اهتمامه بتدريب التلاميذ على انواع سلوم مرغوبة.
- اهتمامه بتدريب التلاميذ على طرق التفكير السليم.
- ربطة بين النظرية والتطبيق العلمي.
- اهتمامه بالفروق الفردية بين التلاميذ.
_ اهتمامه بمشاركة التلاميذ في تخطيط الانشطة
- ربطه المدرسة بالمجتمع
- مرونته
عناصر يجب اخذها بعين الاعتبار عند وصع منهج:
* الطالب.                                      * المعلم.
* المباني المدرسية.                              * اهداف المنهج.
* الانشطة المرافقة.                              * طرق تدريس مناسبة.
* طرق تقييم.                                    
اشكال المناهج:
1-  منهج المواد الدراسية: وهو المنهج الذي يركز على المادة الدراسية ويجعلها محوره الاساس.
2-منهج النشاط: وهو المنهج الذي يركز على نشاط التلميذ الذاتي.
3-المنهج المحوري: وهو تنظيم يجعل من مادة دراسية ما محورا للدراسة.
بنية المنهج وعناصره الاساسية:
اولا: الاهداف التربوية: يعرف بأنه "أي تغيير ايجابي يراد احداثه في سلوك المتعلم، كنتيجة لعملية التعلم" ويعرف ايضا" انه وصف للسلوك المتوقع من المتعلم نتيجة لاحتكاكه بمواقف التعلم" ويعد تحديد الاهداف بدقة ووضوحح امرا في غاية الاهمية لنجاح المناهج التربوية".
وتقسم الاهداف التربوية بحسب شمولية تغطيتها الى ما يلي:
1) اهداف عامة: وهي  اهداف تضمن للعملية التربوية توجيها عاما وشاملا.
2) الاهداف التعليمية او الاجرائية:وهي اهداف مشتقه من الهداف العامة وتتصف بانها محددة.
3) الاهداف السلوكية النهائية: وهي اهداف تصف الاداء المتوقع في نهاية الموقف التعليمي.
 وتقسم من حيث المضمون الى ثلاثة انواع، وهي:
- الاهداف المعرفية الادراكية.
- الاهداف الانفعالية الوجدانية.
- الاهداف المهارية الحركية (النفس حركي).
 ثانيا: المحتوى: ويعرف بانه "نوعيه المعارف التي يقع عليها اختيار، والتي يتم تنظيمها على نحو معين، سواء أكانت هذه  المعارف مفاهيم او افكارا اساسية" ان عملية اختيار المحتوى تتم بدلالة الاهداف المحددة، وتتأثر كثيرا بالعوامل السياسية والاقتصادية والتكنولوجية، وتتطلب فريقاَ متكاملا من المتخصصين في المناهج.

ثالثا: الاساليب والانشطة والخبرات: الاساليب هي الاجراءات التي يتبعها المعلم في تنفيذ  طريقة  من طرق التدريس من اجل تحقيق الاهداف المحددة لمادة تعليمية، مستعينا بوسيلة من الوسائل التعليمية المناسبة، وتختلف اساليب التدريس باختلاف المعلمين وفلسفاتهم، وطرق التدريس التي يعتمدوها وطبيعة المادة التي يعلموها. اما النشاط " الجهد العقلي او البدني الذي يبذله المتعلم من اجل بلوغ هدف ما". وتساعد الانشطة المدرسية على تقويةة العلاقات الاكاديمية والاجتماعية بين التلاميذ من جهة، وبين المعلمين من جهة الخرى، وتنمي لدى التلاميذ روحح التعاون والتنافس الخلاق والولاء للمدرسة، وتكشف عن ميولهم ومواهبهم وقدراتهم وحاجاتهم. وتعرف الخبرة بانها" عملية تفاعل بين الفرد وبين الظروف الخارجية من البيئة، سواء كانت بيئة طبيعية او فكرية او اجتماعية،،، الخ". وتقسم الخبرات الى نوعين هما:
- الخبرة المباشرة: وتقوم على تفاعل التلميذ المباشر مع الشيء المراد تعلمه.
- الخبرة الغير مباشرة: وهي الخبرة الغير واقعية.
رابعا: التقويم: يعد من العناصر الاساسية للمنهج، وهو" العملية التشخيصية العلاجية التي تهدف الى معرفة مدى التقدم الذي احرزه الفرد او الجماعة نحو تحقيق هدف من الاهداف التربوية المحددة، وفي ضوء نتائج التقويم يمكن تحديد الخطوات الضرورية لتحسين العملية التربوية".

وهناك عدة انواع من التقويم، وهي:
- التقويم التشخيصي: ويشير الى الاجراءات التقويمية التي يقوم بها المعلم في بداية العام الدراس، من اجل تحديد استراتيجيات التعليم المناسبة لتلاميذه.
- التقويم التكويني: وهو التقويم الذي يقوم به المعلم بين الفترة والاخرى لمعرفة تقدم طلابه، وهذا النوع من التقويم يساعد على تقديم التغذية الراجعة.
- التقويم الختامي: ويستخدم هذا التقويم لإصدار حكم نهائي على مستوى التحصيل عند الطلاب، ويتمثل في الاختبارات الفصلية والسنوية.
الاسس التي يقوم عليها المناهج:
1-  الاسس التاريخية: يجد المتفحص لتاريخ التربية ان المناهج عبر العصور والازمنة قد اختلف  مضمونها واغراضها باختلاف المجتمعات القائمة، فكل عصر كانت الاهتماماته تختلف عن العصر الاخر. وفي العصور الحديثة اصبحت للتربية منهاج علمي قائم على الملاحظة والبحث، واصبح تركيزه منصبا على تنمية التلاميذ من جميع النواحي، وربطهم بمجتمعهم، على اعتبار ان المدرسة جزء من المجتمع، وتشجيعهم على استخدام الاسلوب العلمي في حل المشكلات، وايضا ربط النظرية بالتطبيق العملي.
2-  الاسس الاجتماعية: ان المناهج التربوية تستمد اساساتها من طبيعة المجتمع وفلسفته، وعند وضع أي منهج يجب ان تسبقه دراسة لواقع المجتمع وطبيعته، كما على المنهج ان يكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بالمجتمع وقيمهه ومعتقداته، وعوامل التغير الثقافي داخل المجتمع وتوعية التلاميذ بحقيقة هذه التغييرات واسبابها، والنتائج المترتبة عليها، وكيفية مواجهتها.
3-  الاسس النفسية: ويقصد بالأسس النفسية للمنهج ضرورة ان يراعي شخصية التلاميذ الذين يعد لهم، وان يهتم بخصائص نموهم المختلفة وحاجاتهم وميولهم وقدراتهم واستعداداتهم وطرق تفكيرهم وانماط سلوكهم، كما لا بد ان يراعي المنهج نتائج البحوث النفسية المتعلقة بالتعلم ونظرياته.
4-  الاسس الفلسفية: حيث ارتكزت المناهج التربوية عبر تاريخها الطويل على ثلاث مراحل:
- الاسس الفلسفية القديمة: والتي ركزت على ان التعليم الذهني هو التربية.
- الاسس الفلسفية التحررية: والتي ركزت على ضرورة الاهتمام بحاجات التلاميذ وميولهم.
- الاسس الفلسفية الحديثة: والتي قامت على مبادئ الحرية والمساواة والديموقراطية.

5-  الاسس المعرفية: والتي قامت على تحديد طبيعة المعرفة ومصادرها وطرق توصيلها وتعليمها واكتسابها، اذ من المعروف ان كل فرع من فروع التربية يشتمل على ناحيتين:
الاولى: تتضمن الحقائق والافكار والنظريات التي توصل اليها العلماء في هذا الفرع.
الثانية: تشمل الاساليب وطرق البحث والدراسة التي استخدمها العلماء في هذا الفرع.

تكنلوجيا التعليم:
ان مصطلح تكنلوجيا التعليم مصطلح حديث ظهر نتيجة للثورة العلمية والتكنلوجية، وهو: "عملية منهجية نظامية لتخطيط وتصميم عمليات التعلم والتعليم في ضوء اهداف محددة لكل مجتمع".

مميزات تكنولوجيا التعليم:
-         حل مشكلات التعليم.
-         مراعاة الفروق الفردية.
-         اشراك اكبر عدد من الحواس في عملية التعلم.
-         اثارة دافعية المتعلم.
-         تبسيط المعلومات.

الفصل التاسع                
الأسس البيئية للتربية

تعتبر التربية عملية مستمرة طوال الحياة عبر العصور والاجيال، ولذلك فهي لا  تتوقف عند سن معينه او جيل محدد، وهي عمليه تكيف المتعلم مع بيئته المحيطة (البيئية الطبيعية والاجتماعية والتكنولوجيا) وعملية التكيف هذه مكتسبة يتعلمها الانسان ويتدرب عليها. وقد لا نكون مبالغين اذا قلنا بان الانسان يتعرض للمؤثرات البيئية حتى قبل مولده، أي وهو في بطن أمة، وذلك لان الشعوب لها تقاليدها في التعامل مع الحمل والولادة، وتستمر هذه المؤثرات في التأثير على الانسان حتى وفاته، وللشعوب ايضا عادات في التعامل مع الموت والدفن.
يمكن القول بان البيئة بأبعادها الطبيعية والاجتماعية والتكنولوجية تعد الوسيط التربوي الواسع، وان التربية بمفهومها الشامل ليست مسؤولية اوساط البيئة جميعها، وان لكل وسط من الاوساط البيئية دور نسبي في التأثير على التربية.

المدرسة: ماهيتها ووظائفها:  
المدرسة مؤسسة اجتماعية اوجدها المجتمع لتحقيق اهدافه وغاياته، وهي مؤسسة تربوية نظامية مسؤولية عن توفير بيئة تربوية تهدف الى تنمية شخصية المتعلم من جميع جوانبها الجسمية والعقلية والنفسية والانفعالية والاجتماعية والاخلاقية على نحو متكامل، ومساعدته على الاندماج مع مجتمعه الكبير والتكيف معه، بالإضافة الى مسؤوليتها عن توفير فرص الابداع والابتكار له.    فوظيفه المدرسة تتضمن اكثر من تزويد الطالب او التلميذ بالمعلومات والمعارف، بل تتعداه الى تعليمه كيف يوظف هذه المعلومات والمعارف في حياته العملية، وكيف يستخدمها في حل مشكلاته، وتنمية نفسه وشخصيته ومجتمعة، اذ يعد هذا اهم جزء في العملية التعليمية، وهذا ما يجعل للتعليم قيمة ومعنى وأثرا في حياة الانسان.

يمكن تلخيص وظائف المدرسة كما يلي:
1-  نقل التراث الثقافي: اذ تقوم المدرسة بنقل خبرات الامم والاجيال السابقة وتجاربها، وتقوم بانتقاء عناصر التراث الفكري والثقافي الذي يمكن تقديمه الى الجيل الحاضر.
2-  التبسيط والتلخيص: اذ تعمل المدرسة على تبسيط  المعلومات والمعارف  للتلاميذ على شكل قوانين ومبادئ يسهل استيعابها وتعلمها (تبسيط التراث الثقافي).  
3-  التصنيف والتطهير: اذ تقوم المدرسة بتصفية الحقائق وتنقية المعلومات من الشوائب والاخطاء والمغالطات، وبذلك تعمل على تزويد الطالب بالمعلومات الصحيحة والهادفة.
4-  تحقيق التكامل الاجتماعي: اذ تعمل المدرسة على مساعدة التلاميذ لاكتساب الاتجاهات والمعارف والانماط السلوكية التي تشعرهم بان هناك هوية واحد تجمعهم.
5-  تحقيق تكيف التلاميذ مع مجتمعهم: اذ تعمل المدرسة على مساعدة التلاميذ على اكتساب المهارات الاساسية الازمة لهم للتعامل السليم مع بيئتهم الطبيعية والاجتماعية والتكيف معها.
6-  تنمية اساليب التفكير العلمي، واساليب التعليم الذاتي لدى التلاميذ.
7-  استكمال مهمه البيت والاسرة والتربية.
8-  تنسيق الجهود التي تبذلها المؤسسات الاجتماعية الاخرى ذات العلاقة بتربية الطفل والتعاون معها في هذا المجال، كما تقوم بتصحيح الاخطاء التربوية التي قد ترتكبها هذه  النظم.

تهتم المدرسة الحديثة بميول الاطفال ورغباتهم وحاجاتهم وقدراتهم واستعداداتهم، وتؤمن بان هناك فروقا فردية بينهم تؤثر على عملية التعلم والتعليم، وتعمل على اكتشاف الموهوبين المبدعين، فتقوم برعايتهم او تحويلهم الى مراكز خاصة برعاية الموهبة والابداع، كما تهدف الى تكوين اتجاهات ايجابية لدى الاطفال، وصياغة نفسياتهم وشخصياتهم صياغة بشرية متوازنة متكاملة  من جميع النواحي.

نشاه المدرسة وتطوره: مرت المدرسة عبر تاريخها بثلاث مراحل، وهي:
1- العائلة (الاسرة) كمدرسة: من المعلوم ان العائلة في المجتمعات البدائية كانت هي المسؤولية الوحيدة عن تربية الطفل ورعايته، اذ لم تكن المدارس موجودة آنذاك. وقد كان الطفل في هذه المجتمعات البدائية يتعلم عن طريق ملاحظة وتقليد ومحاكاة ما يفعله افراد عائلته وبخاصة الابوان.
2-   القبيلة كمدرسة: كانت القبيلة المدرسة الثانية لأطفال المكملة لدور العائلة والأسرة في المجتمعات البدائية. فقد كان الطفل يتعلم ايضا من خلال محاكاته وتقليده لمن هم اكبر منة سنا في القبيلة كشيخها او كاهنها.
3-   المدرسة الحقيقية وعوامل ظهورها: لقد كان لغزارة التراث الثقافي التمثل في زيادة المعلومات والمعارف وتراكمها، وتعقد هذا التراث المتمثل في تنوع معارفه وتشعبها وتشابكها وصعوبة نقلها من جيل الى جيل، واستنباط اللغة المكتوبة، وظهور التراث الثقافي المكتوب الذي الزم الناشئة ضرورة تعلم اللغة للاطلاع على هذا  التراث وفهمه واستيعابه، لقد كان لهذه العوامل جميعها ودورها البارز في ظهور المدرسة بمفهومها الحقيقي. 
وهناك نوعان من المدارس هما:
1-  المدارس العامة او الحكومية، وتتولى الحكومات عادة امر تأسيسها وتمويلها واداراتها، في محاولة منها لتدعيم تكافؤ الفرص التعليمية لابناء الشعب، لهذا يكون التعليم في هذه المدارس مجانيا.  
2-   المدارس الخاصة، ويؤسسها ويمولها ويديرها عادة افراد وهيئات خاصة، حيث تلعب هذه  المدارس دورا تكامليا مع المدارس العامة والحكومية.
المدرسة والاسرة:
تعد الاسرة البيئة (المؤسسة) التربية الاولى التي ينشأ فيها الفرد حيث تتشكل فيها شخصيته الفردية والاجتماعية، فمنها يكتسب الفرد لغته، وعاداته وتقاليده، وقيمه وعقيدته، واساليب ومهارات التعامل مع الاخرين، وظلت الاسرة لفترة ليست بعيدة المسؤول الاول والاخير عن رعاية نمو الفرد من جميع النواحي، قبل ان تشاركها مؤسسات اجتماعية اخرى هذه المسؤولية  في الوقت الحاضرة. وعلى الرغم من هذا، فأننا نؤكد ان الاسرة لا زالت تحتفظ بوظيفتين مهمتين، وهما: الوظيفة البيولوجية، والوظيفة الثقافية (التربوية ).
الوظائف التربوية والأسرة:
1-  التربية الجسدية: اي سعي الاسرة نحو بناء اجسام قوية وسليمة لا بنائها، معافاة من الامراض والعلل التي تمنع نموهم القويم او السوي. انطلاقا من المقولة "الجسم السليم في العقل السليم "
2-  التربية العقلية: اي سعي الاسرة الى توجيه القدرات العقلية للطفل ورعايتها وضبط العوامل المؤثرة عليها، ومحاولة التحكم فيها وحل المشكلات التي تعترض الطفل في هذا المجال.
3-  التربية النفسية: وتتمثل هذه الوظيفة في سعي  الاسرة الى ايجاد التوازن النفسي لدى الاطفال، وايجاد البيئة المناسبة التي تشجع ذلك.
4-  التربية الاجتماعية والخلقية: وتتمثل هذه الوظيفة في سعي الاسرة الى تكوين الطفل السوي اجتماعياَ، القادر على الاندماج الفاعل مع مجتمعه، وبذلك يقع على عاتق الاسرة تربية ابنائها تربية اجتماعية وخلقية سليمة، تعلمهم من خلال سلوكيات التعامل الايجابي مع الاخرين وبناء العلاقات الطيبة معهم، والموازنة بين الحقوق والواجبات، والاخذ بالرأي والرأي الأخر والابتعاد عن الانانية وحب الذات، وغيرها من الاخلاقيات التي تتماشى مع قيم مجتمعهم  واخلاقياته.  
5-  التربية الدينية: وهي سعي الاسرة الى تعريف الاطفال بأمور دينهم وعقيدتهم وتعليمهم مبادئها واساسياتها، وبذلك يقع على عاتق الاسرة تعليم اطفالها كيفيه التقرب الى الله واحترام الدين  الاخر.
6-  التربية الترويحية او الاستجمامين: وتتمثل في سعي الاسرة الى تعريف ابنائها بأهمية الراحة والاستجمام في حياتهم، ودورهما في تنشيط الجسم والذاكرة والعقل.
مبررات  التعاون بين الاسرة والمدرسة:
من المبررات الضرورة للتعاون بين الاسرة والمدرسة في مجال تربية الطفل:
1-   التعاون بين هاتين المؤسستين يحقق درجة مقبولة من الفهم المتبادل لدور كل منهما في مجال تربية الطفل، حيث ان التعارض والتناقض في ادوارها تولد صراع نفسي لدى الطفل.
2-   التعاون بين هاتين المؤسستين يؤدي الى التخلص من غالبية المشكلات التي قد يوجهها الطفل، والتي قد تتسبب في تسربه من المدرسة وفي هذا زيادة في الفاقد التعليمي.
3-   التعاون بين هاتين المؤسستين يؤدي الى زياده فهم المدرسة لأوضاع الطفل الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وبالتالي مساعدته على تخطي المشكلات التي قد تواجهه.
4-  التعاون بين هاتين المؤسستين يعطي فرصة لتوضيح مواقفهما على نحو افضل فيما يتعلق بتكثيف الواجبات البيتية التي قد يلجأ اليها بعض بعض المعلمين، والتي قد لا تترك للتلميذ فرصة لنشاطات اخرى غير الدراسة، ورغبة بعض الاباء في ترك بعض من وقت ابنائهم للقيام بأنشطة اخرى غير الدراسة.
5-  ان التعاون بين هاتين المؤسستين يساعد على التلاقح  بين ثقافتيهما، مما يؤدي الى ارتقاء تطلعات كل منهما الى مستوى متطلبات العصر الحاضر، بما يحمله من تغيرات ومستجدات قد يقف منها بعض الاباء والمعلمين موقف الرافض لخوفهم من التجديد، او موقف المشجع سعيا منهم الى الحداثة.
6-  ان التعاون بين هاتين المؤسستين يجعل خطة العمل التربوي مشتركة بينهما في ضوء اعتماد اهداف مشتركة توجه العملية التربوي فيهما.

اشكال الاتصال بين المدرسة والاسرة:
1-  الاتصال من خلال مجالس الاباء والمعلمين كممثلين للأسر والمدارس، حيث تعمل هذه المجالس على مناقشة خطط المدرسة ومشروعاتها وانشطتها ومشكلاتها المختلفة.
2-  دعوة اولياء الامور بناء على المشكلات الفردية الخاصة بأبنائهم للبحث فيها ودراستها وايجاد الحلول الكفيلة بالتخلص منها.
3-  دعوة اولياء الامور الى اليوم المدرسي المفتوح، اذ يلتقى اولياء الامور بالمعلمين كل على حدة، مما يؤدي الى تكوين الاباء صورة  افضل عن الابناء في المجالات الذكورة.
4-  اصدار نشرة دورية (اسبوعيه، شهرية او ربع سنوي) موجزة عن انشطة المدرسة وتوزيعها  على اولياء الامور، مما يساعدهم على التعرف والمشاركة في هذه الانشطة.
5-  دعوة اولياء الامور لحضور المعارض والندوات التي تقيمها المدرسة، لتعزيز علاقتهم بالمدرسة
وسائط التربية غير المتخصصة:
ان الاسرة والمدرسية باعتبارهما وسيطين تربويين متخصصين، لا تؤثران في التعلم بصورة   مستقلة عن الاوساط البيئية الاخرى غير المتخصصة مثل جماعه الرفاق ودور العبادة، واماكن العمل، وانما تعمل هذه الاوساط جميعها على نحو تعاوني في تربية الفرد وإعداده للحياة، وتساهم اسهاما مهما في مساعدته للتكيف مع مجمعته.  وسائط التربية غير المتخصصة المقصودة

1-  جماعة الرفاق: يقصد بجماعة جماعة اللعب التي ينتمي اليها الفرد في فتختلف مراحل الطفولة والمراهقة والشباب. ويعبرون فيها عن انفسهم تعبيرا ذاتيا.
2-  دور العبادة: تقوم دور العبادة بدور فعال في تربية الفرد وتشكيل شخصيته من خلال ما يكتسبه منها من قيم  واتجاهات ومعارف دينية واجتماعية وخلقية وثقافية متنوعة.
3-  وسائل الاعلام: يتصف العصر الذي نعيشه بانه عصر الاعلام والمعلومات، اذ تعددت  وسائل الاعلام وتنوعت وتطورت بدرجة كبيرة نتيجة لتطور صناعه الاتصالات اللاسلكية.
4-  مؤسسات الترويج والترفيه: يقصد بمؤسسات الترويح والترفيه المنظمات او الاماكن التي يجد فيها الفرد ما يروح عنه عناء عمله المتواصل او ما يدخل الي نفسه والفرح، وعلى الرغم من اهمية هذه المؤسسات من الناحيتين الترويحية والترفيهية، الا ان لها دورا بارزا في تربية الافراد وتنميتهم وذلك من النواحي التالية.
-         تنمية اتجاهات الافراد والكشف عن ميولهم وقدراتهم وتنميتها ايضا.
-         تنمية الحس الاجتماعي لدي الفراد.
-         تنمية جوانب التذوق والجمال لدى الافراد.
-         تخفيض التوتر النفسي لدى الافراد.
- توجيه الطاقات البشرية واستثمارها بأعمال مفيدة بدلا من ضياعها بأعمال غير تربوية.                                                                                              
5-اماكن العمل: تلعب أماكن العمل دورا مهما في تزويد الافراد المنتمين اليها بثقافة المنة او العمل؛ اذ تتيح لهم هذه الاماكن فرصة لقاء زملاء آخرين "وبناء علاقات صداقة وعمل معهم وتنفيذ انشطة اجتماعية وثقافية ورياضية وغيرها

التربية البديلة:
توصف التربية بأنها عملية مستمرة مع الفرد تلازمه، طوال حياته، وأنها لا تنتهي مع نهاية  مرحلة دراسية بعينها، وأنها قد تتم في مؤسسة رسمية أو مؤسسات بديلة. وكما يجد الفرد في المؤسسات البديلة ارتباطا اكبر بحاجات الحياة وسوق العمل من المؤسسات الرسمية.

ومن أساليب التربية البديلة نذكر ما يلي:
i.            التعليم بالانتساب، حيث يتم تسجيل الطالب في المؤسسات التعليمية دون الزامه بشرط الدوام، ويطالب فقط بالتقدم للامتحان في مواعيدها المقررة.
ii.            التعليم بالمداسة والجامعات المفتوحة.
iii.            التعليم الذاتي اذ يعتمد هذا النوع من التعليم على جهود الفرد الذاتية في التعلم والتحصيل  المعرفي في الموضوعات التي تستأثر اهتمامه الشخصي.
iv.            الدورات التي تقعدها المراكز المتخصصة في مختلف الموضوعات والمجالات بالإضافة الى الدورات التي تعقدها مؤسسات التعليم الرسمية.
v.            شبكات المعلومات وبخاصة الانترنت، والتي تقدم فيضا واسعا من المعلومات والحقائق  لمستخدميها، كما تتيح لهم فرص الاتصال بالآخرين والاطلاع على ثقافتهم المختلفة.
vi.            وسائل الاعلام المختلفة (الصحف، والمجلات والراديو والتلفاز) التي تزود الفرد بكل ما هو جديد في مجال المعرفية والأحداث، وبالتالي تزيد من ثقافتهم وحصيلته المعرفية.

دور الحضانة ورياض الأطفال :
لاشك أن جميع  مراحل العمر تأخذ أدوارا مهمة في تشكيل الصورة النهائية لشخصية  لفرد، غير ان أحدا لا ينكر امتياز السنوات  الخمس الأولى من عمر الانسان عن باقي مراحل العمر في تكوين الأساس الذي يبنى علية جميع الخصائص الشخصية اللاحقة، من جسمية وعقلية ومسلكية واجتماعية وخلقية ومن هنا برز الاهتمام بدور الحضانة ورياض الأطفال في العملية  التربية، لأنها تمثل أولى البيئات المنظمة والمراقبة التي يعيشها الطفل خارج بيتة وأسرته.
ومن أهم العوامل التي ساهمت في ظهور دور الحضانة ورياض الأطفال وتعاظم دورها في المجتمع الحديث ما يلي:
·        خروج المرأة الى ميدان التعليم والعمل، وبالتالي وجود الوالدين ساعات طويلة خارج البيت، مما تتطلب وجود مؤسسة بديلة تعنى برعاية الطفل وتربية أثناء وجودهم خارج البيت.
·        ظروف المدينة الحديثة التي أدت الى تجمع السكان في عمارات ومبان ضخمة، وبخاصة في المدن الكبرى، ومن هنا فان الطفل يعيش أغلب وقتة في شقة صغيرة وبين جدران الحجرات  الضيقة، حيث  ان مجال اللعب محدود في أغلب الحيان.
·        واذا أضفنا الى العامل السابق المتعلق  بظروف المدينة الحديثة وتعقد الحياة في مجتمعنا الحاضر، ان هذه الظروف جعلت خروج الطفل بمفرده خارج البيت مسألة خطرة، اذ ان الشوارع مزدوجة بوسائل النقل والمواصلات.

أهداف رياض الأطفال:
·        هدف تعليمي: اذ تسعى رياض الأطفال الى تزويد الطفل بالمعلومات والحقائق عن البيئة  والأشياء حوله، وتزويده بثروة من التعابير اللغوية  والابتكارية الصحيحة.
·        هدف تنموي: اذ تسعى رياض الأطفال الى توفير مناخ  مناسب يهيئ  للطفل نموا متوازيا من جميع الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والروحية والوجدانية والعاطفية.
·        هدف وقائي/ صحي: تسعى الى صيانة فطرة الطفل، ورعاية نموه الشامل في ظروف تعتبر امتدادا لجو الأسرة، وضمانا لحمايته من الأخطار، وعلاجا لبوادر السلوك غير السوي.
·        هدف اجتماعي: تسعى الى اعداد الطفل للمواطنة الصالحة، في ظل ظروف تتصف بالحب والحنان، كما تسعى الى نقله من ذاتية الأسرة الى الحياة الاجتماعية المشتركة مع أقرانه.
الطفل الموهوب:
شهد الوقت الحاضر اهتماما متزايدا بالأطفال الموهوبين الذين  يمتلكون قدرات عقلية متفوقة.  ويميز الطفل الموهوب بحصوله على (130) علامة في اختيار الذكاء، أو اذا أظهر موهبة بارزة في مجال أو موضوع معين كالرياضيات أو العلوم أو الموسيقى أو كتابة القصة أو  الشعر، وغيرها، أو في عدة مجالات أو موضوعات منها، وأصبح تشجيع المواهب الجديدة وتعزيزها هدفا  مهما للمدرسة الحديثة. وهناك نوعان من البرامج الموهوبين هما: 
·        برامج التعمق (الاغناء): وفي هذه البرامج تقدم للطفل الموهوب قراءات اضافية، وتعرض وسائل سمعية وبصرية، وتتاح  له فرصة التعامل مع الحاسوب وشبكة الانترنت، ويشجع  على  القيام بمشاريع دراسة ذاتية.
·        برامج التسارع (التعجيل): اذ تأخذ هذه البرامج أشكالا عدة، مثل تخطي الصفوف أو الالتحاق المبكر بالمدرسة، أو أخذ مقررات أعلى عندما يكون الطفل في صف أدنى.
التربية عن  طريق اللعب:
اللعب عبارة عن استغلال طاقة الجسم  الحركية  لجلب  المتعة  النفسية  للفرد، ولا يتم  ذلك دون  طاقة ذهنية أو حركة جسمية. ويمكن  تعريف اللعب بأنه "حركة  أو سلسلة  من  الحركات يقصد بها  التسلية". وللعب  فوائد كثيرة للأطفال والكبار على حد  سواء منها:

·        اللعب هو الرافد الذي تتسرب بواسطه المعرفة الى الطفل.
·        اللعب يتيح الفرصة للطفل ليعبر عن حاجاته ورغباته ومشاعره التي لا يعبر بالواقع.
·        اللعب يجذب انتباه الطفل ويشوقه للتعليم، فالتعليم  باللعب يوفر له جوا  طليقاَ وايجابياَ
·        اللعب يهيئ للطفل حالات مناسبة لتطوير وتفكيره وخياله وذكائه وقدرته على الحديث.
·        اللعب يمكن الطفل من تعليم كثير من جوانب الحياة الاجتماعية.
·        اللعب يساعد الطفل على التكيف مع العالم المتغير باستمرار.
·        اللعب يساعد الطفل على القيام  بأدوار مختلفة.

الفصل العاشر


التجديدات التربوية: المفهوم والمعنى:

تعد التربية ميدانا بالغ على اهمية واداة اساسية من ادوات التطوير وصنع الحضارة، والمسؤولة عن بناء الانسان وتكوين شخصيته وثقافته، والقوة المجددة لطاقاته وفعالياته.
ويعرف ان التجديد التربوي هو "ادخال كل جديد، او تغيير في الافكار، او السياسات، او البرامج، او المرافق، او البيئة العملية الدينامية (المتحركة)، لابتكار هذه التغيرات، والتخطيط لها وتطبيقها". ويمر التجديد التربوي بخمس مراحل، وهي:
1-    تعريف المشكلة.
2-    ظهور الحل او مجموعة الحلول.
3-    وضع الحل موضع التطبيق العملي.
4-    انتشار التجديد ضمن النظام المستهدف.
5-    دعم التجديد وامتصاص هذا النظام التربوي له.

عند التخطيط والتجديد التربوي لا بد من اخذ بعين الاعتبار بعض المسائل ومنه:  
1-   مدى قدرة النظام التربوي على تحمل اجراءات التجديد وتمويله.
2-   تحديد الاهداف(النتائج) المرجو لتحقيقها من التجديد بدقة ووضوح.
3-   ردود الفعل المتوقعة من الجمهور اتجاه التجديد، ومدى قبول المعلمين له.
4-  توقيت التجديد، اذ يجب ان لا يكون التجديد هدفا بحد ذاته، وانما يجب ان يتهيأ له الظروف المناسبة والوقت الملائم لتطبيقه.
مبررات التجديدات التربوية:
من اهم مبررات والتجديدات التربوية واسبابها، نذكر ما يلي:
1-  الانفجار الفكري او المعلوماتي: الذي تميز بكثرة المعلومات وتسارع نموها.
2-  التطور الهائل والمستمر في التكنولوجيا الحديثة والاتصالات: اذ احدثت هذه التطورات تغيرات سريعة ومهمة في بيئة التربية والتعليم.
3-  تطور بعض المفاهيم الخاصة بمهنة التربية ومجالها واساليب التعامل معه وتنقيحه وتجديده.
4-  التغيرات والتطورات الحاصلة في المجتمع على النظام التربوي المفتوح على الانظمة الاخرى (السياسية الاقتصادية والثقافية والقانونية، وغيرها).
مجالات التجديدات التربوية:
يمكن ان يحدث التجديد في كافة المجالات العملية التربوية، وهذه المجالات هي: فلسفة التربية، اهداف التربية، والسياسة التربوية، والادارة التربوية، والبنية التعليمية، وطرق التدريس، وإجراءات قبول التلاميذ وتقويمهم وترفيعهم، والتسهيلات المدرسية، وتدريب المعلمين وتأهيلهم، والعلاقة بين المدرس والمجتمع.

نماذج من التجديدات التربوية/ تعليم الكبار ومحو الامية:
ويقوم تعليم الكبار في اساسه على فكرة التربية المستمرة والتعليم مدى الحياة، الهادف الى تنمية مهاراتهم وبناء شخصياتهم وتغيير اتجاهاتهم نحو الافضل".
ويحاول البعض تعريف تعليم الكبار من خلال تعريفه للكبير على اعتبار انها الكلمة الرئيسية والشق الاهم في المفهوم فمنهم من اعتبرهم كبار السن. ومنهم من ميز الشخص الكبير بالخصائص التالية:
اولا: النضج الجسمي ونموه الكامل.
ثانيا: السلوك والتصرف بالطريقة المتوقعة او المنتظرة، اي بحسب ما يتوقعه الناس من تصرف الكبير.
ثالثا: الاستقلالية الذاتية وتحمل المسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار.

وبهذه الخصائص الثلاث نستطيع ان نميز بين الكبير وغيره في المجتمعات الحاضرة. وان لهذه الخصائص اهمية خاصة بالنسبة لمعلمي الكبار ومخططي برامجه ومنهاجه، اذ تساعده على تحديد الاهداف التربوية والمنهج التعليمي الذي يقدم للكبار.
ان تعليم الكبار في مفهومه الواسع يشمل ما هو اكثر من محو الامية وتعليم الافراد الكبار ومبادئ القراءة والكتابة والحساب في بعض المعلومات العامة بسب عدم دخولهم في الصغر الى المدارس، كما وعرف الامي بانه "الشخص الذي تعدى سن العاشرة، ولم يتلقى نوعا من التعليم ويكون من خلاله قادرا على القراءة والكتابة واجراء العمليات الحسابية البسيطة (الجمع الطرح الضرب والقسمة)، وهو غير مسجل او ملتحق بمدرسة او معهد من معاهد التعليم".
 وان لمحو الامية جانبين، وهما:
اولا: جانب وقاني، وتمثل في سد روافد الامية من منابعها الاصلية، ويكون ذلك باستيعاب جميع الاطفال الذين ينطبق عليهم التعليم الالزامي.
ثانيا: جانب علاجي، وتمثل في تعليم الاميين الذين فاتتهم فرص التعليم وأصبحوا يشكلون جماعة محرومة ثقافيا وتعليميا من حقهم الطبيعي بالتعلم.

ويهدف تعليم الكبار الى تحقيق المقاصد التالية:
1-  هدف فردي: اذ يسعى للعمل على مساعدة الفرد الكبير على تحسين حياته.
2-  هدف مهني: اذ يسعى الى معالجة ظاهرة البطالة من خلال تزويدهم بالمعارف العملية والتطبيقية التي تمكنهم من الحصول على عمل تؤهلهم له.
3-  هدف اجتماعي: اذ يسعى الى مساعدتهم على الوفاء بمطالب ادوارهم في الاسرة والمجتمع والعمل.
4-  هدف سياسي: اذ يسعى الى تنمية المواطن الصالح القادر على ممارسة الديمقراطية الصحيحة.
5-  هدف اقتصادي تنموي: اذ يسعى الى تنمية الثروة البشرية التي هي ركيزة التقدم الاقتصادي والثقافي.

التعليم المبرمج :
 يعد التعليم المبرمج احد اساليب التعلم الثورية التي قدمها عالم النفس الامريكي بورس فردريك سكنر هو عام 1954، وتركز على آرائه وافكاره في الاشتراط الاجرائي والتعزيز واستخدام الآلات التعليمية. وقد اقترح سكنر طريقته هذه على انها حل لمشكلتي نقص المعلمين وزيادة عدد التلاميذ، ووسيلة لتحرير الناس من المناهج الجامدة غير الملائمة لتطور المجتمع.
وهناك تعريفات متعددة للتعليم المبرمج، نذكر منها ما يلي:
1-   انه "ذلك النوع من الخبرة التعليمية التي يحل فيها " برنامج" محل المعلم، فيقود الطالب الى مجموعة من السلوك المعين المخطط له، والمتتابع بشكل يجعل من الاكثر احتمالا ان يسلك هذا الطالب في المستقبل طريقا معينا مرغوبا فيه". ويعني هذا التعريف باختصار ان يتعلم الطالب ما قصد ان يعلمه البرنامج اياه عند وضعه.
2-   انه" طريقة من طرق التعليم الفردي، تمكن الفرد من ان يعلم نفسه بنفسه (ذاتيا) بواسطة برنامج معد بأسلوب خاص، ويسمح بتقسيم المعلومات الى اجزاء صغيرة، وترتيبها منطقياَ وسلوكياَ، بحيث يستجيب لها المتعلم تدريجيا، ويتأكد من صحة استجاباته على كل واحدة منها، حتى يصل في النهاية الى السلوك النهائي المرغوب فيه". وهنا يتبين ان التعليم المبرمج يعتمد على نشاط الفرد في تعلم نفسه بنفسه.

ولابد من وضع بعض الامور المهمة بعين الاعتبار لدى تصميم البرنامج التعليمي وهي:
1-  تحديد الفئة المستهدفة.
2-  تحديد الاهداف النهائية التي يسعى اليها البرنامج، وصياغتهاَ سلوكياَ بوضوح تام.
3-  صياغة البرنامج في سلسلة متتابعة من والاسئلة التي يطلب من المتعلم الاجابة عن كل منها بالترتيب.
4-  ان يوفر البرنامج تغذية راجعة فورية على كل واحدة من اجابات المتعلم بما يؤكد صحتها او عدمه.
5-  تجريب البرنامج وتنقيحه قبل تنفيذه،
6-  اعداد الاختبارات القبلية والبعدية المرافقة للبرنامج.
وتبرز اهمية التعليم المبرمج مما يلي:
1-  يعمل على استثارة دافعية المتعلم للتعلم.
2- يقلل من قلق المتعلم واحباطاته من خلال توفيره فرصا للتعلم بعيدة عن سطوة المعلم ورهبته.
3- يقلل اخطاء المتعلم، وذلك لان كل مهمة تعليمية مقسمة الى خطوات صغيرة ومتسلسلة، ولا يستطيع المتعلم الانتقال من واحدة الى اخرى الا بعد التأكد من صحة استجاباته.
4- يزود المتعلم بالتغذية الراجعة الفورية لاستجاباته الصحيحة والخاطئة، وهذا قد يودي بدوره الى تحقيق التعلم وتأكيده.
5- يتيح لكل متعلم الفرصة لان يسير في تعلمه بحسب سرعته وقدرته واهتماماته دونما مقارنه مع زملائه.
6- ينمي مهارات التفكير المنطقي لدى المتعلم من خلال سيره وفق خطوات منطقية ومتسلسلة في البرنامج التعليمي.
التعليم الشامل:
 ويقوم مسار التعليم الشامل على قاعدة ثقافية عامة مشتركة، وثقافة متخصصة اكاديمية. ومن هذا المنطلق، فان المدرسة الشاملة تسير كغيرها من المدارس على منهج مدرسي مقرر، وتقدم للطالب بالإضافة الى ذلك معلومات مهنية وفنية بغرض توجيهه الى مهنة معينة.

تعليم الفريق:
يفيد تعليم الفريق في المقررات التي يتطلب تدريسها جهد اكثر من مدرس واحد، وفي تدريس المجموعات الكبيرة من الطلبة التي يعمل على تقسيمها الى اكثر من فرقة دراسية واحدة.
ويمكن ان يسير العمل بموجب هذا النظام على النحو التالي:
1-  جمع الفرق الدراسية المختلفة في وقت واحد وبخاصة في حالة المحاضرات العامة، ومن ثم افتراقها في مجموعات صغيرة في حالة المحاضرات المتخصصة او التطبيقات العملية.
 2- يجتمع اعضاء الفريق مع بعضهم بعضا، ويقومون بالتخطيط على نحو تعاوني لإعداد الخطة الدراسية، وتقسيم موضوعاتها عليهم، وتنظيم اوقات المحاضرات العامة والمتخصصة او الدروس العملية، وساعات استعمال المختبرات واجهزة الحاسوب المتوافرة.
3- يعطى كل واحد من اعضاء الفريق جزءا من المقرر بحسب تخصصه وخبراته وقدراته، بحيث تغطى على جميع وحدات المقرر تغطية شاملة ومتكاملة.
4-   يوضع الامتحان النهائي بمشاركة جميع اعضاء الفريق.

ويشترط لنجاح تعليم الفريق ما يلي:       
1-  تنوع تخصصات اعضاء فريق التعليم وخبراتهم.
2-  استعداد اعضاء الفريق للعمل على نحو تعاوني وتكاملي.
3-  تدريب اعضاء الفريق على اساسيات هذه الطريقة وطرق تنفيذها.
4-  التنسيق الدائم بين اعضاء الفريق لمناقشة المشكلات التي قد تظهر اثناء التدريس وحلها.
5-  اتباع اساليب تقويم مناسبة.
6-  تهيئة المرافق الاساسية (القاعات والمختبرات والمكتبات،،، الخ) لاستيعاب الفرق المختلفة.

تفريد التعليم:
تعالت الاصوات في النصف الثاني من القرن العشرين، مناديه بإعادة النظر في طرق التدريس التقليدية المتبعة، والتي تعتمد اساسا على الشرح والمحاضرة، وبضرورة العدول عنها، لأنها اصبحت غير ملائمة للظروف التي تسود الموقف التعليمي آنذاك، والى ضرورة الافادة من تكنولوجيا التعليم في المجال، فظهر نتيجة لذلك التعلم بالآلات التعليمية لأول مرة في الخمسينات، ثم بدأت فكرة التعليم المبرمج تنتشر بعد ذلك في اوائل الستينات، وبعد ذلك ظهرت العديد من الطرق الاخرى في الاتجاه نفسه، والتي تعد تمردا على الطرق التقليدية في التدريس، وظهرت ايضا افكار تربوية جديدة تنادي بان يكون المتعلم مسؤولاَ عن تعليم نفسه بنفسه، مع قيام المعلم بإرشاده وتوجيهه اذا لزم الامر، واخرى تدعو بان يقوم المتعلمون بأنفسهم بتعليم زملائهم, اي ان يقوم المتعلم بالتعلم والتعليم في وقت واحد. ولهذه يعرفه ربحي عليان بانه "هو اتجاه تربوي وتعليمي يتضمن استخدام اساليب وبرامج تعليمية مختلفة يهدف كل منها الى تكييف البيئة التعليمية لتتلاءم وخصائص المتعلمين ومراعاة ما بينهم من فروقات فردية، بحيث تتيح لكل متعلم يحمل مسؤولية تعلمه بحسب قدراته وسرعة تعلمه، وذلك من خلال توفير خبرات التعلم المناسبة ومصادره وادواته، بتوجيه واشراف من المعلم".

ويمكن النظر الى تفريد التعليم من زوايا متعددة، منها:
1-   تفريد التعليم كفلسفة تركز على التنوع او الاختلاف اكثر مما تركز على التوحيد او التنميط.
2-  تفريد التعليم كمفهوم يركز على تنوع مصادر الحصول على المعلومات.
3-  تفريد التعليم كاستحداث التربوي الذي يركز على العملية وتتابع الانشطة التعليمية اكثر من تركيزه على المحتوى التعليمي نفسه.
4-  تفريد التعليم كاتجاه انساني يركز على حرية المتعلم وتقدير ظروفه واخذها بعين الاعتبار اكثر من تركيزه على تقييد المتعلمين والزامهم بمحتوى دراسي وزمن محددين للتعلم.

اهم الاسس والمبادئ العامة التي يقوم عليها تفريد التعليم:
1-  تحديد اهداف التعلم بدقة.
2-  القياس القبلي لمستوى المتعلم باعتباره نقطة بداية لتخطيط محتوى التعلم الملائم له.
3-  تحديد اهداف التعلم بواسطة المتعلم بدلا من ان يحددها له المعلم بطريقة قد لا تناسبه مع مهراته.
4-  تنظيم التابع التعليمي وتكامله, بحيث تؤدي كل خطوة الى الخطوة التالية، مما يؤدي الى تحقيق الهدف.
5-  التغذية الراجعة الفورية والمتكررة بما يعزز السلوك الصحيح والمرغوب فيه لدى المتعلم واثابته عليه.
6-  التعلم بالسرعة الذاتية للمتعلم، وليس تبعا لمعدل سرعة المعلم او وفقا لجدول زمني يلتزم به.
7-  وجود معايير اتقان محددة سلفا لقياس مهارات التعلم.
8-  صياغة المحتوى التعليمي في صورة مكتوبة على نحو دقيق يسمح للمتعلم قراءته اكثر من مرة.
9-  تقديم المحتوى التعليمي من خلال عدة وسائط, يختار المتعلم منها ما يناسب اهتماماته.
10-   الاستعانة بالحواسيب. اذ قد يعتمد تفريد التعليم على الحواسيب في عرض المحتوى التعليمي.

ومن اهم اساليب واستراتيجيات تنفيذ تفريد التعليم وطرقه ما يلي:
1- طريقة التعليم المبرمج.
2-  طريقة التعلم بمساعدة الحاسوب: تعد من الطرق البارزة والمهمة في تفريد التعليم.
3-  طريقة الرزم والحقائب التعليمية: تعد احدى التطبيقات المهمة في تكنولوجيا التعليم التي قد ساعدت على تحقيق مبدا التعلم الذاتي.
وتقوم فلسفة الحقائب التعليمية على مبادئ واهمها:
أ-  ان جميع الافراد لديهم القدرة على التعلم بدرجات متفاوتة.
ب- ان هناك فروقا فردية بين المتعلمين فيما يتعلق بنموهم العقلي وخبراتهم وخلفياتهم ومستوياتهم التحصيلية.
ج- ان الفرد يتعلم بشكل اسرع عندما يتناسب التعليم مع القدرات العقلية للمتعلمين ومستويات ذكائهم.
ومن تعريفات الحقيبة التعليمية نذكر التعريفين التاليين:
·         انها" برنامج محكم التنظيم يقترح على مجموعة من الانشطة والبدائل التعليمية التي تساعد المتعلم على تحقيق اهداف محددة".
·        انها" مجموعة من المكونات التي تتألف منها وحدة تعليمية محددة، وتتضمن جملة ما تتضمن الفئة المستهدفة وحاجاتها، والاهداف التعليمية والوسائط ومختلف انواع الاختبارات والتغذية الراجعة والمتابعة"
وتتضمن الحقيبة التعليمية عادة العناصر التالية:
1-   نظرة عامة تظهر على شكل مقدمة تبين التبريرات في دراسة الحقيبة المقصودة.
2-  الاهداف التعليمية لموضوع الحقيبة، يقرر المتعلم في ضوئها على مدى حاجته للتعلم من الحقيبة.
3-   اختيار قبلي يساعد المتعلم على تحديد النقطة التي يبدا منها في التعلم من الحقيبة.
4-   الانشطة والبدائل التعليمية التي يتم اختيارها على نحو يتناسب مع خصائص المتعلمين وقدراتهم.
5-  اختبار بعدي يوضح مدى تحقيق المتعلم لأهداف الحقيبة التي درسها.
6-   انشطة تعمق إثراءيه او علاجية، وتكون اختيارية.
4-  طريقة التعلم الفردي الشخصي: وتعرف هذه الطريقة ايضا باسم خطة كيلر, نسبة الى صاحبها " فرد كيلر"، وتقوم على اساس تقسيم المادة العلمية لمقرر ما الى سلسلة من الوحدات الصغيرة تتراوح ما بين 15_300 وحدة، وتتضمن كل وحدة منها اهدافا تعليمية واسئلة مساعدة للدراسة وايضاحات النقاط الغامضة.

5-  طريقة التعلم التي تقوم على ادارة التوقعات: وتقوم هذه الطريقة على تحليل انواع السلوك المختلفة، وتتضمن على عقد اتفاقيات مع المتعلم بشان تنظيم التعلم ومحتواه وتابعاته، ويكون تحديد او ترتيب التابعات التعليميةة مسؤولية و مشترك بين المعلم والمتعلم اللذين يشتركان في تخطيطها.
6-   طريقة التعلم الدقيقة: تهتم طريقة التعلم الدقيقة اساسا بمدى النمو او التقدم الذي يحرزه المتعلم في تعلمه، اذ تتم على مقارنة المستوى الذي وصل اليه المتعلم في نهاية كل مرحلة من مراحل عملية التعلم بما كان عليهه قبل بدايتها.
التعليم المصغر:
يوصف التعليم المصغر بانه تعليم حقيقي ذو ابعاد مصغرة، مصمم لتزويد المعلمين المتدربين بمهارات تعليمية جديدة قبل الخدمة، وتنقيح مهارات قديمة للمعلمين الممارسين اثناء الخدمة. ويتيح التعليم المصغر القيام بتدريب مركز وفق واهداف محددة، ودرجة من السيطرة والرقابة على برنامج التدريب، ويعزز على عناصر معرفة المتدرب بنتائج عملية التدريب باستخدام مختلف واساليب التغذية الراجعة، ويقلل من اثر تعقيدات التعليم في الصفوف العادية، وذلك بسبب تخفيض حجم الدرس، وعدد التلاميذ، وزمن التدريس.
وقد عرف بيك و تكر التعليم المصغر بانه" مزيج من نظام ادراكي لتحديد المهارات التعليمية بصورة دقيقة مع استخدام التغذية الراجعة التي يوفرها جهاز الفيديوتيب لتسهيل نمو المهارات".
في حين عرف تيرني التعليم المصغر بانه" تعليم منخفض بنسبة معينة فيما يتعلق بحجم الصف والزمن والمهمة والمهارة".

يتكون التعليم المصغر من عدة عناصر، وهي:
1-  التخطيط للدرس.
2-   التدريس.
3-   الملاحظة والتقييم.
4-  اعادة التخطيط.
5-  اعادة التدريس.
6-  اعادة الملاحظة التي ينتهي بانتهائها التعليم المصغر.
التعليم عن بعد:
 التعليم المفتوح والتعليم عن بعد هو تعليم جماهيري يقوم على فلسفة وتؤكد حق الافراد في الوصول الى الفرص التعليمية المتاحة. ويعد هذا الاتجاه في التعليم الاسلوب الافضل لمن فاتتهم فرص التعليم لظروف اجتماعية او اقتصادية او سياسة، وهو مناسب جدا للأفراد الذين لا يستطيعون التفرغ كليا للتعليم.
الحاسوب في التعليم:
ان ظهور تكنولوجيا المعلومات وبخاصة الحواسيب يعد قمة من انجازات الثورة العلمية والتقنية الحديثة، لتصبح من الموضوعات الرئيسة التي تحظى باهتمام جميع المؤسسات التربوية والعاملين فيها في الوقت الحاضر، التي يعتم عليها كثير من الاكاديميين في برامجهم التعليمية.

الحالات المختلفة لاستخدام الحاسوب في التعليم:
اولا: الحاسوب كمعلم خاص: يمكن وصفه كأداة الكترونية تقوم بتقديم المادة التعليمية ومفاهيمها على نحو مبرمج، ويتضمن ذلك مشاركة المتعلم وتفاعله مع الحاسوب، بالإضافة الى توثيق مدى تقدمه ونتيجة تحصيله الدراسية فيي كل برنامج تعليمي يقوم بدراسته وباستخدام الحاسوب.
ثانيا: الحاسوب كوسيلة: يساعد استخدام الحاسوب كوسيلة الانسان في انجاز كثير من المهام على نحو اسرع وادق واكثر فاعلية. حيث تشير الدراسات المنشورة الى العديد من استعمالات الحاسوب في التعليم، ومنها:
1-  استخدامه في العملية التعليمية ( اي التعليم بمساعدة الحاسوب).
2-  استخدامه في مجال الادارة المدرسية ( الحضور والمحاسبة وتنظيم الجداول الاسبوعية... الخ).
3-  استخدامه في توجيه الطلاب وارشادهم وفي الخدمات الخاصة.
4-  استخدامه في اعداد الامتحانات المدرسية وتصحيحها وخزنها.
5-  استخدامه في ربط المؤسسات التعليمية بشبكات الحاسوب.
6-  استخدامه في ادارة عملية التعلم والتعليم، وهو نوع متقدم من انواع التعليم بالحاسوب.
ثالثا: الحاسوب كمتعلم: وتعني هذه الحالة ان يتعلم الذي يتعامل مع الحاسوب مهارات استخدامه.
رابعا: الحاسوب كلعبة تعليمية: هناك برامج كثيرة على شكل العاب تجلب الفرحة والسرور والمرح الى الشخص المتعلم, وفي هذا الوقت نفسه تحمل بين ثناياها اهدافا تعليمية، التي تساعد المتعلم على تطوير اسلوب تفكيره


(((ملخص المساق :همشري، عمر. مدخل إلى التربية. الجامعة الأردنية، ط2، 2007 ، عمان: دار صفاء للنشروالتوزيع. ،،، التلخيص ليس بديل علن الكتاب بل مساعد اضافي للفصل الصيفي 2017)))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق