الأحد، 13 ديسمبر 2015

د. لؤي زعول / محاضرات احمد ابن تيمية نصوص نفسية جامعة الخليل


جامعة الخليل
           د. لؤي زعول                                        نصوص نفسية عند علماء المسلمين
   (دكتوراه بعلم النفس الاجتماعي والعملي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 محاضرات
احمد ابن تيمية (661ه- 728ه)
حياته:
·       هو احمد تقي الدين بن تيمية الملقب بشيخ الاسلام.
·        وهو سليل اسرة كريمة اشتهرت بالعلم والدين.
·        ولد بحران وعاش فيها بضع سنين ثم انتقل مع اسرته الى دمشق سنة 667 ه عندما اغار التتار على حران.
·        درس اصول الفقه والحديث وعلوم العربية، والتفسير، واصول الدين، المنطق، والتصوف، والفلسفة، وكان يحضر رغم صغر سنه مجالس التدريس عند والده المشتغل بالتدريس وغيره من العلماء.
·        اشتهر ابن تيمية بسرعه الحفظ وقوة الذاكرة، وشهد له بذلك اساتذته وتلاميذه.
·        ولم يكتف ابن تيمية بحث الناس والسلطان وتحريضهم على محاربة التتار، بل اشترك هو نفسه في حربهم في واقعة "شقجب" التي انتصر فيها المسلمون انتصارا عظيماً.
·       كان يرى ابن تيمية مثل ابن حزم الاندلسي ان مصدر كل حقيقة دينية هو القران والحديث"
·       تم سجن ابن تيمية اكثر من مرة بسبب رأيه الفقهي وتزايد شهرته التي اثارت خصومه، فاخذوا يكيدون له لدى السلطان، توفي في السجن سنة، ومن بين فتواه بان السفر لأضرحة الاولياء غير مشروع بسبب قول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام والاقصى ومسجدي هذا"

مؤلفاته:
لابن تيمية مؤلفات كثيرة، تزيد عن 500 مؤلف، يهمنا منها ما تناول علم النفس وهي:
1-  رسالة في العقل والروح          2- العبودية
3-  فصل في مرض القلوب وشفائها / مجلد علم السلوك.

النفس والروح والعقل:
يذهب ابن تيميه الى ان النفس ليست مركبة من الجواهر المفردة، ولا من المادة والصورة، وهي ليست جسماً، وانها قائمة بنفسها تبقى بعد فراق البدن بالموت.
ويرى ابن تيمية ان لفظ "الروح" يستخدم ايضا بمعنى النفس. يقول:" والروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت هي الروح المنفوخة فيه، وهي النفس التي تفارقه بالموت.
ويذكر ابن تيمي ان للفظ الروح والنفس عدة معان:
1-  فيراد بالروح الهواء الخارج من البدن والهواء الداخل فيه.
2-  ويراد بالروح البخار الخارج من تجويف القلب والساري في العروق، وهو الذي يسميه الاطباء الروح الحيواني.
3- ويراد "بنفس" الشئ ذاته وعينه، كما في قوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة)
4- ويراد بالنفس الدم الذي يكون في الحيوان، كقول الفقهاء :"ماله نفس سائلة، وما ليس له نفس سائلة"
5- ويراد بالنفس ايضا صفاتها المذمومة، او النفس المتبعة لهواها.
ويقول ابن تيمية ان لفظى النفس والعقل عند الفلاسفة انما يدلان على شيء واحد، فهم يستخدمون لفظ النفس من حيث هي مدبرة للبدن، "فاذا فارقت سموها عقلا لان العقل عندهم هو المجرد عن المادة وعن علائق المادة، واما النفس فهي المتعلقة بالبدن تعلق التدبير والتصريف".
ان العقل عند ابن تيمية ليس شيئا بذاته، وانما هو قائم في العاقل، يقول:"العقل في كتاب الله وسنة رسوله وكلام الصحابة والتابعين وسائر أئمة المسلمين وهو امر يقوم بالعاقل، سواء سمي عرضا او صفة، ليس هو عيناً قائمة بنفسها، سواء سمي جوهرا او جسما، وانما يوجد التعبير باسم العقل عن الذات العاقلة التي هي جوهر قائم بنفسه.
ويقول ابن تيمية ايضا:" ثم من الناس من يقول: العقل هو علوم ضرورية ، ومنهم من يقول العقل هو العمل بموجب تلك العلوم، والصحيح ان اسم العقل يتناول هذا وهذا.

اما فيما يتعلق اين مسكن النفس، او الروح من الجسد، يقول ابن تيمية :"فلا اختصاص للروح بشيء من الجسد،  بل هي سارية في الجسد كما تسري الحياة التي هي عرض في جميع الجسد، فان الحياة مشروطة بالروح،  فاذا الروح في الجسد كان فيه حياة، واذا فارقته الروح فارقته الحياة"
وفيما يتعلق اين مسكن العقل فيه، فيقول ابن تيمية: "فالعقل قائم بنفس الانسان التي تعقل، واما البدن فهو متعلق بقلبه كما قال الله تعالى: (افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها..) وقيل لابن عباس : بماذا نلت العلم ؟ قال: "بلسان سؤول وقلب عقول".

قوى النفس واحوالها:
يذكر ابن تيمية تقسيم الفلاسفة للنفس الى نفس نباتية محلها الكبد، وحيوانيه محلها القلب، وناطقة محلها الدماغ، ويقول: "ان ارادوا به انها ثلاثة قوى تتعلق بهذه الاعضاء فهذا مسلم، وان ارادوا انها ثلاثة اعيان قائمة بأنفسها فهذا غلط بين"

ويذكر ابن تيمية ايضا انه يقال: ان" النفوس ثلاثة انواع:
1- النفس الامارة بالسوء: التي يغلب عليها اتباع هواها بفعل الذنوب والمعاصي.
2-  النفس اللوامة: وهي التي تذنب وتتوب وتتردد بين الخير والشر فسميت لوامة.
3- النفس المطمئنة: هي التي تحب الخير والحسنات وتريده، وتبغض الشر وتكره.

حاجات الانسان ودوافعه:
اعتبر ابن تيميه ان حاجات الانسان نوعان:
1-  نوع ضروري يحتاج اليه الانسان لبقائه: مثل حاجاته الى طعامه وشرابه ومسكنه (الدوافع الفسيولوجية).
2- نوع ما لا يحتاج اليه الانسان لبقائه: ومثل الحاجات لا ينبغي ان يعلق الانسان بها قلبه، لانه ان فعل ذلك صار مستعبدا لها، كما يسميها علماء النفس المحدثون الدوافع الثانوية.

الناحية الوجدانية المصاحبة للإدراك:
من المعروف ان الادراك تصاحبه حالة وجدانية، فاذا ادركنا شيئا نحبه شعرنا بالسرور والرضا، واذا ادركنا شيئا نكرهه شعرنا بالنفور والكراهية، وقد تناول ابن تيمية هذه الناحية الوجدانية المصاحبة للإدراك اثناء تحليله لحلاوة الايمان، ويذكر ابن تيمية حديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل:" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان، ومن كان الله ورسوله احب اليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه الا لله، ومن كان يكره ان رجع الى الكفر يعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار"
 ثم يقول ابن تيمية تعلقا على هذا الحديث:" اخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ان من كان فيه هذه الثلاث وجد حلاوة الايمان لان وجد الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له فمن احب شيئا او اشتهاه اذا حصل مراده فانه يجد الحلاوة واللذة والسرور بذلك واللذة امر يحصل عقب ادراك الملائم الذي هو المحبوب او ألمشتهى، وينتقد ابن تيمية الفلاسفة الذين يقولون : ان اللذة هي ادراك الملائم فهو يرى ان اللذة ليست هي ادراك الملائم وانما هي تحدث عقب ادراك الملائم يقول ابن تيمية:" ومن قال ان اللذة ادراك الملائم، كما يقوله من المتفلسفة والاطباء فقط غلط في ذلك غلظا بينا فان الادراك يتوسط بين المحبة واللذة فان الانسان مثلا يشتهي الطعام، فاذا اكله حصل له عقب ذلك اللذة، فاللذة تتبع النظر الى الشيء، فاذا نظر اليه التذ به، واللذة التي تتبع النظر ليست نفس النظر وليست هي رؤية الشيء، بل هي تحصل عقب رؤيته وهكذا جميع ما يحصل للنفس من اللذات والالام: من فرح وحزن ونحو ذلك يحصل بالشعور بالمحبوب او الشعور بالمكروه وليس نفس الشعور هو الفرح ولا الحزن"

انفعال الحب وعلاقته بالدافعية:
تناول ابن تيمية الحياة الانفعالية في الانسان وبخاصة انفعال الحب الذي يجب ان يكون لله تعال ورسوله، اذ ان حبهما هو اسمى انواع الحب الانساني، ويجب ان يكون اقوى واعلى من حب اي شيء اخر بل ان الانسان اذا احب انسانا او شيئا ما فيجب ان يكون حبه له في الله، واذا كره انسانا ما او شيئا ما فيجب ان يكون كرهه له في الله".
ويرى ابن تيمه ان الانسان اذا ذاق لذة حب الله ورسوله وعبادته انصرف قلبه بهذا الحب الصالح عن كل انواع الحب الأخرى وذاق حلاوة العبودية فأنه يقوي قلبه عبره، ويحميه من الانحرافات النفسية ويكن علاجا لها.

السلوك الظاهر والسلوك المستتر:
يعرف ابن تيمية العبادة انها اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنه والظاهرة، وفي هذا القول اشارة واضحة الى تحليل السلوك الى سلوك باطن وسلوك ظاهر، فالسلوك الباطن هو ما يضمره الانسان من عقائد وآراء ومشاعر واحاسيس والسلوك الظاهر هو ما يقوم به الانسان من اعمال وما يصدر عنه من اقوال، ويقرب ابن تيمية في ذلك ما يقوله علماء النفس المحدثون من تحليل السلوك الانساني الى ظاهر ومستتر، وفي رأي ابن تيمية ان العبادة الحقة تشمل كلا من السلوكين: الظاهر والباطن، بحيث يكون هناك اتفاق تام بين هذين النوعين من السلوك وبين اوامر وما يحبه الله تعالى ويرضاه.

السعادة والأمن النفسي:
يرى ان سعادة الانسان وامنه النفسي لا يتحققان بالفعل الا بعبوديته التامة لله تعالى وحبه له يقول ابن تيمية:" فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا ينعم ولا يسر ولا يلتذ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن، الا بعبادة ربه وحبه والانابه، ولو حصل له كا ما يلتذ به من المخلوقات، لم يطمئن ولم يسكن اذ فيه فقر ذاتي الى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة  والنعمة والسكون والطمأنينة"

الكمال الانساني:
يرى ابن تيمية ان عبودية الانسان لله تعالى وحبه له لا يحققان له السعادة والامن النفسي فحسب بل انهما يحققان له ايضا بلوغ اقصى الكمال الإنساني يقول:" اكمل الخلق وافضلهم واغلاهم واقربهم الى الله وأقواهم وأهداهم: "اتمهم عبودية لله"
ان كمال الانسان اذن وسعادته في الدنيا والآخرة انما يتحققان في راي ابن تيمية بتحقيق العبودية لله تعالى وان العبودية لله تعالى هي الغاية من خلق الله تعالى للإنسان.

امراض القلوب وشفاؤها:
يقول ابن تيميه: ان مرض القلب الم يحصل في القلب اي في النفس، وان لمرض القلب نوعان: فساد الحس وفساد الحركه الطبيعيه، وما يتصل بها من الإرادة وكل منهما يحصل بفقده الم وعذاب، فكما انه مع صحة الحس والحركة الارادية الطبيعيه تحصل اللذة والنعمة، فكذلك في فسادهما يحصل الالم والعذاب، فهناك اذا ثلاث صفات يتميز بها مرض النفس في راي ابن تيميه هي:
1-  فساد اي اضطراب في الحس والتصور: اي في الادراك.
2-  فساد في الحركة الطبيعية الارادية: اي في السلوك.
3-  الم وعذاب يحصل في النفس.
 وهذه الصفات الثلاث التي يذكرها ابن تيميه للمرض النفسي تتفق تمام الاتفاق مع ما وصل اليه علم الطب النفساني الحديث، في وصف السلوك المضطرب بثلاث صفات رئيسيه: هي الادراك المختل للواقع والسلوك غير الملائم والشعور بالتعاسة، وبذلك سبق ابن تيميه علماء الطب النفساني الحديث بحوالي سته قرون في تحليل المرض النفساني وتحديد صفاته الذي يتميز بها.

 وعلاج مرض النفس حسب ابن تيميه بالدين الشرعي الذي يؤدي الى ازاله الشبهات والتغلب على الشهوات، ويذكرنا قول ابن تيميه بان المرض يزول بضده بالغزالي الذي اتبع هذا الاسلوب في علاج العادات والاخلاق السيئة، كما بينا ذلك من قبل، اثناء كلامنا عن الغزالي، وبينا انه سبق بذلك المعالجين النفسانيين السلوكيين المحدثين، فقد ذكر ابن تيميه نفس هذا الاسلوب في علاج المرض النفساني، ويبدو انه تأثر براي الغزالي في هذا الموضوع.
 ولا يهتم ابن تيميه في علاج الامراض النفسانيه فحسب بل هو يهتم ايضا بالوقاية، منها قبل حدوثها، يقول: وكما ان الواجب الاحتماء عن سبب المرض قبل حصوله وازالته بعد حصوله.

نماذج من الامراض النفسيه وعلاجها:
الحسد:
الحسد مرض نفساني وهو البغض والكراهه لما يراه الحاسد من حسن حال المحسود، وهذا الحسد نوعان احدهما:
1- هو كراهة النعمة على المحسود مطلقاً: ويتألم الحاسد ويتأذى بوجود النعمة على الحسود ويلتذ بزوالها عنه، وهذا هو الحسد المذموم.
2- هو ان يكره الحاسد فضل المحسود عليه: فيجب ان يكون مثله او افضل منه وهذا ما يسمى بالغبطه.
 وقد سمي ذلك حسداً لان مبدأه هو كراهه ان يكون غيره افضل منه، اما من احب ان ينعم الله تعالى عليه مع عدم التفاته لأحوال الناس، فهذا ليس عنده من الحسد شيء، فيرى ابن تيميه ان غالب الناس يبتلون بهذا النوع من الحسد وقد يسمى هذا النوع ايضا منافسه والتنافس ليس مذموماً، بل هو محمود في الخير، قال تعالى: (ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون تعرف في وجوههم نظرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فل يتنافس المتنافسون). ويقول ابن تيميه في علاج الحسد (فمن وجد في نفسه حسدا لغيره فعليه ان يستعمل معه التقوى والصبر فيكره ذلك في نفسه وينهي نفسه عنه).

العشــــــــــــــق:
العشق مرض نفساني وهو المحبه المفرطة الزائدة عن الحد المحمود، واذا قوى أثر في البدن فصار مرضا في الجسم، إما من امراض الدماغ كالماليخوليا، ولذلك قيل فيه هذا مرض وسواسي وشبيه بالماليخوليا، وإما من امراض البدن كالضعف والنحول.
ومريض البدن قد يشتهي ما يضره، فاذا لم يطعم ذلك تألم واذا اطعم ذلك زاد مرضه، (فكذلك العاشق يضره اتصاله بالمعشوق مشاهدة وملامسة وسماعاً، بل ويضره التفكير فيه والتخيل له، وهو يشتهي ذلك فان منع من مشتهاه تالم وتعذب وان اعطي مشتهاه قوي مرضه وكان سببا لزياده الالم).
 ويقول ابن تيميه ان ( القلب انما خلق لأجل حب الله تعالى وهذه هي الفطرة التي فطر الله عليها عباده) فالله سبحانه فطر عباده على محبته وعبادته وحده، فاذا تركت الفطرة بلا فساد، كان القلب عارفا بالله عابداً له وحده، ويرى ابن تيمية ان حب الله وحده وإخلاص الدين له يقي القلب من حب احد غيره، فضلا عن الابتلاء بالعشق.
 والقلب المحب لله تعالى المنيب اليه الخائف منه، يصرفه عن العشق أمران:
احدهما: انابته الى الله ومحبته له، والتذاذه الشديد بذلك فلا تبقى مع محبه الله محبه لمخلوق تزاحمه
الثاني: خوفه من الله فان الخوف الشديد من الله مضاد للعشق يصرفه.
وبرى ابن تيميه ان كل من احب شيء سواء بعشق او بغير عشق فانه يمكن علاجه من هذه المحبة بأمرين:
1.   احدهم بمحبة ماهو احب اليه منه فتزاحمه وتصرفه
2.    والأخر هو بخوف حصول ضرر يكون ابغض اليه من ترك ذلك الحب (فاذا كان الله احب الى العبد من كل شئ واخوف عنده من كل شئ، لم يحصل معه عشق ولا مزاحمه، إلا عند غفلة او عند ضعف هذا الحب والخوف).

 استخدم ابن تيمية في علاج العشق اسلوب العلاج بالضد وهو الخوف من الله تعالى فالخوف هو ضد الحب، وعالج الحسد بالتقوى وكراهية الحاسد ذلك في نفسه وتقوى الله تعالى وكراهية الحسد انما يحدثان حالة نفسيه مضادة للحسد وتعمل على مقاومته، فعلاج اساس الامراض النفسانية عند ابن تيمية هو اذاً العلاج بالضد كما فعل ابن جزم والغزالي من قبل.















________________________________________________________________

ملخص من المرجع المقرر للمساق:
 نجاتي، محمد عثمان، الدراسات النفسية عند علماء المسلمين، ط1، بيروت: دار الشروق 1993.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق