الخميس، 9 مارس 2017

الدافعية في علم النفس د. لؤي زعول

د. لؤي زعول                                                         مدخل الى علم النفس
الـــدافعية:
ان فهمنا لعلم النفس لا ينبغي ان يقتصر على فهمنا لما يدور في الشعور فحسب، بل يتناول كذلك علاقة الاحداث الداخلية والخارجية مع أي سلوك، وان الرغبة التي تسبق السلوك تحدده تسمى الدافعية او المثير الدافع، وان كل سلوك لا بد ان يكون وراؤه دافعاً، ولا يوجد سلوك انساني دون مثير له.
ويعرف الدافع (الدافعية): بأنها قوة ذاتية تحرك السلوك وتوجهه نحو تحقيق هدف معين، وتحافظ هذه القوة على دوام ذلك السلوك ما دامت الحاجة قائمة لذلك، وقد تستثار الدافعية عبر عوامل داخلية مثل الميول والاتجاهات او خارجية من قبل الاشخاص المحيطين.
قد يشاهد التلميذ رسماً على اللوح او تعليمات في غرفة الصف وينتج السلوك وفيما يلي توضيح ذلك بالعمليات التالية:
الرسم -->
(التعليمات)
لرغبة بالمعرفة -->
(حب الاستطلاع)
الانتباه والتركيز -->
( طرح الاسئلة)
المعرفة والتعليم -->
( تلبية الحاجة)
المنبه او المثير
الدافع او الحافز
السلوك او العمل
تحقيق الهدف او الغاية

وظائف الدافعية:
1-  تحريك وتنشيط السلوك، حيث ان الدوافع تطلق وتستثير النشاط لتحقيق هدف معين.
2-  توجيه السلوك نحو وجهة معينة دون اخرى.
3-  المحافظة على دوام واستمرار السلوك، أي تنشيط السلوك طالما بقيت الحاجة قائمة.
اهمية الدوافع  في التعليم الصفي:
1-  تساعد معرفة الدوافع على تفسير سلوكات الطلبة.
2-  المساعدة في تعديل سلوك الطلبة عن طرق التحكم بالدوافع للوصول الى السلوك المرغوب.
3-  المساعدة في التشخيص المرضي والسعي لايجاد حلول للمشكلة.
4-  معرفة الدوافع تختصر الوقت في تعلم المهارات التعليمية الملائمة لاثارة انتباه الطلبة للمادة.



العلاقة بين الدوافع والسلوك:
هناك علاقة قوية بين الحالة الدافعية للفرد والسلوك الذي يقوم به، فالدافع هو استعداد يوجد لدى الفرد بمعنى انه يكون كامنا حتى يثيره ويحركه مثير، والدافع يعمل على استثارة السلوك الانساني وبخاصة اذا كان الدافع قوياً وشديداً ومرغوب فيه فان اشباعه يكون افضل لتحقيق التوازن ويمكن توضيح ذلك من خلال:
1-  الدوافع الداخلية البيولوجية او السيكولوجية: فان احتمال ظهور السلوك المطلوب يكون قويا لتحقيق الهدف مثل الجوع والحاجة الى الطعام لتحقيق التوازن لكن بعد فترة من الزمن يختل التوازن وتعاد العملية من جديد نتيجة لنقص في الشروط البيولوجية والسيكولوجية.
2-   اذا كان الدافع المرتبط بالسلوك سلبيا فان احتمال ظهور السلوك يكون ضعيفاً وبالتالي لا يتحقق الهدف ويبقى التوتر قائم،
وهكذا فان العلاقة بين الدافع والسلوك علاقة ديناميكية، وان التفاعل ما بين الحالة الداخلية للفرد وحوافز البيئة يفسر لنا بشكل افضل احتمال ظهور السلوك او عدم ظهوره وفقاً للحالة او الدافع المطلوب ومدة قوته وارتباطه بالحاجات الاساسية للفرد.  
علاقة الدافعية ببعض المفاهيم النفسية الاخرى:
1-  الحاجة: تنشأ الحاجة لدى الكائن الحي من خلال انحراف الشروط البيئية عن الشروط البيولوجية اللازمة للحفاظ على البقاء، التي تولد عدم توازن بين الفرد وبيئته، مثال: (التغيرات الكيميائية للدم الناتجة عن نقص الطعام تولد الشعور بالجوع والتوتر وبالتالي تدفع الانسان الى اشباع هذا الحاجة عن طريق الاكل لحصول الاتزان).
2-  الحافز: هو ما ينشط السلوك ويهيؤه للعمل وتعتبر الطاقة في الاعصاب والعضلات هي المسؤولة عن استمرار الحدث السلوكي، ويهدف الحافز الى اشباع حاجة معينية لدى الفرد تمكنه من استعادة توازنه الفسيولوجي.
3-  الباعث: هو الموضوع الذي يهدف اليه الكائن الحي وتوجه استجاباته نحو ازالة الانفعال والتوتر الناتج عن الحاجة، مثل: العطش والشرب، وهو مشترك مع الحاجة والحافز لتحريك الدافع.
4-  القيم: وهي التي تشكل ما هو مهم ويشغل قيمة لدى الفرد، ويسعى لتحقيقها مثل: الحقيقة تشكل قيمة نظرية، الثراء قيمة اقتصادية، السلطة قيمة سياسية، مساعدة الناس قيمة اجتماعية،،، شرح.
تصنيف الدوافع:
# الدوافع الاولية و الثانوية:
1-  الدوافع الاولية او البيولوجية: هي الدوافع المرتبطة ببقاء الانسان كالجوع والعطش والجنس، وهذه الدوافع عالمية أي موجودة عند الانسان في كل زمان ومكان، وهذه الدوافع سهلة الاشباع الى حد ما، فالطفل يبكي عندما يشعر بالبرد ويتوقف عن البكاء عندما تتوفر له حاجته من الدفئ.
2-  الدوافع الثانوية او النفسية: وهي التي تنشأ نتيجة تفاعل الفرد مع بيئته المحيطة، بحيث تلعب دوراً ملموساً في حياة الفرد، يفوق دور الحاجات الولية المتمثلة بالجوع والأكل، وهنا يبقى الفرد في حالة من التفاعل والتعلم المكتسب من المجتمع المحيط يشكل من خلالها شخصيته ومفاهيمه العامة، وهي تختلف من مجتمع لاخر مثل: حب التملك والعدوان.
الفرق بين الدوافع الاولية والثانوية:
1-   الاولية موروثة في حين الثانوية مكتسبة.
2-  الاولية متشابها عند الجميع والثانوية غير متشابهة.
3-  الاولية ملحة لا تقبل التأجيل الطويل بعكس الثانوية.
4-  يلعب التعليم بالثانوية دوراً مهما بعكس الاولية.
5-  يمكن تعديل الدوافع الثانوية او تأجيلها لفترة طويلة وهي متعددة بعكس الاولية.
# الدوافع الداخلية والدوافع الخارجية:
1-  الداخلية: هي تلك القوة التي توجد داخل النشاط وتجذب المتعلم نحوها دون تدخل خارجي.
2-  الخارجية: وهي التي تعتمد على القوة الموجودة خارج النشاط، ولا علاقة تربطها به، وتقوم على التعزيز والتقدير مثلا لتثبيت السلوك.


# تصنيف الدوافع من وجهة نظر ماسلو:












قام عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو بصياغة نظرية سيكولوجيه فريدة ومتميزة في علم النفس ركز فيها بشكل أساسي على الجوانب الدافعية للشخصية الإنسانية بعنوان (هرم ماسلو للاحتياجات الانسانية ‏Maslow's hierarchy of needs) انتشرت لأول مرة فى سنة 1943 بعنوان "نظرية تحفيز الإنسان ونشرت بالكامل عام 1954 فى كتاب بعنوان "التحفيز والشخصية" او "الدوافع والشخصية " Motivation and Personality

وقد قدم ماسلو نظريته في الدافعية الإنسانية، حاول فيها أن يصيغ نسقاً مترابطاً يفسر من خلاله طبيعة الدوافع أو الحاجات التي تحرك السلوك الإنساني وتشكله، وفي هذه النظرية يفترض ماسلو أن الحاجات أو الدوافع الإنسانية تنتظم في تدرج أو نظام متصاعد من حيث الأولوية أو شدة التأثير، فعندما تشبع الحاجات الأكثر أولوية فإن الحاجات التالية في التدرج الهرمي تبرز وتطلب الإشباع هي الأخرى، وعندما تشبع نكون قد صعدنا درجة أعلى على سلم الدوافع، وهكذا حتى تصل إلى قمته.
 الحاجات والدوافع بالنظام المتصاعد كما وصفه ماسلو:
1-   الحاجات الفسيولوجية Physiological needs: مثل الجوع، والعطش، والسكن والجنس، وغيرها من الحاجات التي تخدم البقاء البيولوجي بشكل مباشر.
2-  حاجات الأمان Safety needs: وتشمل مجموعة من الحاجات المتصلة بالحفاظ على الحالة الراهنة، وضمان نوع من النظام والأمان المادي والمعنوي مثل الحاجة إلى الإحساس بالأمن والحماية، والاعتماد على مصدر مشبع للحاجات، وضغط مثل هذه الحاجات يمكن أن يتبدى في شكل مخاوف مثل الخوف من المجهول والفوضى أو الخوف من فقدان التحكم في الظروف المحيطة، وماسلو يرى أن هناك ميلا عاما إلى المبالغة في تقدير هذه الحاجات.
3-  حاجات الحب والانتماء Love & Belonging needs: وتشمل مجموعة من الحاجات ذات التوجه الاجتماعي مثل الحاجة إلى أن يكون الإنسان عضواً في جماعة منظمة، او الحاجة إلى بيئة وإطار اجتماعي يحس فيه الإنسان بالألفة مثل العائلة أو الحي.
4-  حاجات التقدير Esteem needs: هذا النوع من الحاجات كما يراه ماسلو له جانبان:
الاول: جانب متعلق باحترام النفس أو الإحساس الداخلي بالقيمة الذاتية.
 الثاني: جانب متعلق بالحاجة إلى اكتساب الاحترام والتقدير من الخارج، ويشمل الحاجة إلى اكتساب احترام الآخرين، السمعة الحسنة، النجاح والوضع الاجتماعي المرموق،،، الخ.
يرى ماسلو أنه بتطور السن والنضج الشخصي يصبح الجانب الأول أكثر قيمة وأهمية للإنسان من الجانب الثاني.
5-  حاجات تحقيق الذات Self-actualization: وصفها ماسلو بمجموعة من الحاجات أو الدوافع العليا التي لا يصل إليها الإنسان إلا بعد تحقيق إشباع كاف لما يسبقها من الحاجات الأدنى، وتحقيق الذات هنا يشير إلى حاجة الإنسان إلى استخدام كل قدراته ومواهبه وتحقيق كل إمكاناته الكامنة وتنميتها إلى أقصى مدى يمكن أن تصل إليه. وهذا التحقيق للذات لا يجب أن يفهم في حدود الحاجة إلى تحقيق أقصى قدرة أو مهارة أو نجاح بالمعنى الشخصي المحدود، وإنما هو يشمل تحقيق حاجة الذات إلى السعي نحو قيم وغايات عليا مثل الكشف عن الحقيقة، وخلق الجمال وتحقيق النظام وتأكيد العدل،،، الخ.
 مثل هذه القيم والغايات تمثل في رأي ماسلو حاجات أو دوافع أصيلة وكامنة في الإنسان بشكل طبيعي، مثلها في ذلك مثل الحاجات الأدنى إلى الطعام والأمان والحب والتقدير، هي جزء لا يتجزأ من الإمكانات الكامنة في الشخصية الإنسانية والتي تلح من أجل أن تتحقق لكي يصل الإنسان إلى مرتبة تحقيق ذاته والوفاء بكل دوافعها أو حاجاتها.
بعد تحقيق الذات يتبقى نوعان من الحاجات أو الدوافع هما الحاجات المعرفية والحاجات الجمالية ورغم تأكيد ماسلو على وجود وأهمية هذين النوعين ضمن نسق الحاجات الإنسانية إلا أنه فيما يبدو لم يحدد لهما موضعا واضحا في نظامه المتصاعد، وهما:
1-  الحاجات الجمالية Aesthetic needs: تشمل عدم احتمال الاضطراب والفوضى والقبح والميل إلى النظام والتناسق والحاجة إلى إزالة التوتر الناشئ عن عدم الاكتمال في عمل ما او نسق ما.
2-  الحاجات المعرفية Cognitive needs: تشمل الحاجة إلى الاستكشاف والمعرفة والفهم، وقد أكد ماسلو على أهميتها في الإنسان و الحيوان، وهي في تصوره تأخذ أشكالا متدرجة، تبدأ في المستويات الأدنى بالحاجة إلى معرفة العالم واستكشافه بما يتسق مع إشباع الحاجات الأخرى، ثم تتدرج حتى تصل إلى نوع من الحاجة إلى وضع الأحداث في نسق نظري مفهوم أو خلق نظام معرفي يفسر العالم والوجود. وهي في المستويات الأعلى تصبح قيمة يسعى الإنسان إليها لذاتها بصرف النظر عن علاقتها بإشباع الحاجات الأدنى.
(ملخص الحاجات عند ماسلو):
1-    الحاجات الفسيولوحية: وهي الاصناف الاساسية مثل: الطعام الشراب الهواء، السكن.
2-   حاجات الامن والسلام: وهي تمثل رغبات الفرد في العيش بامن وسلامة.
3-  حاجات الحب والانتماء: وهي تنم عن رغبات الفرد في اقامة علاقات عاطفية مع الناس عامة ومع الاشخاص والمجموعات الهامة في حياته خاصة.
4-  حاجات احترام الذات: تنم عن رغبة الفرد في تحقيق ذاته المتميزة.
5-  حاجات تحقيق الذات: وتنم عن رغبة الفرد في تحقيق اكبر قدر ممكن من امكاناته وقدراته.
6-  حاجات المعرفة والفهم: وهي حاجات ترمي الى الرغبة المستمرة في الفهم والمعرفة.
7-  الحاجات الجمالية: يدل هذا النوع من الحاجات على الرغبة الصادقة في القيم الجمالية.
النظريات المختلفة في تفسير الدافعية:
اختلفت مدارس علم النفس في البحث عن الدوافع وتفسيرها، وقد سادت الفلسفة العقلانية الفكر الانساني لسنين طويلة والتي افترضت ان الانسان كائن منطقي وانه عن طريق التفكير العقلاني يقرر ويختار اي سبيل يتبع ازاء موقف ما، وهو بالتالي مسؤول عن افعاله، وبذلك لا تحتل الدافعية مكاناً في تقرير سلوك الانسان وحدها، ومن بين تلك النظريات ما يلي:
1- نظرية الغرائز:
بدأ العلماء يطبقون مفهوم الغريزة على سلوك الانسان منذ عام 1908 ويعتبر ماكدوجل على رأس هؤلاء العلماء، وقد عرف الغريزة على انها: استعداد عصبي نفساني يجعل صاحبه ينتبه الى مؤثرات من نوع خاص، ويدركها ادراكاً حسياً ويشعر بانفعال من نوع خاص عند ادراكها، ويسلك نحوها سلوكاً خاصاً، او على الاقل يشعر بنزعة لان يسلك نحوها هذا المسلك.
وتتميز الغريزة بانها عامة فطرية أي تظهر دون تعلم سابق وتمثل قوى بيولوجية داخلية تجعل العضوية ميالة الى ان تسلك بطريقة معينة دون اخرى، وقد قدم ماكدوجل ثمانية عشرة غريزة مثل: غريزة الوالدية، حب الاجتماع وحب السيطرة والخضوع والتملك،،، الخ.
اما فرويد فقد تبنى وجهة النظر الغرائزية وحاول تفسير سلوك الانسان عن طريق غريزتين اساسيتين هما: غريزة الحياة ويمثلها مبدأ اللذة، وغريزة الموت ويمثلها مبدأ العدوان.
2- نظريات التعلم الارتباطية:
قامت هذه النظرية كحركة مضادة لنظرية الغرائز، وتعنى بتفسير الدافعية في ضوء نظريات التعلم ذات المنحنى السلوكي، أو ما يطلق عليه عادة بنظريات المثير والاستجابة، وقد تكون حسب نظرية الفعل المنعكس التي تتلخص في ان الكائن الحي يولد مزودا بردود افعال فطرية يمكن استثارتها بالمؤثر المناسب، وهي الية ليس للانسان ارادة فيها مثل ضيق حدقة العين واتساعها تبعا لقوة الضوء الساقط عليها، والعطس اذا دخل الانف شيء غريب وما الى ذلك.

3- نظرية الاستقلال الذاتي الوظيفي للدوافع:
وصاحب هذة النظرية هو البورتAllport  الذي يرى ان سلوك البالغ يختلف في دوافعة عن سلوك الطفل، ويرى ان الانسان كلما كبر تغيرت دوافعه وحل غيرها محلها، ففي مرحلة تطور الفرد ونموه تتغير دوافعه واستعداداته التي كانت في طفولته وتتحول الى قوى متميزة مستقلة ذاتياً عن دوافع الطفولة ولو انها بنيت عليها، ويصبح للفرد ارادة خاصة ويقرر مصيره بنفسه بعد ان كان يعتمد على والديه، ولم تسلم هذه النظرية من النقد فقد اتهمت بأنها لم تضف الى معلوماتنا أي جديد بتقريرها ان أي سلوك له استقلال ذاتي، وانه يستمد دوافعه من نفسه.

4- النظرية الديناميكية:
من اصحاب هذه النظرية وودورث الذي يشير الى ان الكائن الحي له دوافع او حاجات وهذه تشبع عن طريق النشاط الذي يقوم به الكائن الحي في البيئة، وهناك نوعان من النشاط :
الاول: هو النشاط الاستهلاكي، فالحاجة الى الطعام يشبعها الاكل نفسه والاكل نشاط استهلاكي له فائدة مباشرة للكائن الحي اذ يؤدي بهذا الكائن الى الراحة او التحول الى نشاط اخر.
الثاني: هو النشاط الاستعدادي وهذا له قيمة غير مباشرة للكائن الحي وذلك انه يهيؤه للقيام بالنشاط الاستهلاكي وهو نوعان:
1-   يمثل حالة الانتباه والاستعداد لمثير لم يتقرر بعد وقد يبعث هذا المثير استجابة ما، كيقظة كلب الحراسة، وكلب الصيد لما قد يحدث.
2-  هو التكيف الاستعدادي ويتم في حالة استثارة النشاط الاستهلاكي، كما هو الحال في كلب الصيد الذي يفقد الاثر فينشط باحثا عن هذا الاثر ليعود اليه فيتبعه.

5- النظرية الوظيفية:
ويتزعم هذه النظرية كار Carr وروبنسون Robinson وترى هذه النظرية ان الكائن الحي في تفاعل مستمر مع البيئة، اذ لديه دوافع او حاجات يكون اشباعها عن طريق البيئة، فاذا ما ثارت الحاجات اصبح الكائن الحي في حالة توتر فيقوم بنشاط لازالة هذا التوتر فيتكيف مع بيئته.

6- نظرية فرويد:
لعبت الغرائز دوراً هاماً في نظرية فرويد، وقد حدد فرويد هذه الغرائز بنوعين يختلفان بعضهما عن البعض تماما وهما:
1-  الغرائز الجنسية مثل الحب والبحث عن الملذات.
2-  الغرائز العدوانية التي ترمي الى التخريب والموت.
 ومن الاسس الهامة في الدوافع التي كان لفرويد الاثر في انتشارها، مبدأ حتمية السلوك، والحتمية اعتقاد بان أي حادث في الطبيعة له اسبابه وليس مجرد الصدفة، وان كانت هذه الاسباب معقدة ومن الصعب معرفتها لتعقد الكائن الحي نفسه، وتعقد بيئته، فالسلوك وراؤه دوافع، فان لم تكن هذه الدوافع شعورية فهي دوافع لا شعورية، فزلات القلم واللسان، والنسيان او أي حادث من الحوادث كلها تخفي وراءها رغبات مستترة، كما انها ترمي الى الهدف.

7- النظرية المعرفية:
ترى التفسيرات الارتباطية والسلوكية للدافعية ان النشاط السلوكي وسيلة او ذريعة للوصول الى هدف معين مستقل عن السلوك ذاته، فالاستجابات الصادرة من اجل الحصول على الاثابات او المعززات تشير الى دافعية خارجية تحددها عوامل مستقلة عن صاحب السلوك ذاته.
اما التفسيرات المعرفية فتسلم بافتراض مفاده ان الكائن البشري مخلوق عاقل، يتمتع بإرادة حرة تمكنه من اتخاذ قرارات واعية على النحو الذي يرغب فيه، وتؤكد هذه النظرية على القصد والنية والتوقع والنشاط العقلي الذاتي، وتشير الى النشاط السلوكي كغاية في حد ذاته وليس كوسيلة، فظاهرة حب الاستطلاع مثلاً: هي من نوع الدافعية الذاتية يمكن تصورها على شكل قصد يرمي الى تأمين معلومات حول موضوع او حادث او فكرة عبر سلوك استكشافي حيث يرغب الفرد في الشعور بفاعليته وقدرته على الضبط الذاتي لدى قيامة بهذا السلوك، وبهذا المعنى يمكن اعتبار حب الاستطلاع دافعاً انسانياً ذاتياً.    



هناك 5 تعليقات: