الخميس، 23 مارس 2017

الشخصية في مدخل علم النفس د. لؤي زعول

د. لؤي زعول                                                            مدخل الى علم النفس
الشخصية:
ما يهمنا في دراسة الشخصية ان نتعرف على السلوك المنظم الذي يشكل الفرد ويؤثر في تكيفه مع البيئة، وان وجهة النظر هذه تراعي ملاحظة الحقائق السلوكية البسيطة واختلافها بين الافراد اذ انه لا يوجد فردان متشابهان تمام التشابه حتى ولو كانا توأمين متماثلين، وترجع اسباب الاختلاف الى اختلاف في تناسق السمات المكونة لهذه الشخصيات داخلياً، وعليه من المهم في هذا الفصل للشخصية معرفة التكامل بين الافراد والاتجاهات الداخلية والإشكال السلوكية التي تظهر في المجتمع وتؤثر في تكوين شخصيات الافراد.
 حيث ان المظاهر المشتركة بين شخصيات الافراد تكون جزءأ من ثقافتهم العامة لان الشخصية و الثقافة يتولد منهما السلوك القادر على التكيف الاجتماعي للفرد بالشكل المطلوب.
بناء الشخصية:
ان كل انسان يحمل شخصية تميزه عن غيره ومعنى ذلك ان كل انسان يختلف عن الاخرين من حيث التميز القائم في شخصيته، من خلال ما يكتسبه من العوامل والوراثية وارتباطها بالمجتمع والبيئة التي تكون البناء المتكامل للشخصية.
عوامل بناء الشخصية:
هنالك مجموعة عوامل تساهم في بناء شخصية الفرد ومن أبرزها تلك العوامل الاولى الممثلة بخبرات الفرد المباشرة التي تخص كل فرد وتميزه عن غيره من افراد المجتمع تشمل العوامل الوراثية والاجتماعية والبيئية للفرد التي تشترك في تكوين الشخصية، ويمكن تحديد الابعاد التي يشملها بناء الشخصية الانسانية على النحو التالي:
1-  السلوك الظاهري: وهو تحديد  ظاهر للشخصية وهو القسم الذي تسهل ملاحظته، او وصف  الافعال الصادرة عن الفرد، المتناسقة والمتكررة والعادات وطريقة الكلام وحل المشكلات، وهي الصفات التي نتعرف عن طريقها على الاشخاص والجماعات العامة.
2-  التنظيم العاطفي (الوجداني): وتحت هذا السلوك تكمن التنظيمات السلوكية العاطفية والتي تعتبر اقل وضوحاً من السلوك الظاهر، يمكن معرفتها عبر التدريب على دقة الملاحظة وربطها بالعوامل المشركة في تطوير الشخصية. 
3-  التنظيم الدافعي: أي الدوافع التي ترتبط بالبعدين السابقين، وتشمل الدوافع كل ما يردع او يدفع او يثير نحو هدف، وهي تدخل في نشاط الفرد سواء شعر ام لم يشعر، مثال: ان الطالب يدرس بهدف النجاح، لكن الهدف الخفي هو تأكيده لذاته وانه جدير بهذا النجاح، او ان من يحيط به من اصدقاء واسرة هم دافع للنجاح.
4-  التنظيم الادراكي: هو الفروق بين الافراد في الادراك، اذ ان هذه الفروق الادراكية هي اختلافات في تنظيم وتفاعل مكونات هذه الشخصية. وان ما يجعل شخص يختلف عن شخص اخر هو طريقة ادراك كل منهما للامور والمواقف التي يعيشها الفرد.
وان الافراد تتاثر ارائهم وافكارهم وتتبدل وفقا لما يدركه الفرد من الامور تشترك فيها:
·        الاعتماد على انفسنا في اختيارها وتفحصها.
·        مشاهداتنا للاخرين وتفحصها.
·        ثقتنا بكلام المتحدث عن موضوع معين طبقا لما وصف وعلل.
·        شهادة اخصائي في جانب معين.
5-  الاتجاهات: تمثل بعدا من ابعاد الشخصية، وهي الاراء السياسية والعقائدية والتعصب حول موضوع محدد او رأي عام حول قضية معينة، مثل الحب الشديد، حب عادي، الحب الاقل والعكس.
6-  النفس الانسانية: ان هذا البعد من اهم ابعاد الشخصية، وهو من النوع الذي يسمى بالسهل الممتنع، أي من السهل على أي منا ان يتعرف على نفسه فهو يفكر بنفسه ويشعر بها. الا ان الامر اكثر تعقيدا من ذلك فهي تشمل الاوجه التالية:
* درجة الشعور بالنفس   *  درجة التضامن و الاندماج بوحدة النفس  * معرفة اتجاه الفرد نحو ذاته ومدى الرضى عن نفسه.
تكوين الهوية الشخصية (اصولها ونموها):
يولد الانسان مزوداً باستعدادات تساعده في عملية التعلم وتبنى الشخصية وتتكون بالتدرج عبر الخبرات الكثيرة التي يتعرض لها الفرد نتيجة لاحتكاكه بكل ما حوله وتفاعله مع كل ما يحتك به. فتتكون الشخصية من خلال تلك الخبرات المدركة والتجارب الذاتية التي قام بها الفرد بنفسه. وان معظم التجارب التي حفرت اثارها في تكوين الشخصية كانت في طفولة الفرد، حيث ان اختلاف الملامح والتصرفات هي امور تتضح منذ ولادة الانسان،  فهناك الاطفال الذين يولدون فيحكم عليهم بالجمال في حين يحكم على الاخرين بالقبح ويتصف بعضهم بالهدوء والبعض الاخر بالشراسة.
كما وعتبر العلم الامريكي اولبورت ان وجوه السلوك الثابت نسبياً هي وحدها التي تحدد ملامح الشخصية.
 وقد حدد اولبورت اربع نتائج في مجال تكوين الشخصية:
1.    ان الطفل لا يولد في شخصية متكاملة التكوين، بل يبدأ بتكوينها منذ الولادة.
2.     ان اول ما يميز الطفل من حيث تكيف الشخصية والبدء في تكوينها هو شدة فاعليته التلقائية وتكررها اضافة الى تعبيرة العاطفي.
3.    من الواضح تماماً انه لا يوجد قبل الشهر الرابع مقدار من التعلم والنضج كاف لتكوين عادات تلاؤم مميزة.
4.    ان الشخصية في اطار تكوينها لا بد وان تنمو في مجتمع له اطاره الحضاري يصعب فيه الفصل بين الفردي والثقافة المحيطة به.
تكامل الشخصية ومفهون الذات:
لكل انسان مدى من الوحدة والاستقلال وان هاتين الصفتين من الممكن تحديدهما بطريقة مختلفة، بحيث ينظر الى الانسان كوحدة مستقلة جسمانياً او وحدة مستقلة نفسياً او وحدة متناسقة من الميول والاتجاهات، ومن منطلق هذه الوحدات يمكن تعريف الشخصية الانسانية بانها:
الوحدة الكلية المميزة لبنيان الفرد وطرق سلوكه وانواع اهتماماته وقدرته وقابلياته ومواهبه. وهذا وقد اجمع عدد من علماء النفس مثل اولبورت وموري وبيرت على ان الشخصية نظام كامل من النزعات الثابتة نسبياً (الجسمية والنفسية) التي تميز فردا معينا عن اخر، وهي والتي تقرر الاساليب المميزة لتكيفه مع بيئته المادية والاجتماعية.
ان علم النفس الشخصية يعنى بثلاث امور:
1-  الاغراض والاهداف التي يسعى اليها الفرد.
2-  الطاقة او القوى التي يستند اليها الفرد لتحقيق الاغراض والاهداف.
3-  فاعلية عملياته العقلية التي توجه هذه الطاقة لتحقيق اغراضه.
وعلى اعتبار ان الشخصية مكونة من مجموعة من نزعات موجهة نحو هدف معين، او اهداف معينة فانها وحدة ديناميكية، أي انها كل متحد لا ينفصل حتى تكوين السلوك الكلي، حيث ان التأثير بين الشخصية ومجالها الخارجي هو تأثير متبادل ومستمر وقابل للتغير لان الشخصية تشمل نزعات وراثية، وفي كل مرحلة عمرية يكتسب الفرد صفات جديدة ومتطورة بحسب البيئة المحيطه به تساهم في رسم شخصيته ومستقبلهم.

قياس وتقييم الشخصية:
ان عملية قياس وتقييم الشخصية يمكن ان ينظر اليها من ناحيتين: الاولى قياس صفات او سمات الفرد التي تشكل بناء الشخصية، والثانية تقييم الشخص ككل، مع التوكيد على تكامل اجزاء الفرد. وفي الحقيقة، انة لا يمكن الوصول الى وصف سيكولوجي مناسب للفرد يذكر خاصية واحدة او خاصيتين فحسب، بل يرسم صورة عريضة معقدة لهذا الشخص، أي تغطي مجالا واسعا وممثلا لوظائفة، وتسير اغوار امكاناته لتدبير مطالب الحياة غير العادية والعادية، وعلى كل حال فان محاولة دراسة الشخص ككل تعتبر حقا اكثر طموحا بدرجة كبيرة من قياس صفة واحدة.
ويشير توماس وتشيس Tomas and Chess الى ان الخصائص الشخصية لاي تلميذ هي المحددة لسلوكه وتوافقه في المدرسة، فضعف الضبط الداخلي، التقلب، التهور، الطيش، التحمل الضعيف للاحباط، الغضب، الصراعات مع الاسرة والانداد، السلبية، نقص الدافعية للتحصيل، والمفهوم المنخفض عن الذات كلها تساهم في الفشل الدراسي حتى لو كان الطالب لا يعاني من صعوبات في التعليم. وهناك بعض التلاميذ ذوي القدرات المحدودة او لديهم قصور في التعليم غالبا ما يتغلبون على مشكلاتهم بالكفاح من اجل النجاح في المدرسة، وهذا يعطيهم الثقة بالنفس، والاتجاه الايجابي نحو المدرسة.
ويمكن تلخيص الاهداف التي يحققها قياس الشخصية فيما يلي:
1-  يكشف دوافعهم واتجاهاتهم واشكال التكيف لديهم في المدرسة والعمل.
2-  يكشف مفهوم الذات لدى الافراد، وعلاقة قدراتهم مع بعضهم البعض.
3-  يحدد سلوك الطلاب واساليب التعليم لديهم كما يحدد الاسلوب الذي يسلكه الفرد.
4-  يكشف التلاميذ الذين لديهم قلق، وتصلب في انفعالاتهم، يعزى الى اضطراب بالتفكير.
5-  اختيار الافراد، حيث تكشف مقاييس الشخصية عن الافراد الذين يمكنهم ان يؤدوا وظائفهم بفاعلية في مواقف معينة، كالخدمة العسكرية، والصناعية، والمدرسة وبرامج التربية الخاصة، وبالتاكيد فانه من الافضل لمعظم الناس ان يؤدوا في حياتهم الاعمال التي تتفق وقدراتهم.
6-  وضع برامج العلاج الاكلينيكي للاضطرابات ومعرفة اسبابها والطرق الناجحة في التعامل معها.
يمكن اجمال المناحي المختلفة التي انبعثت في قياس الشخصية والتعبير عنها عبر:
1-  قياس المظهر او الشكل الفيزيقي: ان الصفات الفيزيقية مثل حجم الجسم، وقوتة، ومظهره الخارجي تعتبر كلها من المميزات الرئسية للشخصية وتحدد بدورها طريقة نظرته لذاته، هل هي ايجابية ام سلبيه.
2- قياس المزاج: ان حالات الشخصية المزاجية تتأثر الى حد كبير ببعض الانماط الفزيولوجية الموروثة وتشكل احدى الطرق القديمة في دراسة الشخصية.
3-  قياس القدرات الذكائية والقدرات الاخرى: ان القدرات الذكائية تعتبر جزا من الشخصية، كما ان القدرات الخاصة مثل المهارات المتصلة بالاداء.
4-  قياس الميول والقيم: ان الشخصية يستدل عليها بشكل جزئي عن طريق معرفة انواع الاشياء التي يرغب الفرد في ان يقوم بها، مثل جمع الطوابع، القراءة، ، والالعاب الرياضية ...الخ. كما تحدد شخصية الفرد من القيم التي يحملها مثل القيم: الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية، الدينية.
5-  مقاس الاتجاهات الاجتماعية مثل الاتجاهات نحو: حب التسلط، المساواة، التعصب ...الخ.
6-  قياس النزاعات الدافعية من حيث طبيعة الدوافع التي يملكونها والتي تدفعهم للعمل، وقد تكون هذه الدوافع شعورية او لا شعورية.
7-  قياس السمات الخاصة باسلوب الحياة: بمعنى ان هناك صفاتاً تظهر على سلوك الافراد في كل المواقف في البيت، في العمل... الخ، ونصف الافراد بان نذكر احيانا شيئا من اسلوب حياتهم مثل: الادب، الثرثرة، الاتزان، التردد، حب النقد... الخ.
8-  استعمال الاوصاف المرضية للتعبير: عن شخصيات الاصحاء مثل وصف الشخص الذي يتميز بالتهيج بانة شبية بالمهووس، علما بان تهيجه ليس ناتجا عن اضطرابات عقلية ووصف الشخص الذي يحب العزلة، بانة مصاب بمرض الفصام لان العزلة هي احدى الصفات المميزه لهذا المرض علما بان عزلتة ليست ناتجة عن مرض نفسي.

نظريات الشخصية:
يعتبر علم الشخصية من أصعب العلوم في علم النفس لذلك لا يوجد اتفاق على مفهوم واحد للشخصية وقد انقسم علماء النفس الى اربع فرق لتوضيح معاني الشخصية
v    منهم من عرف الشخصية بناءً على الشكل والمظهر الخارجي
v    منهم من عرف الشخصية بناءً على المكونات الداخلية والتركيز على المفاهيم الدينامية
v    منهم من عرفها على انها منبهاً أو مثيراً أو استجابة لموقف معين
v    ومنهم من عرفها على انها منظومة اجتماعية تهتم بعمليات التوافق بين الفرد وبيئته.

اولا: نظريات الانماط في الشخصية:
هي تلك الاشكال المنظمة من تصنيف الاشخاص الى انماط بناءً على نقاط الاشتراك ونقاط الاختلاف الموجودة بينهم. وتنقسم الى الانماط التالية:
1- انماط ابيقراط من الحضارة اليونانية القديمة والتي قسمها الى اربع انماط:
·        المزاج الصفراوي: يغلب عليه شدة الانفعال وانعدام السرور والتسرع.
·        المزاج البلغمي او اللمفاوي: وهو مزاج بطئ بليد عديم الاكتراث، ضعيف الانفعال.
·        المزاج السوداوي: وهو مزاج حزين مليئ بالاكتئاب.
·        المزاج الدموي: وهو المزاج النشط السريع وهو سهلا لاستثارة من غير عمق ويميل الى ضعف في ناحية المثابرة
2- انماط يونغ بالدراسات الحديثة: الذي اشتهر بالتصنيف الثنائي للشخصية وهما:
·        المنبسط او المنطلق: وهو المتوجه نحو العالم، ويتميز بالمرح وسهولة التعبير وحب اظهور.
·        المنطوي او المنكمش: وهو الذي يتمركز حول ذات الشخص وداخله، ويمتاز بقلة الحديث و التأمل الذاتي والمحاسبة المفرطة و الحذر.
3- انماط بافلوف الاربعة للامزجة ( 1922):
·        المندفع المتميز بالطيش وشدة الاستثارة والميل الى العدوان.
·        الخذول: وهو ضعيف النشاط، مائل للاكتئاب والهدوء المفرط.
·        النشط المتزن: وهو المتميز بالاعتدال مع ظهور النشاط وكثرة الحركة.
·        الهادئ المتزن المتميز بالقبول والمحافظة والرزانة.
4- انماط شيلدون 1942: وهي التي يستند فيها على تركيب الجسم الانساني وما يغلب عليها من صفات ونمو عضلات وطول وبدانه ويقسمها الى ثلاث انماط هي:
·        النمط الحشوي: هو نمط يتصل بشؤون التغذية و الشؤون العاطفية والاجتماعية، ويبتعد عن القلق ويتميز بالتوافق الاجتماعي وحسن الصداقة.
·        النمط الجسمي: يتميز بتحمل الالم والنزوع الى السيطرة والعمل ولديه حب المغامرة ويتصف بالتناسق الجسدي ويسمة معتدل التركيب.
·        النمط المخي (الدماغي): وهو الشخص الذي لا يتحمل الالم وسريع الانفعال ولا يتمتع بصدقات كبيرة ويتصف بالنحول بالجسم.

ثانيا: نظرية السمات:
تتحد مفاهيم هذه النظرية بناء على وجود سمات عامة للشخصية تختلف من فرد لأخر وتعتبر المحرك الاساسي للسلوك الانساني، فلو سالنا أي طالب في المرحلة الثانوية عن الصفات التي يتطلبها في شريكة حياته بالمستقبل (وكأننا نطالبه بتحديد سماتها الشخصية) فسنجد ان هناك مدى واسعا من السمات وسنجد ان من بين السمات الموصوفة سمات تناول المظهر العام كأنواع الملابس التي نريد ان تلبسها واللغة (اللهجة) التي ستتكلم بها، والأفكار والعمل الذي ستقوم به، والثروة والبناء الشخصي او ألمظهري، وسنرى هنا ان هذه الصفات في العادة سائدة في المجتمع الواحد اذ ان هذه المقاييس ذات قيم جمالية ومجتمعية متعارف عليها ولهذا فأننا نرى ان المجتمع هو مجرى ينساب منه واليه الافراد ان الافراد يختلفون في تنظيم وتفاعل سماتهم الشخصية في بنائها الكلي المتكامل.
لقد شاعت نظرية السمات وكان من ابرز علمائها العالمين (اولبورت) و(كاتيل).
- (اولبورت) ونظرية السمات او نظرية الامزجة:
تنقسم سمات الشخصية عند (اولبورت) من حيث اصولها الى قسمين:
1-  سمات وراثية نظرية.
2-  سمات متعلمة مكتسبة.
وتنقسم من حيث نوعها الى نوعين:
1-  سمات رئيسية: وهي التي لها تأثيرات مباشرة في انماط السلوك الانساني.
2-  سمات ثانوية: وهي الاقل وضوحا من سابقتها (السمات الرئيسية).
يحدد اولبورت الخصائص التي تتميز بها السمات وفقا لما يلي:
1-  خاصية التغير: حيث ان الثبات الذي تتمتع به السمة هو ثبات نسبي فالسمة الانسانية قابلة للتعديل والتغير عن طريقة التعلم.
2-  خاصية الملاحظة والقياس: فالسمة يمكن ملاحظتها ويمكن قياسها ايضا وهذا ما يساعد على معرفة سلوك الفرد وتحديد طبيعة هذا السلوك.
3-  خاصية الدافعية: حيث ان لكل سمة انسانية دافعية ذات قوة محددة ومعينة فالسمات المكتسبة لها قوة دافعية السمات الفطرية وهكذا.
4-  ارتباط السمة بالعمر الزمني للفرد: حيث ان السمات تتغير تقدم العمر.  
-        (كاتيل) ونظرية السمات:
يعرف كاتيل الشخصية بأنها (هي التي تسمح لنا بالتنبؤ بما سيفعله الشخص في موقف معين) اما السمة فهي عنده عبارة عن ميول واسعة ودائمة نسبيا.
حدد كاتيل السمات الشخصية الانسانية فيما يلي:
1-  سمة الذكاء والمقصود هنا هو الذكاء العام مقابل سمة الضعف العقلي او ما يسمى الغباء.
2-  سمة الشجاعة ضد سمة الجبن وسمة الخجل (اجتماعي، مغامر ضد خجول).
3-  سمة المرح ضد سمة الاكتئاب (منشرح ونشط ضد بليد ومنعزل).
4-  سمة سرعة الاهتياج ضد سمة الاستقرار (سريع الاهتياج ضد هادئ).
5-  سمة الثبات الانفعالي او سمة قوة الانا مقابل سمة عدم الثبات او ضعف الانا (هادئ انفعاليا ناضج ضد متقلب غير ناضج).
6-  سمة الايجابية في الانا الاعلى مقابل سمة الاعتمادية (لطيف، مستقر مقابل مستهتر، كسول).
-         الشخصية السوية وسماتها:
1-  تحقيق الفرد لمفهوم الرضا عن ذاته وتقبله لهذا الذات ولكي ينجح الفرد في تحقيق هذه السمة الرئيسية عليه ان يقوم بما يلي:
أ‌-     ان يحقق مبدأ التلاؤم بين متطلباته وطموحاته وبين حقيقة وطبيعة ذاته.
ب‌- ان يساهم في وضع الخطط التعليمية والمهنية لذاته ونفسه،
ت‌- ان يحكم الرابطة بين القيم التي يحملها والأهداف التي يسعى الى تحقيقها.
2-  حسن اختيار طبيعة العمل الذي يتفق وميول واتجاهات الفرد.
3-  الاحساس الاكيد بتحقيق مدى الكفاية عند الفرد في مواجهة القضايا والمشاكل الحياتية.
4-  الاستعداد الكافي لمواجهة واقع الحياة، والتسلح بالقدرة على حل المشاكل بأسلوب موضوعي.
5-  الخروج من دائرة الشعور الذنب، لان مثل هذا الشعور يعمل على اضعاف ثقة الفرد بنفسه.
6-  تبادل تقبل الذات ما بين الذات نفسها والآخرين، وذلك ان تقبل الاخرين للفرد يحقق الانتماء عنده ويزيد من تقبله لنفسه.
7-  شعور الفرد بالاستقلالية الذاتية، الامر الذي يجعله متحملا للمسؤولية بكفاءة.


ثالثا: النظرية التطورية:
وهي النظريات التي تتناول موضوع تطور الشخصية وصفة الاستمرارية في بنائها، ومن هذه النظريات ما يلي:
1- نظرية فرويد في الشخصية (التحليل النفسي باعتباره نظرية تطورية)
توسع فرويد في ابحاثه بشكل خاص عن طبيعة الشخصية الانسانية وبخاصة ما يعتربها من حالات الشذوذ، وكنت بصماته واضحة في عمليات التشخيص والعلاج للكثير من حالات الاضطرابات النفسية. ولم يكن فرويد صاحب نظرية في الشخصية فحسب، بل كان رائد مدرسة ما زالت هي من اكبر المدارس في التشخيص والعلاج والتي اطلق عليها مسمى(مدرسة التحليل النفسي).
الحركية والنشاط في السلوك عند فرويد:
 تؤكد نظرت (فرويد) على ان السلوك هو شيء بعيد عن ان يوصف بالاستقرار والسكون. أي ان كل خبرات الفرد وسلوكه هي في حراك دائم .
الشعور واللاشعورية عند فرويد:
يتطرق فرويد الى كل من الشعور واللاشعور من حيث تحديدهما للسلوك، ويركز على اللاشعور باعتباره ذو مقام هام بالنسبة لكيان الذات، ولتكيف الانسان مع ما يحيط به، باعتباره مخزنا لخبرات قديمة هامة ولدوافع اولية اساسية مختلفة، وباعتبار ما توصف به محتوياته من فاعلية ونشاط، اما بالنسبة للشعور فهو ما يمثل مجموعة من الحوادث النفسية،  ويشير حديث فرويد عن الشعور الى درجة وعي الشخص بهذه الحوادث، والحوادث هذه ليست ساكنة بل هي كذلك نشطة وفعالة، وهي في حركة مستمرة مع وجود الشعور بها.
فرويد والبناء الثلاثي للشخصية:
 يرى فرويد ان الشخصية في اعماقها تشكل بناءً ثلاثياً من حيث تكوينها، وان كل جانب في التكوين يتمتع بصفات وميزات خاصة وهذه الجهات او الجوانب الثلاثة هي:
أ‌-     الهو: فهو القسم الاول المبكر الذي يحمله الطفل معه منذ الولادة، انه يحمل ما يطلق عليه (فرويد) اسم الغرائز ومن بينها غرائز الحياة واللذة والموت.
ب‌- الأنا: وأما الأنا فينشأ ويتطور لان الطفل لا يستطع ان يشبع دوافع الهو بالطريق الابتدائية ويكون علية ان يواجه العالم الخارجي وان يكتسب منه بعض الصفات او المميزات، وعليه تكون الأنا قائمة بعملين اساسيين في نفس الوقت هما:
·         ان يحمي الشخص من الاخطار الداخلية.
·        ان يوفر التوتر الداخلي لاستخدامه في اشباع الغرائز التي يحملها الهو.
ت‌- الأنا الاعلى: وهي التي تشكل القيم العليا ويتمثل فيها الضمير الذي يشكل الكمال بدل اللذة.
وبحسب هذه النظرية ان الهو لديها احتياجات والأنا الاعلى لديها اوامر وتوجيهات، فاذا عجز الانا عن تادية مهمته في التوفيق بين ما يتطلبه الهو وبين ما تمليه الانا الاعلى كان في حاله من الصراع الذي قد يؤدي في النهاية الى الاضطرابات النفسية.
نظرية التعلم:
تحتل نظريات التعلم  مكان الصدارة بين النظريات السيكولوجية التي تؤكد على اهمية التعلم في تكوين الشخصية الانسانية فهذه النظريات هي الاساس في فهم سلوك الكائنات الحيه المتعلمة والغير متعلمة فجميعها تخضع للتفسيرات عبر نظريات التعلم النظريات سواء السلوكية لبافلوف او المحول والخطا لثورندايك او الجشطالت لكوهلر كان الهدف منها هو الخروج بالقوانين الاوليه التي تفسر السلوك ويمكن تحديد هذه الاتجاهات بالتعلم بالتالي:
1-  الاتجاه الربطي: وتمثله نظرية/ ثورندايك.
2-  الاتجاه الشرطي: وتمثله نظرية/ بافلوف.
3-  الاتجاه التكاملي: وتمثله نظرية المجال/ ليفين.
نظرية لعب الادوار:
يرى اصحاب هذه النظرية ان هنالك جوانب بيولوجية كامنة بالشخصية وبها يستطيع الفرد ان يتكيف في مواقف الحياة المختلفة التي يتعلم القيام بها من خلال تفاعله مع البيئه حيث ان الادوار التي يكلف بها الفرد في مجتمعه كثير ومتنوعه ولكل دور خصائصه المميزه، وان الطفل يتعلم من خلا ما يقوم به من ادوار في حياته، التي يكتسب فيها كثير من الامور وقواعد السلوك المطلوبة للتواصل مع المجتمع. وهنا يورد د.محمد اسماعيل بعض الخصائص للعب الادوار ونوجزها بالتالي:
1-  تقليد الكبار ومحاكاتهم وسلوكهم.
2-  استخدامات الطفل للنشاطات الحركية المطلوبة من لعب الادوار.
3-  استخدام النشاط الجماعي الذي يرافقه انفعالات وبخاصة عندما يقوم الطفل بلعب الادوار.
4-  تكرار الافعال التي تحدث نتائج الصور الذهنية التي تحتوي على خبرات الطفل التي مر بها.
5-  استخدام الطفل للنشاطات اللغوية عن طريق التفاعل مع المهارات اللغوية.

6-  استبعاد المشاعر والانفعالات السلبية التي قد يعاني منها الطفل، اضافة الى التخلص من بعض حالات الصراع والتوتر تمهيدا لإعادة التكيف المطلوب للطفل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق