الثلاثاء، 8 ديسمبر 2015

د. لؤي زعول/ نصوص نفسية ابو حامد الغزالي (1058- 1111م)

جامعة الخليل
           د. لؤي زعول                                  نصوص نفسية عند علماء المسلمين
   (دكتوراه بعلم النفس الاجتماعي والعملي)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغزالي (1058- 1111م)
حياته:
·        هو ابو حامد محمد بن محمد الغزالي، المعروف بحجة الاسلام وزين الدين.
·         ولد في بلدة طوس احدى مدن خراسان ويقال، ايضا قيل انه ولد في بلدة الغزالة عام 450ه/1058م  وتوفي عام 505ه/ 1111م. سمي بالغزالي (بتشديد الزاي) نسبه الى حرفة والده، ويقال ايضا انه سمي بالغزالي (بتنحيف الزاي) نسبه الى بلدة الغزالة.
·        حرص والد الغزالي على ان ينشئ ابنه نشأة اسلامية، فعهد به وباخيه الاصغر احمد عند وفاته الى صديق له، واودعه بعض المال للانفاق عليهما، وكان هذا الوصي رقيق الحال، فعندما نفذ المال دفع بهما الى احدى المدارس الدخلية التي اسسها نظام الملك.
·        درس الغزالي الفقه، العلوم الدينية واللغتين الفارسية والعربية. وعلم الكلام والمنطق والفلسفة.
·        تعرض لسرقة كتبه، واستردها بعد عناء كبير ويقال: انه تعلم من هذه الحادثة ان يستظهر كل ما يقرأه من كتب حتى لا تكون له حاجة اذا فقدها.
·        تتلمذ على (ضياء الدين الجويني) امام الحرمين ورئيس المدرسه النظاميه ولازمه حتى وفاته.
·        غادر الغزالي نيسابور الى معسكر بلاط الوزير نظام الملك في ظاهر نيسابور، فلقي هناك الوزير السلجوقي (نظام الملك) الذي كان يقوم بتشجيع العلم والعلماء، فاعجب به وكرمه وعظمه، وكان يحضر مجلس الوزير جماعة من الافاضل، فجري بينهم وبين الغزالي جدال ومناظرة، فظهر عليهم، واشتهر اسمه وذاع صيته.
·        وذكر الغزالي في كتاب (المنقذ من الضلال) انه بدأ يشعر في هذه الفترة بأزمة شكية في المعارف التي كانت سائدة في عصره، فأخذ يدرس ميادين المعرفة، كما ناقش قدرة كل من الحس والعقل في الوصول الى المعرفة اليقينية. وقد اعترت الغزالي في ذلك الوقت ازمة نفسية حادة شلت نشاطه وجعلته يعتزل العمل في التدريس

عصر الغزالي:
لم تختلف احوال العلم والسياسة في عصر الغزالي عما كانت عليه في عصر ابن سينا فقد فقد الخلفاء العباسيون السلطه الفعليه في الدوله، واستولى السلجوقيون على مقاليد وكثرت المنازعات وساد الاضطراب في البلاد وكثر الشغب والنهب.
وفي خضم تلك الاضطرابات اتسعت حركتان عرفت بعلم الكلام والاخرى بالصوفية، حيث  تحول علم الكلام الى معركة فكرية وسياسية بين الاشعريه والمعتزلة وبين المذهب الحنبلي والمذاهب الفقهية الاخرى، فكثرت بينهم النزاعات واشتدت الفتن وكثر الاضطراب في البلاد ولعل اضطراب الاحوال السياسيه والاجتماعيه في البلاد في، قد ساعد على اتساع الحركه الصوفيه وجعل للمتصوفين جاها ومكانا، وكان للغزالي الذي اتجه الى التصوف التي رأى فيها الوسيلة الصحيحة للوصول الى المعرفة الحقيقية اثره الكبير في توطيد دعائم الصوفية وتعظيم شانها.

مؤلفاته:
الف الغزالي كتبا كثيرة من الفنون منها في الفقه واصوله وعلم الكلام ومعتقدات السلف وعلم الجدل والفلسة وعلم النفس، ومن اهم كتبه التي تتحدث عن علم النفس:
·        احياء علوم الدين
·        كيمياء السعادة
·        الجواهر الغزالي من رسائل الامام الغزالي
·        مقاصد الفلاسفة
·        معيار العلم
·        معارج القدس في مدارج معرفة النفس

علم النفس عند الغزالي:
نجد في دراسة الغزالي للنفس ضربين من علم النفس: الاول يتناول قوى النفس الحيوانية والانسانية، المحركة والمدركة، هذا الضرب من علم النفس كان الغزالي مقلداً ينقل عن الفارابي وابن سينا، وبخاصة ابن سينا الذي ينقل عنه معظم ارائه نقلا يكاد يكون حرفيا، ويمكن ملاحظة ذلك اذا ما قارنا اراء الغزالي عن قوى النفس الحيوانية والانسانية في كتاب (معارج القدس في مدارج علم النفس) باقوال ابن سينا في كتابي (النجاة) و(احوال النفس).
الثاني: علم النفس الذي يتناول فيه رياضة النفس وتهذيب الاخلاق وعلاج الاخلاق المذمومة، فان الغزالي كان فيه مجددا ومبتكرا لا يقلد من سبقه من الفلاسفة، فقد ابتكر الغزالي في هذا المجال بعض الاساليب الفعالة في تعديل السلوك الانساني، وعلاج عيوبه وآفاته، و سبق بهذه الاساليب علماء النفس والمعالجين النفسانيين والسلوكيين المحدثين. واعتبر ان معرفة النفس ودراستها بوازع ديني عميق توصل الى معرفة الله تعالى، قال تعالى: (سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) وقال عليه السلام (من عرف نفسه فقد عرف ربه).

تعريف النفس:
ينحو الغزالي منحى كل من ابن سبنا والفارابي ومن قبلهما ارسطو في القول بثلاث نفوس هي:
1-  النفس النباتية: الكمال الاول لجسم طبيعي آلي من جهة وما يتغذى وينمو ويولد المثل.
2-  النفس الحيوانية: الكمال الاول لجسم طبيعي آلي من جهة وما يدرك الجزيئات ويتحرك بالارادة.
3-  النفس الانسانية: الكمال الاول لجسم طبيعي آلي من جهة وما يفعل الافاعيل بالاختيار العقلي والاستنباط بالراي ومن جهة ما يدرك الامور الكلية.
لا توجد هذه النفوس الثلاث في الانسان مستقلة بعضها عن بعض، بل هي توجد في وحدة منسجمة، تتعاون فيها قوى هذه النفوس الثلاث تعاونا تاما في القيام بوظائف الانسان المختلفة.

قوى النفس الحيوانية:
1-  القوى المحركة: اما ان تكون محركة على انها باعثة على الفعل او على انها فاعلة، والباعثة اما ان تكون على جذب النفع او على دفع الضر، والباعثة على جذب النفع هي التي يعبر عنها بالشهوة، وهي القوة التي تبعث القوة الفاعلة على جذب ما يعلم او يظن انه خير، واما الباعثة على دفع الضر، فهي التي يعبر عنها بالغضب، وهي القوة التي تبعث على دفع ما يعلم او يظن انه يضر او يؤذي طلبا للانتقام او الغلبة. والقوة المحركة على انها فاعلة فهي قوة تنبعث في الاعصاب والعضلات لتقوم بالحركة المناسبة اما لجذب النافع او لدفع الضار وهذة القوة هي التي يعبر عنها بالقدرة اما القوة الباعثة فهي ما يعبر عنها بالارادة.

2-القوى المدركة: وتنقسم القوى المدركة الى مدركة من ظاهر ومدركة من باطن، والمدركة من الظاهر هي الحواس الخمس الخارجيه: اللمس والشم والذوق والبصر والسمع، وهي.
اللمـــــــس:هي قوة منتشرة في جميع بشرة الحيوان ويقول عنها انها الطليعة الاولى للنفس ولا يخلو جزء من البشرة عن قوة اللمس، ولا يوجد حيوان الا وفيه قوة اللمس والحكمة في القوة اللمسية والكيفيات الحسية التي يدركها اللمس هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والصلابة.
الشــــــــــم: هي القوة الموجودة في اعلى تجويف الانف، وهي تدرك الروائح بتوسط الهواء، وذلك ليس بان ينقل الهواء الرائحة، بل بأن يستحيل هو الى الرائحة، ويقول الغزالي كما قال ارسطو وابن سينا من قبل ان حاسة الشم في الحيوانات اشد واقوى منها في الانسان ويذهب الى ان اول ما يتكون في الجنين بعد قوة اللمس هو الشم.
الـــــــــذوق: تدرك بها الطعوم الموافقه وغير الموافقه، وهي قوة مرتبة في العصب المفروش على اللسان وهي تدرك الطعوم المتحللة من الأطعمة في اللعاب، وحينما يتصل الطعام بالعصب.
البـــــــــــصر: تعتبر حاسة البصر مفيدة للحيوان ووجه منفعتها هو انه لما كان الحيوان يتحرك بالارادة، وفي بعض الاحيان يتحرك الى اماكن خطرة كمواقد النيران وقمم الجبال وشواطئ البحار اوجبت العناية الالهيه اعطاء حاسة البصر ليدرك به طريقه فيتجنب الاماكن الخطرة.
ويرفض الغزالي كما رفض ابن سينا من قبل الراي القائل بان الابصار يحدث بخروج شعاع من العين الى الشيء المرئى، وهو الراي الذي قال به افلاطون، وانما يذهب الغزالي كما ذهب ابن سينا من قبل الى ان الابصار يحدث بانطياع صورة المرئية في الرطوبة الجليدية بالعين.
السمع: هي القوة التي تلي البصر في النفع، ومنفعتها ان الاشياء الضارة والنافعة قد يستدل عليها بخاص اصواتها، فاوجبت العناية الالهية وضع القوة السامعة في اكثر الحيوان على ان منفعة هذه القوة في النوع الناطق من الحيوان تكاد تفوق الثلاث اي الحواس الثلاث السابق.

القوى المدركة من الباطن:
يقسم الغزالي القوى المدركة من الباطن على اساس طبيعة وظيفتها الى:
1-      مايدرك ولا يحفظ
2-      ما يحفظ ولا يدرك
3-      ما يدرك ويتصرف
وهو يقسم المدرك منها الى:
1-   مايدرك الصورة
2-   وما يدرك المعنى.
ويقسم الحافظ منها الى:
1-   مايحفظ الصورة
2-   وما يحفظ المعنى
ويفرق الغزالي كما فرق ابن سيناء من قبل بين الصورة والمعنى فالصورة هي ما يدركه الحس الظاهر ثم يؤديه الى الحس الباطن فيدركه، اما المعنى فيدركه الحس الباطن من المحسوس دون ان يدركه الحس الظاهر.
الحس المشترك: هو القوة التي تجتمع فيها المحسوسات من الحواس فتدركها، ولذلك سميت بالحس المشترك ويثبت الغزالي وجود الحس المشترك ببراهين ماخوذة من ابن سينا ومنها انك تبصر القطر النازل خطا مستقيما.

القوة الخيالية او المصورة: هي القوة التي تحفظ صور المحسوسات بعد غيابها عن الحواس ويرى الغزالي انه بالحس المشترك والقوه الخيالية معا يتم التمييز بين المحسوسات.
القوه الوهمية: انها تدرك من الجزيئات المحسوسة معاني جزئية غير محسوسة، كما تدرك الشاة مثلا: العداوة في الذئب وليست العداوة محسوسة ولكن القوة الوهمية تدركها من رؤيه الذئب.
القوة الحافظة او الذاكرة: وهي القوة التي تحفظ المعاني الجزئية التي تدركها القوة الوهمية.

القوة المتخيلة: تقوم بتركيب الصور بعضها الى بعض وفصلها بعضها عن بعض كما انها تقوم بتركيب المعاني الجزئية بعضها الى بعض وتفصلها بعضها عن بعض، كما انها تلحق المعنى بالصورة وتستعمل النفس القوة المتخيلة في عمليتي التركيب والتفصيل على اي نظام تشاء وعلى نحو منتظم او غير منتظم وهذا ما يمكن الانسان من تعلم الصناعات والفنون المختلفة.

مراكز القوى المدركة الباطنة:
يحدد الغزالي مراكز القوى المدركة الباطنة في تجاويف الدماغ وفقا لما قاله ابن سينا من قبل في "القانون في الطب" "والنجاة" واحوال النفس فمركز الحس المشترك في الجانب الاول من التجويف الاول في مقدم الدماغ ومركز القوة المصورة في الجانب الاخير من التجويف الاول في الدماغ والقوة المتخيلة في الجزء الاول من التجويف الاوسط، والقوة الوهمية تجويف الاوسط لا سيما في جانبه الاخير"، الحافظة الذاكرة في التجويف الاخير.

قوى النفس الناطقة:
اما فيما يتعلق بالنفس الانسانية تنقسم الى قوة عاملة وقوة عالمة، وتسمى كل واحدة منها عقلا باشتراك الاسم، ويشرح الغزالي وظائف كل من هاتين القوتين ناقلا حرفيا ما سبق ان قاله ابن سينا عن النفس الناطقة ووظائفها في كتاب النجاة وكتاب احوال النفس. فالقوة العاملة هي التي تتولى مسؤلية تدبير البدن وهي بالاشتراك مع القوة النزوعية تقوم بدفع الانسان بلقيام بالافعال الجزئية الخاصة به مثل الخجل والحياء.
اما القوى العالمة او النظرية فهي التي تنفعل عن المبادئ العالية والعقول بالفعل، وتستفيد منها وتقبل عنها الصور الكلية المجردة، والتي بقبولها يتم كمال النفس.

مراتب العقل النظري:
1-  العقل الهيولاني: ان الاستعداد المطلق الموجود عند الطفل لادراك المعقولات الكلية من قبل ان يدرك الطفل شيئا بعد من المعقولات ويسمى عقلا هيولانيا وذلك مثل تعلم الطفل الكتابة.
2-  العقل بالملكه: اذا اكتسب العقل المعقولات الاولى فانه يسمى عقلا بالملكة، واعني بالمعقولات الاولى المقدمات التي يقع التصديق بها من غير اكتساب، وهي المبادئ العقلية الضرورية التي يشعر الانسان انه لا يجوز ان يخلو من التصديق بها البتة مثل الاعتقاد بان الكل اعظم من الجزء.
3-  العقل بالفعل: اذا حصل العقل بعد المعقولات الاولى على المعقولات المكتسبة، إلا انه لا يطالعها بالفعل، ولكنها تكون كانها مخزونة لديه يستطيع ان يستعيدها متى شاء ويعقلها فيسمى حينئذ عقلا بالفعل لانه يعقل متى شاء بلا اكتساب.
4-  العقل المستفاد: اذا كانت الصور المعقولة حاضرة بالفعل في العقل وهو يعقلها بالفعل ويعقل انه يعقلها بالفعل فانه يسمى حينئذ عقلا مستفادا او عقلا قدسياً.

الادراك العقلي:
يفسر الغزالي عملية الادراك العقلي بارتسام الصور العقلية في العقل الفعال، فالعقل الهيولاني لا يخرج من القوة الى الفعل، ويصبح عقلا بالفعل الا بسبب اتصاله بالعقل الفعال، الذي توجد عنده مبادئ الصور العقلية المجردة ونسبة العقل الفعال الى نفوسنا كنسبة الشمس الى ابصارنا، فكما ان البصر يبصر بنور الشمس فكذلك نفوسنا تعقل اذا اشرق عليها نور العقل الفعال، فاذا طالعت النفس الناطقة الجزئيات الموجودة في الخيال وفكرت فيها وتاملتها، فان ذلك يعدها لان تفيض عليها المعاني العقلية المجردة من العقل الفعال.

الدوافع والانفعالات:
لم يهتم الفلاسفه المسلمون قبل الغزالي اهتماما كبيرا بدراسة الناحية الدافعية والانفعالية في الانسان ولكن الغزالي كان اكثر منهم اهتماما بدراستها، وقد قال الغزالي بالدوافع الرئيسية التي سبق ان قال بها الفارابي وابن سينا، وهي التي تتضمنها القوة النزوعية، بفرعيها:"الشهوة" و"الغضب" ويدخل في مضمون الشهوة جميع الدوافع الفطرية التي تدفع الانسان الى اشياء تشبع حاجاته الفطرية الضرورية، كالغذاء والماء والملبس، وكذلك جميع الدوافع المكتسبة التي تدفع الانسان الى طلب كل ما يشتهيه من امور اخرى غير ضروريه لحفظ حياته او بقاء نوعه ويدخل في مضمون الغضب " القوة الغضبية" الدوافع التي تدفع الانسان الى دفع ما يضره ويؤذيه والى القتال دفاعا عن النفس او الانتقام من الاعداء.

وحدة النفس الانسانية:
يبين الغزالي كيف تراس قوى النفس بعضها بعض، وكيف يخدم بعضها بعضا، ويقول: ان العقل المستفاد هو الرئيس المطلق الذي تخدمه كل القوى الاخرى وهو الغاية القصوى، ثم العقل بالفعل يخدمه العقل بالملكة ثم العقل بالملكة يخدمه العقل الهيولاني وهذه كلها مراتب العقل النظري، والعقل النظري يخدمه العقل العملي الذي يتولى تدبير البدن من اجل تكميل العقل النظري والعقل العملي يخدمه الوهم والوهم تخدمه قوتان قوة بعده وقوة قبله، القوة التي بعده هي الحافظة الذاكرة التي تحفظ ما يؤديه الوهم من المعاني الجزئية، والقوة التي قبله هي جميع القوى الحيوانية، ثم القوة المتخيلة تخدمها قوتان احداهما القوة الخيالية لقبولها ماتقوم به المتخيلة من تركيب مافيها من صور بعضا الى بعض او فصل بعضها عن بعض، والثانية هي القوة النزوعية لاطاعتها اوامر المتخيلة التي تبعثها عن التحريك، ثم القوة الخيالية يخدمها الحس المشترك والحس المشترك تخدمه الحواس الخمس والقوة النزوعية تخدمها الشهوة والغضب والشهوة والغضب تخدمها القوة المحركة بالفعل، والى هنا تنتهي القوة الحيوانيه ثم القوة الحيوانية تخدمها قوى النفس النباتية واولها ورئيستها المولدة ثم المربية تخدم المولدة ثم الغاذية تخدمها جميعا، فقوى النفس الانسانية المختلفة لا تعمل مستقلة بعضها عن بعض بل هي تعمل في تعاون تام فالنفس الانسانية تكون وحدة متماسكة تؤدي وظائفها النفسية المختلفة عن طريق نظام النفس المتكامل.

الاحلام  والرؤى والوحي والنبوة:
ينسب الغزالي للقوة المتخيله دورا هاما في الاحلام والرؤى والوحي والنبوة، ولا تكون القوة المتخيله مشغولة بخدمة الحواس سواء في اليقظة او المنام، فانها تنجذب مع النفس الناطقة الى جهة العقل الفعال فيشاهد العقل ما هناك ويؤدي ما يشاهده الى القوة المتخيلة، فيظهر هناك كالمشاهد والمسموع، ويقول الغزالي في هذا المعنى في كتاب "كيمياء السعادة":" اعلم ان للقب بابين للعلوم: واحد للاحلام والثاني لعالم اليقظة، وهو الباب الظاهر الى الخارج فان نام غلق باب الحواس فينفتح له باب الباطن ويكشف له غيب من عالم الملكوت ومن اللوح المحفوظ، فيكون مثل الضوء وربما احتاج كشفه الى شئ من تعبير الاحلام" ويتفاوت الناس فيما بينهم في القوة المتخيلة وفي استعداد نفوسهم، تبعا لذلك في الاتصال بالعالم العلوي اي بالعقل الفعال.

نظرية المعرفة:
  يرى الغزالي ان الانسان يكتسب المعرفة عبر طريقين:
1-  طريق التعلم تحت ارشاد معلم وبالاستعانة بالحواس والعقل وعن هذا الطريق يعرف الانسان العالم الحسي ويحصل العلوم والمعارف ويتعلم الحرف والصناعات.
2-   طريق التعلم الرباني او الدني الذي فيه تنكشف المعرفة للقلب مباشرة عن طريق الالهام والوحي.
الالهام: هو تنبيه من الله تعالى للنفس الانسانية اذا ما بلغت قدرا من الصفاء وقوة الاستعداد، فتحصل لها المعرفة دون وساطة بينها وبين الله تعالى.
 الوحي: هو تلقي النور الالهي ويشترط فيه كمال النفس ونقائها من الدنس وانقطاعها عن الشهوات الدنيوية واقبالها على الله سبحانه وتعالى اقبالا كلياً يؤدي الى صقل النفس وتهيئتها لكي يشرق عليها النور الالهي وتنتقش فيها جميع العلوم والمعرفة الربانية.
وقد اعتبر الغزالي ان المعرفة التي يحصل عليها الانسان عن طريق الحواس والعقل معرفة محدودة وهي وحدها لاتربط الانسان بعالم الغيب، اما المعرفة الربانية فهي وحدها التي تربط الانسان بالله تعالى، وهي التي ينال بها الانسان الطمانينة والسعادة ولذة المعرفة الحقيقية، فكلما ازدادت النفس الانسانيه رقيا وسموا باتصالها بالله تعالى كلما ازدادت المعرفة.

الســـــــــــعادة:
ذهب الغزالي الى ان سعادة الانسان تتوقف على مقدار ما بلغته نفسه الناطقة من كمالها الخاص بها في الحياة الدنيا، فاذا كانت قد بلغت حدا من الكمال فيمكنها اذا فارقت البدن ان تستكمل الكمال الذي لها ان تبلغه، وتشعر حينئذ باللذة العظيمة التي ليس من جنس اللذة الحسية والحيوانية، بل هي ألذ من كل لذة وأشرف وهذه هي السعاده، اما اذا كانت النفس الناطقة لم تحصل في الحياة الدنيا كمالها الخاص بها بسبب انشغالها بالبدن وانغماسها في المكروهات والرذائل، فانها اذ فارقت البدن فانها لا تستطيع ايضا ان تبلغ كمالها الخاص بها في حياة الاخرة ويسبب ذلك لها الشعور بالالم والشقاء.
كما قال ان السعاده الحقيقيه لا تتم الا باصلاح الجزء العملي من العقل فيجب ان يكون للعقل العملي السيطرة والاستيلاء على القوى البدنية ويجب ان تنقاد اليه القوى الحيوانية وتطاوعه اما اذا انقاد العقل العملي للقوى الحيوانية فان ذلك يلهيه ويغفله عن الشوق الذي يخصه.

كيف تعين معرفة النفس على معرفة الله:
قال الغزالي في خطية كتاب (معارج القدس في مدارج معرفة النفس) ان معرفة النفس تعين على معرفة الرب وبعد ان فصل القول في النفس الانسانية وقواها انتقل الى شرح كيف تندرج من معرفة النفس الى معرفه الرب فقال: (إنا أاثبتنا النفس على الجملة بمعرفة اثارها وافعالها، فالنفس النباتية عرفناها باثارها من التغذية والتنمية وتوليد المثل، والنفس الحيوانية بأثارها من الحس والحركة الاختيارية، والنفس الانسانية بالتحريك وادراك الكليات، وعلمنا ان هذه الافعال تتعلق بمبدأ يسمى النفس. ويذكر الغزالي في هذه الامور ما يلي :
1-  انه لا يكون عرضا
2-  انه لا يكون جسما
3-  انه لا يجوز ان يكون شيئان كل منهما واجب الوجود كما انه لا يكون للبدن الواحد الا نفس واحده فلا يكون للعالم الا رب واحد وهو مبدع الكل ويتعلق به الكل تعلق الوجود والبقاء.
4-  ان كل ما سوى واجب الوجود ينبغي ان يكون صادرا من واجب الوجود كما ان النفس كمال جسم طبيعي الي فكذلك الرب موجد الكل وبه كمال الكل وبقاء الكل وجمال الكل.
5-   ان النفس واحد ليس له كمية ومقدار فكذلك فاعلم انه ليس للمبدع الحق سبحانه كمية ومقدار.

تعديل السلوك عند الغزالي:
بينما كان الغزالي في تناوله لقوى النفس الانسانية مقلدا وناقلا عن الفلاسفه السابقين وبخاصة ابن سينا في كثير من المواضيع، فانه كان مجددا ومبدعا حينما تناول في كتاب (احياء علوم الدين) موضوع رياضة النفس وتهذيب الاخلاق وعلاج امراض القلب، اي النفس وان كان لم يخل ايضا من التأثير بعض المفكرين الذين سبقوه مثل مسكويه، وقد ازعج الغزالي ما كان يراه في كثير من الناس في عصره من سوء الاخلاق وانحراف السلوك وامراض القلب (النفس) فاخذ على عاتقه مهمة القيام باصلاح الاخلاق وعلاج افات السلوك وهي مهمة قد تصدى لها مسكويه وابن حزم من قبل غير ان الغزالي كان اكثر اسهاما واكثر عمقا ودقة.
وقد كان تناول الغزالي لموضوع تعديل السلوك وعلاج امراض القلوب، يدل على عقلية منظمة ودقة في الملاحظه وقدرة رائعة في تحليل السلوك والغوص في اعماق النفس البشريه ومعرفة دقيقة باحوالها وبطرق تهذيبها وعلاجها، وبدأ الغزالي تناوله لهذا الموضوع بتعريف حسن الخلق اي السلوك السوي السليم اذ انه على اساس معرفتنا به يمكن معرفة الخلق المذموم اي السلوك غير السوي او المنحرف.

بين الغزالي ان الاخلاق قابله لتغيير، اي ان الاخلاق يمكن ان تكتسب بالتعلم ويمكن تغييرها ايضا بالتعلم وهذا القول يتفق مع ما يقوله علماء النفس المحدثون من اصحاب نظريه التعلم.

تعريف الخلق عند الغزالي:
يعرف الغزالي الخلق كما عرفه مسكويه من قبل بانه (عباره عن هيئة في النفس راسخة، عنها تصدر الافعال بسهولة ويسر من غير حاجة الى فكر وروية، فأن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الافعال الجميلة المحمودة عقلا وشرعا سميت تلك الهيئة خلقاً حسناً، وان كان الصادر عنها الافعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقاً سيئاً.

ويقول الغزالي: (امهات الاخلاق واصولها اربعه :الحكمة و الشجاعة و العفة والعدل)
ونعني بالحكمة: حالة للنفس بها تدرك الصواب من الخطأ في جميع الافعال الاختيارية ونعني: بالعدل: حالة للنفس وقوة بها تسوس الغضب وةالشهوة وتحملها على مقتضى الحكمة، وتظبطها بالاسترسال والانقباض على حسب مقتضاها، ونعني بالشجاعة: كون قوة الغضب منقادة للعقل في اقدامها واحجامها، ونعني بالعفة: تأادب قوة الشهوة لتأديب العقل والشرع.
فمن اعتدال هذه الاصول الاربعه تصدر الاخلاق الجميله كلها، ونلاحظ ان الغزالي يستخدم مفهوم الخلق لنفس المعنى تقريبا الذي يستخدم به (جوردون البورت) في العصر الحديث مفهوم السمة فالسمة في راي البورت هي: نمط سلوكي عام ودائم وثابت نسبيا يصدر عن الفرد في مواقف كثيرة، هي استعداد او قوة او دافع داخل الفرد ويوجهه بطريقة معينة فالشخص الذي يتصف بالكرم مثلا يكون دائماً في راي البورت على استعداد للتصرف بكرم في جميع المواقف ويقرب هذا التعريف كثيراً من تعريف الغزالي للخلق.

قبول الاخلاق للتغيير:
رفض الغزالي راي من يقول ان الاخلاق لا تتغير وقال في الرد عليهم: (لو كانت الاخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسنو اخلاقكم، ويذهب الغزالي الى انه ليس المقصود من المجاهدة في رياضة النفوس وتهذيب الاخلاق هو قمع الغرائز الموجودة في اصل جبلة الانسان كالشهوة والغضب وقهرهما، فان ذلك غير ممكن وليس مقصودا، وانما المقصود من مجاهدتهما وتهذيبهما هو السيطرة عليهما وردهما الى الاعتدال فالشهوة والغضب ضروريان للانسان ومفيدان له "لو انقطعت شهوة الطعام لهلك الانسان ولو انقطعت شهوة الوقاع لانقطع النسل.
والمطلوب من مجاهدة الشهوة والغضب هو ردهما الى الاعتدال بحيث لا يقهر واحد منهما العقل ولا يغلبه بل يكون العقل هو الضابط لهما والغالب عليهما وهو المراد بتغير الخلق.
ويشير الغزالي الى ان الجبلات مختلفة بعضها سريع القبول للتغير وبعضها بطيء ولذلك سببان:
 اولهما قوة الغريزة في اصل الجبلة فالشهوة مثلا اشد قوة من الغضب واعصى على التغيير وثانيهما ان الخلق قد يتاكد ويثبت بكثرة العمل بمقتضاه
 ان ما ذهب اليه الغزالي من ان الاخلاق قابلة للتغيير امر متفق عليه بين علماء النفس الحديث وهو الاصل الذي تقوم عليه فلسفة التربية والتعليم والعلاج النفساني.
والاعتدال الذي هو صفة الخلق الحسن وسط بين الافراط والتفريط فالسخاء مثلا خلق محمود، وهو وسط بين طرفي التبذير والتقتير وقد اثنى الله تعالى عليه فقال:"(والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)" وقال تعالى: (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط) وكذلك المطلوب في شهوة الطعام الاعتدال دون الشره وقال صلى الله عليه وسلم :خير الامور اوسطها.

اسلوب الغزالي في تعديل السلوك:
يتخذ الغزالي من صحة البدن ومرضه مثالا يشرح به صحة النفس ومرضها فيقول: ان صحة البدن في اعتدال مزاجه ومرض البدن ينشأ عن ميل مزاج البدن عن الاعتدال وكذلك" ان الاعتدال في الاخلاق هو صحة النفس والميل عن الاعتدال سقم ومرض" ويتم علاج البدن بمحو العلل عنه والعوارض التي اخلت باعتدال مزاجه وكسب الصحة له برد مزاجه الى الاعتدال، وكذلك علاج النفس يتم بمحو الرذائل والاخلاق السيئة عنها وجلب الفضائل والاخلاق الحسنة اليها "وكما ان الغالب على اصل المزاج الاعتدال، فكذلك كل مولود يولد معتدلا صحيح الفطرة، وانما ابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه، اي بالاعتياد والتعليم تكتسب الرذائل، وكما ان البدن في الابتداء لا يخلق كاملا وانما يكمل ويقوى بالنشوء والتربية بالغذاء فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال وانما تكمل بالتربية وتهذيب الاخلاق والتغذية بالعلم، كما ان العله لا تعالج الا بضدها فعالج مرض الجهل بالتعلم ومرض البخل بالتسخي ومرض الكبر بالتواضع.
ويصف الغزالي اسلوبه في علاج القلب وصفا مجملا فيقول: هو سلوك مسلك المضاد لكل ما تهواه النفس وتميل اليه وقد جمع الله ذلك في كتابه العزيز في كلمه واحده فقال (واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنه هي الماوى)

فعلاج الخلق او السلوك السيئ: هو اذن تكلف فعل الخلق او السلوك الحسن المضاد والاستمرار على فعله حتى يصير عاده وطبعا، وبهذه الطريقه يزيل الخلق او السلوك السيء ويحل محاله الخلق او السلوك الحسن، واذا كان الخلق السيئ المطلوب علاجه متاصلا ومستقرا في السلوك فان الغزالي ينصح باتباع طريقه التبريج في علاجه، ذلك بان ينقل الفرد من الخلق السيء الى خلق اخر اخف منه ويستمر على هذا النحو حتى يتخلص نهائيا من الخلق السيئ المطلوب علاجه في الاصل، مثلا (شره الطعام غالبا عليه، الزمه الصوم وتقليل الطعام ثم يكلفه ان يهيئ الاطعمه اللذيذه ويقدمها الى غيره وهو لا يأكل منها حتى تقوى بذلك نفسه فيتعود الصبر وينكسر شرهه.
ويلاحظ التشابه الكبير بين اسلوب الغزالي في استخدام طريقه التدريج في علاج الخلق السيئ وبين اسلوب الكندي وابي بكر الرازي في استخدام هذه الطريقه في علاج الاول للحزن وفي تخلص الثاني من الهوى والشهوات.
 ويلاحظ ايضا ان القران الكريم قد سبق كلا من الكندي والرازي والغزالي في استخدام طريقة التدريج في تعديل السلوك وقد استخدمها القران الكريم في تعاطي الخمر والربا، اذ لم يحرمها دفعة واحدة بل تدرج في ذلك وقام بتنفير الناس منها بطريقة تدريجية حتى انتها الامر بتحريمها تحريما تاما، ولم يستخدم المعالجون النفسانييون السلوكييون المحدثون هذه الطريقة في تعديل السلوك، الا في القرن العشرين متبعين في ذلك طريقة (التشكيل التي استخدمها سكنر) في بحوثه في الاشراط الاجرائي، وتتلخص طريقة التشكيل في التكوين التدريجي للاستجابه المطلوب تعلما عن طريقه التعلم التدريجي، وقد اتبع جوزيف ولبي هذه الطريقة في علاج الخوف المرتبط باشياء معينه وذلك عن طريق تكوين استجابه معارضة للخوف كالاسترخاء لسلسلة متدرجة من الاشياء المشابهة للشيء الاصلي المثير للخوف، ولكنها ترتب في نظام متدرج فمن اقلها اثاره للخوف الى اكثرها اثارة له، بحيث يكون الشيء الاصلي المثير للخوف والمطلوب علاج الفرد من الخوف منه في اعلا هذه السلسلة، ثم يبدا العلاج بتعليم المريض الاسترخاء اثناء تخيل الشيء الادنى في السلسله حتى يزول الخوف المرتبط به، ثم ينتقل العلاج الى تعليم المريض الاسترخاء اثناء تخيل الشيء الثاني في السلسلة والذي يثير قدرا اكبر من الخوف، ويستمر العلاج حتى يزول الخوف المرتبط به، وهكذا يستمر العلاج في التخلص التدريجي من الخوف المرتبط بهذه السلسلة المتدرجة من الاشياء المثيرة للخوف، حتى ينتهي العلاج الى التخلص من الخوف المرتبط بالشيء الذي يوجد في قمة هذه السلسلة وهو الذي بدأ العلاج اساسا لتخلص منه.

علاج الكبر:
يتم عبر التخلص من الخلق السيء عن طريق تعلم الخلق الحسن فاذا خاف الفرد من شيء عليه حبه ليتخلص من خوفه له ويساهم في تعديل سلوكه كما تحدثنا سابقا.

اسباب الكبر وعلاجها حسب الغزالي:
1-  العلم: ان يستحقر العلماء الناس ويتكبر عليهم. فالينظر الى رحمة الله بالجاهل ومقته للعالم.
2-  العمل والعبادة: ان يظن بعض الناس انهم افضل من غيرهم بعبادتهم، وعلاجه التواضع.
3-  الحسب والنسب، ويتذكر ان اصله من تراب.
4-  التفاخر بالجمال خاصة عند النساء. فالينظر الى باطنه ولا ينظر الى ظاهره.
5-  التكبر بالمال فيستحقر الفقير على الضعيف، فالينظر لو انه كان فقيراً.
6-  الكبر بالقوة على الضعيف، ويعالجها بالنظر للمرض.
7-  التكبر بالعشيرة والاقارب. فاليتذكر اصله التراب.

بعض اراء الغزالي التربوية: رياضة الصبيان وتأديبهم التي تشابه فيها مع مسكويه:
1-  حفظ الطفل من الاختلاط بقرناء السؤ.
2-  عدم تعويد الطفل على التنعم والرفاهية.
3-  تعليم الطفل اداب تناول الطعام.
4-  يعلم الطفل سور من القرآن الكريم وقصص الصالحين.
5-  تكريم الطفل على كل فعل او اخلاق جميلة.
6-  تعليمه الرياضة حتى لا يتعود على الكسل.
7-  يمنع من الافتخار على اقرانه او التكبر عليهم.
8-  ابعاده عن حب الذهب والطمع (المال)
9-  تعليمه عدم اليمين (الحف) حتى لا يعتاد عليه.
10-        تعليمه احترام الاكبر منه سناً.
11-        تعليمه عدم السب واللعن.
12-        ان يتعلم اركان الاسلام ويعمل بها.



__________________________________________________________________________
ملخص من المرجع المقرر للمساق:
 نجاتي، محمد عثمان، الدراسات النفسية عند علماء المسلمين، ط1، بيروت: دار الشروق 1993.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق